| مقـالات
لا نملك تغيير واقع يهاجمنا من الداخل من بطوننا إنما يرددون بأنه دليل النعمة ثم ينكفئون إلى الاطباء يسألونهم العلاج وتخفيف الوزن خاصة الكرش التي أصبحت تتهدل بطريقة ملفتة للنظر وكريهة في الماضي عندما كنا صغاراً ولا يتناول الفرد سوى الكفاف كانت الرشاقة هي المظهر العام لكافة الناس. رشاقة اعتيادية بدون أية محصنات لأن الطعام والحركة كفيلة بجعل الجسم في حالة طبيعية خاصة وأنه يخلو من مسببات «الورم» الصناعي: إذ كان السمين هو الشاذ بين الناس طبعاً لأسباب صحية غير سليمة والمرأة الحامل فقط هي التي تشذ عن قاعدة رشاقة المظهر وانتفاخ الوسط ولفترة الحمل فقط إذ بعد الولادة سرعان ما تعود الى طبيعتها. التي خلقها الله عليها . وإذا كان للعصر ثمنه فإن ثمن هذا العصر هو ضياع الصحة ما بين كيماويات التسمين في الأطعمة التي نتناولها مجمدة من محلات البيع إلى الخمول وانتفاء الحركة إذ لم يعد يسير الواحد منا سوى أمتار معدودة في نهاية اليوم حتى أصبحنا مضرب المثل في الكسل والقليل منا من يمارس حتى رياضة المشي شكراً لبلدية الروضة التي خصصت أرضاً مهجورة لتكون مشاعاً لرياضة المشي وهي في الأصل حديقة لم تستثمر لتراجع مخصصات الانفاق في الميزانية.
وتحية للذي خططها لهذا الغرض وهي من تفكير مثقف واع نحتاج الى أمثاله في ادارات كثيرة وإذ انهضنا من مجالسنا التي نقضي جل وقتنا فيها متكومين نشعر بالارهاق ثم نعلن بصراحة انها من بقايا الروماتيزم أو ضعف الركبة التي لم تعد تحتمل هذا الوزن الإضافي من الشحوم. أما إذا جاء تل من الشحوم من الخف أيضاً فهذا دليل الإنهماك في الحشو والتهام ما هب ودب طيلة النهار وهل من مزيد؟!
معذرة لهذه السخرية لأنني بدأت أتضايق مثلكم من وجود كيس شحمي يتقدم خطواتي في الآونة الأخيرة منذ أحلت إلى مجموعة المتقاعدين لأن احتساب العمر لم يكن علميا وإنما تقريريا في زماننا الجميل الذي فقدناه من بين أمور كثيرة نتمنى انها لم تتغير وحتى لا أفقد اهتمام القارئ في المتابعة وأجعله يتساءل ما الغاية من هذه الخاطرة؟! أبادر إلى إيضاح ما قصدت والذي نصحني به طبيب صديق حيث قال «حاول» أن تؤجل امتلاء معدتك إلى الوجبة التالية في كل مرة تجلس فيها إلى الطعام وهي نصيحة ذهبية لو استطعنا تنفيذها بعد استيعابها وهي قريبة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذكر بأننا قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع.
ومن الفضل علينا لو تذكرنا إخواننا الجياع في أماكن كثيرة من العالم تعضّهم الفاقة وندرة الطعام بينما نحن نتباهى بكمية ما نعرضه على الموائد لدواعي البطر لا ما نأكله بصورة فعلية أو نحتاجه والقليل منا من يتذكر تحويل المتبقي من الموائد العامرة إلى الجمعيات الخيرية لا سيما في الحفلات والمناسبات والتي تقوم بتوصيله حسب ما أعرف إلى المحتاجين من حولنا والمستورين برحمة الصبر والخجل والكفاف.
ولعله من المضحك ان الكثيرين منا أخذوا يتوسلون لتخفيف وزنهم إلى ممارسة الرياضة على بعض الأجهزة الحديثة داخل المنازل بعد أن عجزوا عن تقليل ما ينسفون من كمية ما يتناولونه من الطعام وهي في حسبانهم أقل الشرين أي حتى لا يبلغون مرتبة الذين يأخذون الأدوية ضد السمنة التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط في الشرايين والسكري والكوليسترول وسواها من أمراض هذا العصر التي أخذت تتوالى علينا بسبب إهمالنا للاهتمام بصحتنا وعدم تحديد ما نحتاج من كمية الطعام في كل وجبة، ناسين المثل الدارج «الوقاية خير من العلاج».
للمراسلة ص ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|