| مقـالات
يعتمد طعامه وطعام أسرته اليومي على حصيلة صيد شبكته التي اعتاد ملازمتها جيئة وذهاباً، فبتلك الشبكة ارتبط قوت يومه.
وذلك اليوم لم يكن كسابقه عندما تشحطت سمكة كبيرة على صدر شبكته فأيقن أنه بها ممسك وعليها سيعتمد قوت أيامٍ قادمة.
توجه بها سائراً جهة أسرته، فرحاً، مستبشراً، حتى اعترض طريقه رجل أجبره على تسليمها له وإلا سيناله أشد الأذى، فانصاع له طائعاً، وجلاً، مرتاباً.
جرّ الصياد أذيال الخيبة عائداً لزوجه.
مرت الأيام..!!
فاشتكى السارق ألماً في إصبعه دفعه لمراجعة الأطباء، ذلك الألم الذي استعصى عليهم معرفة كنهه، ومسبباته، وموضع علته، فما كان منهم إلا أن قرروا بتر الإصبع.. لكن الألم استمر حتى تمدد إلى الكف فقرروا بتره هو أيضاً.. ومع بتر الكف استشرى الألم في الذراع فرأوا بتر الذراع كذلك.
وصل أمر هذا السارق إلى قريب له صالح فشك في وضعية هذا الرجل وتمدد الألم.. نوى زيارته للاطمئنان عليه وبحث شأنه معه.
سأله هل نلت أحداً بسوء؟؟ فحكى له قصته مع الصياد.
أدرك الرجل الصالح ملابسات المرض وأسبابه، فما كان منه إلا أن بدأ بالبحث عن الصياد لكنه لم يجده في منزله البسيط فقد تركه إلى منزل أرقى منه بعد تحسن حالته الاقتصادية.
ظل الرجل الصالح يبحث عنه حتى أدرك مكانه فزاره وأخبره بهدفه من زيارته حيث روى له حالة السارق الصحية السيئة التي آلت إليها.
قال الصياد: عندما استولى ذلك الرجل على سمكتي لم استطع فعل شيء أمام قوته وضعفي بجانب تلك القوة، فتوجهت إلى الله كل يوم في الثلث الأخير من الليل أدعوه قائلاً: (اللهم كما تقوّى على ضعفي بقوته فأرني قدرتك فيه).
قال الرجل الصالح: لقد استجاب الله دعاءك، فها هو يقاسي أشد الألم من مرض عجز الأطباء أن يجدوا له علاجاً رغم بتر أجزاء من يده وليس أمامه من رجاء في الشفاء سوى مسامحتك له، وعفوك عنه.. فسامحه الصياد طلباً في رضا الله.
راجع السارق الطبيب.. الذي تعجب من عدم عثوره على أي أثر للمرض في جسده، حكى له القصة بحذافيرها.
فصدق النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما أخبر بأنه ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من عقاب... من (البغي) و(قطيعة الرحم).
والبغي: يعني به الظلم، فهل يتعض ويرعوي كل من أوتي قوة وبطشاً وسيادة.. أم يلقي بيده في التهلكة ظالماً، باغياً، متجبراً، غير مبال بعقابٍ معجل، أو ذنبٍ مسجل.
ص.ب 10919 الدمام 31443 فاكس 8435344 03
|
|
|
|
|