| العالم اليوم
بعد عمليتي القدس وحيفا الاستشهاديتين بدأ الشك يتسرب إلى الاسرائيليين في قدرة أرييل شارون وائتلافه الحكومي في وقف الانتفاضة الفلسطينية، ومع تزايد العمليات الفدائية الفلسطينية في حوادث قنص ناجحة للفدائيين استهدفت عدداً من المستعمرين وإطلاق قذائف المورتر، وعمليات الاستشهاد المرشحة للتواصل، أخذت الشكوك تتزايد لدى الاسرائيليين في قدرة شارون على وقف الفعل الفلسطيني الذي بدأ يأخذ اشكالاً متنوعة، فحتى أشد المؤيدين لشارون أصبحوا متأكدين من ان كل ما اتخذته الحكومة الاتلافية من اساليب دموية واستنباط اساليب قمع تجاوزت كل الضوابط الانسانية والسلوكية لم تفلح بل إن الفلسطينيين لايزالوا صامدين في مواجهة القمع الاسرائيلي مؤكدين عجز شارون في تحقيق الأمن للاسرائيليين حسب ماوعدهم قبل انتخابه رئيسا للحكومة،
ترجمة للشكوك وخيبة أمل الاسرائيليين أظهرت استطلاعات الرأي التي نشرتها الصحف الاسرائيلية تراجعاً كبيراً في شعبية شارون، فبعد ان كان قد وصل الى رئاسة الحكومة بحصوله على أكثر من 60 في المائة من الأصوات، أظهر استطلاع نشرته صحيفة «معاريف» يوم الجمعة الماضي، ان 70 في المائة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع يرون ان شارون لن يتوصل الى وضع حد «للعنف والارهاب»،
هذه النتيجة التي تظهر فقدان الثقة برئيس وزراء الكيان الاسرائيلي يبعث في المجتمع الصهيوني ايضا اضطراباً كبيراً، حيث يرى المحللون أن الاسرائيليين لايعرفون ماذا يريدون، ويكشف الاضطراب السياسي والأمني بأنهم باتوا يؤمنون بالشيء ونقيضه، ففي الوقت الذي يطالب فيه اكثر من واحد وخمسين بالمائة منهم بتشديد التعامل مع الفلسطينيين، يؤيد ستون بالمائة منهم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين،
هذا التناقض جعل المحللين السياسيين الاسرائيليين انفسهم يؤكدون بأنه يكشف «انفصاماً في الشخصية» ستتكرس وتظهر بوضوح بتواصل الانتفاضة الفلسطينية التي تؤكد تقارير الجيش الاسرائيلي أنها مرشحة للتواصل لأعوام قادمة وليس لأشهر كانت عشرة منها كافية لإظهار كل هذا التناقض داخل المجتمع الاسرائيلي،
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|