| مقـالات
تعودت منذ سنوات على اختيار مسلسل يومي لمتابعته من البداية حتى النهاية، في وقت أكون فيه خاليا من الأعمال أو الالتزامات العائلية أو الاجتماعية، وغالباً ما تكون هذه الفترة بعد صلاة الظهر، وحتى موعد الغداء، وقد شاهدت خلال هذه السنوات القليل من المسلسلات الجيدة التي تثري الفكر والوجدان وتضيف إلى ثقافتي جديداً عن عادات وتقاليد وأمور الحياة في العالم العربي، ومقابل هذا القليل الجيد، هناك كم هائل من المسلسلات، كنت أجلس لها وكأنني على مقعد طبيب الأسنان، حتى تنتهي وأنصرف لشأني أو أستعد للحلقة القادمة، لعل وعسى أن نخرج من هذا المسلسل الممل ببعض اللمحات الفنية التي تجعلنا أحياناً نجلس إلى أفلام جيدة ولكنها مملة في الغالب مثل بعض أفلام يوسف شاهين، ولكن هيهات، فالمسلسل إذا لم تتضح ملامحه وقوته وثراؤه، منذ الحلقات الأولى فإنه يدخل في أنفاق لا تنتهي وكلها تؤدي إلى الفراغ والتيه والخواء، في المضمون والأداء والاخراج، وحتى الصوت والاضاءة وتحريك المجموعات والمواقع والأحداث!
وقد لاحظت من عادة الجلوس إلى المسلسلات العربية وجود العديد من المسلمات التي تكاد تكون موجودة في أغلب المسلسلات المصرية بالذات، وأولها تلك الفيلا أو القصر الذي تتوسطه نافورة قديمة ومتهالكة وسيئة المنظر، هذا القصر ونافورته يكاد يكون موجوداً في العشرات من المسلسلات، فهل أمكنة التصوير شحيحة في مصر إلى هذه الدرجة؟ إنه مجرد سؤال أطرحه، وأنا أعرف أن في أي بقعة من مصر عشرات المواقع الجميلة التي تفوق هذه النافورة المتهالكة التي تتصدر بعض المسلسلات، لكن على ما يبدو أن المنتج يريد ما نراه مرغمين. أما المسلمة الثانية فهي هذا العصير البرتقالي اللون الذي نراه في ثلاثة أرباع المسلسلات، فهل هو عصير أم صبغة، ولماذا لا توجد ألوان أخرى، خاصة وإننا نعرف أن هناك ألواناً للبرتقال والفراولة والخروب والبيبسي وغيرها!
أما المسلمة الثالثة فهي الليمون.. انه مزنوق في العديد من هذه المسلسلات، فكلما دخل البطل أو البطلة في أزمة يجد هناك من يقول له: أجيب لك ليموناده؟ لماذا الليمون بالذات؟ هناك العديد من مهدئات الأعصاب المأمونة والمباحة.
أما المسلمة الأخيرة فقد كانت التزام المنتجين والمخرجين والمعدين بأن يكون المسلسل من (13) حلقة، وقد كنا في غاية الضيق من مط المسلسلات إلى هذا العدد من الحلقات، ويبدو أن هذا الضيق وصلهم، فمطوا المسلسلات أكثر وأكثر، فأصبحت هناك مسلسلات من (30) حلقة وأكثر.. إنها عدوى المسلسلات المكسيكية! لكننا نحمد الله انهم كسروا نحس الرقم (13)، وكل مسلسل وأنتم بخير رغم ما تتضمنه المسلسلات من كوارث.
فاكس 4533173
|
|
|
|
|