| الطبية
ان التهابات العين من الأمراض الشائعة والتي تزداد في بعض المواسم مقارنة بمواسم أخرى وقد تكون هذه الالتهابات ذات اصابة عدوى ميكروبية وقد تكون سبب حساسية تجاه مادة خارجية أو داخلية. والتهابات العين ذات الأصل الميكروبي متعددة منها الفيروسي ومنها البكتيري ويأتي على رأس هذه القائمة التهاب «التراكوما» فهو الشائع والمستوطن في المناطق الصحراوية من العالم ويزداد في الظروف المعيشية السيئة. والملاظ أنه خلال الخمس عشرة سنة الماضية انخفضت معدلات الاصابة «بالتراكوما» بشكل مفاجئ في المملكة ودول الخليج وبعض الدول العربية التي ارتقى فيها مستوى المعيشة، بينما مازالت مستوطنة بنفس المعدلات السابقة في دول ومناطق ذات ظروف معيشية متدنية. طبيعة مرض «التراكوما» انه مرض يصيب الملتحمة في العين وهي عبارة عن الغشاء المخاطي المبطن للجفن والكاسي لكرة العين من الجهة الأمامية، وتختلف درجة الاصابة بالتراكوما من مريض لآخر كما تختلف الأعراض من التهاب واحمرار وافرازات إلى التهاب واحمرار شديدين وقصور في الرؤية وتساقط شعر الرمش وكذلك الشعور بالحساسية للضوء وتتحول الاصابة بالمرض مع مرور الزمن إلى اصابة مزمنة وتصيب كبار السن في البلدان الصحراوية في الوقت الحالي، وتأخذ شكل اعتام للقرنية وانقلاب للجفن باتجاه العين وهذا يمثل المضاعفات النهائية لهذا الالتهاب والذي لو استمر فترة زمنية طويلة قد يؤثر على الغدد الدمعية مما يؤدي إلى قصور في الدمع وتركيبته فتتحول معه العين إلى عين دامعة ولكنه دمع لا يشفي العين! لذا يجب الاهتمام وتسليط الأضواء على الالتهابات البكتيرية فهي عادة ما تنتقل بالعدوى من شخص مصاب إلى شخص سليم أو من ناقل ملوث إلى العين كالأصبع أو الرذاذ، أما الالتهابات الفيروسية فتأتي على شكل أوبئة أو على فترات متقطعة من السنة وتكون شديدة ومفاجئة وتستمر لفترة محدودة، ولها مضاعفات بالإمكان تلافيها في حالة علاجها مبكراً.
د. عبدالعزيز الحواس
استشاري طب وجراحة العيون مستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|