| وطن ومواطن
جاء في الأخبار العالمية السارة أن الصين ألغت رسوم الحصول على حق استخدام خط تلفوني ثابت ابتداء من الأحد 10 ربيع الآخر هذا العام، كما أن ما يسمى برسم البداية على التلفونات الجوالة المحمولة والتي تسمح للمستخدمين بالبدء في استخدام الشبكة سينتهي ابتداء من هذا التاريخ. ويقول مسؤولو وزارة المالية هناك إن هذه الخطوة ستوفر للمستهلكين نحو 4.2 مليار دولار سنويا .. الخ. وبينما كان الناس هنا يترقبون من شركة الاتصالات أن تحذو حذو الصين وغيرها من الدول التي تخفض تكاليف هذه الخدمة العصرية الضرورية، نجد مسؤولي هذه الشركة يبادرون الى نفي ما أشيع عن وجود تخفيضات في رسوم التأسيس والاستخدام السارية حاليا على الهاتف الثابت والجوال.
ومع ثقتنا التامة بأن الاتصالات مقبلة شاءت أم أبت على تخفيضيات حقيقية تتطلبها استراتيجية تسويق الآلاف المؤلفة من الهواتف التي تراجع الطلب عليها في كثير من المدن السعودية كنتيجة طبيعية، لأن الشركة ركزت طوال الفترة الماضية على توفير أكبر قدر من احتياجات المدن كي تجني أفضل الفوائد بأقل التكاليف وهذا حاصل ومشاهد من إغفال الشركة لمسؤوليتها تجاه القرى والأرياف وبعض الطرق العامة التي لا تزال الشركة محجمة عن الوصول بخدماتها اليها، لأن التكاليف أعلى بكثير من الفوائد المتوقعة ناسية أو متناسية أنها مسؤولة عن توصيل خدماتها الى جميع الجهات المحتاجة داخل نطاق امتيازها الذي يشمل أرجاء المملكة بكاملها. ولا شك أن الشركة تستغل سكوت المسؤولين عنها كما أنها في عدم اهتمامها بتخفيض الرسوم إلا عندما يكون ذلك لهدف استراتيجي يخدم مصلحتها لأنها هي الشركة الوحيدة التي تحتكر هذه الخدمة. ولكن هذا من شأنه أن يضاعف من شكاوى المواطنين ومن مطالبتهم للمسؤولين بإفساح المجال لشركة منافسة ومستثمرين جدد لن يكون دخولهم في هذا المجال في صالح الشركة.. فهل تفكر شركتنا الموقرة في مصلحتها وتفكر في نفس الوقت في مصلحة المستهلكين الذين هم عماد نجاحها وقوتها؟.. أم تكون كما يقول العوام: مثل ولد العجوز الذي لا يعطي الحق حتى يوطأ على رأسه.
والله الموفق
محمد الحزاب الغفيلي - محافظة الرس
|
|
|
|
|