| الطبية
الالتهاب العظمي من الأمراض التي تستوجب تشخيصاً سريعاً وعلاجاً أسرع والتأخر في كلتا الحالتين يؤدي إلى مشاكل ومضاعفات قد تستمر مع الإنسان مدى الحياة.
وتلتهب العظام اما بطريقة مباشرة بسبب جروح في الجلد أو عمليات جراحية أو كسور مضاعفة أو وجود جراحات أو إلتهابات جلدية أو بطريقة غير مباشرة في أغلب الحالات وذلك بسبب التهاب في أي جزء من الجسم «اللوزتين الاذن الرئتين»، وينتقل الالتهاب عن طريق الدم إلى العظام ويستقر هناك.
وغالبا ما يصيب هذا الإلتهاب الأطفال منذ الولادة حتى البلوغ ويقل في مرحلة ما بين 15 60 عاماً ثم يعود للارتفاع مرة أخرى نظراً لضعف المناعة بصفة عامة أو وجود بعض الأمراض مثل السكر أو أخذ بعض الأدوية التي قد تقلل من مناعة الجسم وفي معظم الأحيان تكون الجرثومة بكتيرية وتختلف نوعية الجرثومة باختلاف عمر الطفل ومقدار مقاومته للأمراض وتختلف أيضا الجرثومة عند المصابين بالانيميا المنجلية أو عند الأشخاص الذين يأخذون أدوية عن طريق الوريد.
ففي الأطفال حديثي الولادة ينتج الإلتهاب بسبب مصاعب الولادة أو بسبب التهاب في الحبل السري عند قطعه وفي كبار السن ربما بسبب القسطرة البولية أو بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الوريد.
وعندما تصبح البكتريا في الدم تسبح فيه إلى أن تصل المنطقة المجاورة لمنطقة النمو التي يكثر فيها الدم بالإضافة لنوعية وتركيب الشرايين التي غالباً ما تنتهي في هذا المكان فتستقر البكتريا وتتكاثر وتكون تجمعاً دموياً وصديدياً وينتشر الإلتهاب بواسطة قنوات تسمى قنوات فولكمان إلى المنطقة ما بين العظم والغشاء المغطي له الذي يكون عادة سطحياً وممكن تشخيصه سريرياً.
وعند الأطفال الرضع يمكن أن ينتشر الإلتهاب إلى المفصل القريب له نظراً لعبور الأوردة والشرايين منطقة النمو والوصول إلى المفصل ولكن عند الأطفال الأكبر سناً هناك حاجز منطقة النمو التي تمنع انتشار الإلتهاب في المفصل القريب وإنتهاء الأوردة والشرايين الدموية عند منطقة النمو فقط إلا إذا كانت منطقة الإلتهاب في المفصل نفسه.
الأعراض:
غالباً ما يكون المريض طفلاً صغيراً فإذا كان حديث الولادة فيغلب عليه البكاء وعدم الرغبة في الشرب وعدم تحريك الرجل المصابة مع إرتفاع في درجة الحرارة واضطراب في المزاج، ومعرفة تاريخ ولادة الطفل والإلتهابات التي تحدث أثناء ولادته ووجود أي إلتهاب في منطقة الحبل السري المقطوع أو وجود إلتهابات في الحلق أو الأذن قد تساعد على التشخيص وإذا كان الطفل أكبر سناً يلاحظ الآباء عدم مشي المريض وكسل تام في الجسم وعدم الرغبة في الأكل مع تحديد مكان الإلتهاب «مثل عظمة الشظية أو الفخذ»، وعند تحديد مكان الإلتهاب الحاد يكون هناك ألم شديد عند الضغط على منطقة الالتهاب مع احتمال عدم تحريك المفصل القريب له خاصة عند انتشار الإلتهاب للمفصل مع وجود علامات الإلتهاب السطحية مثل انتفاخ وإحمرار المنطقة وسخونة في درجة حرارتها مع إحتمال تضخم في الغدد اللمفاوية القريبة. ويجب أن نتذكر أن تلك الأعراض قد تتلاشى مع استخدام المضادات الحيوية. وتتميز إلتهابات كبار السن انها تكون في منطقة العمود الفقري التي عادة تأخذ وقتا أطول لتشخيص المرض ويستغرق ظهور الأعراض مدة أطول.
التشخيص:
يكون لخبرة الطبيب دور كبير في أخذ تاريخ المرض من الطفل أو والديه وللفحص السريري دور مهم أيضاً في التشخيص السريع والمؤكد فيجب على الطبيب أخذ وقت كاف لفحص المريض الذي عادة لا يرغب في ذلك.
وقد يكون متوتراً وباكياً وذلك ما يصعب من عملية التشخيص الأولى.
وهناك عوامل أخرى تساعد على التشخيص مثل إرتفاع في درجة الحرارة مع ارتفاع في كريات الدم البيضاء ونسبة تخثر كريات الدم الحمراء وربما يكون هذان العاملان طبيعيين في الأطفال الرضع أو كبار السن وقد تكتشف الجرثومة بواسطة مزرعة الدم التي قد تعطي نتيجة إيجابية في حوالي 50% من الحالات.
كذلك فإن أخذ عينة من المادة الملتهبة وإرسالها للمختبر لمعرفة نوعية الجرثومة يعتبر من أهم التحاليل التي تساعد الطبيب على تحديد نوعية ووقت العلاج.
أما بالنسبة للاشعة السينية فغالباً ما تكون طبيعية في أول عشرة أيام من الإلتهاب وفي نهاية الأسبوع الثاني تبدأ عادة علامات تكون عظم جديد إذا كان الإلتهاب بكتيرياً يجب أن لا ينتظر الطبيب حتى تتكون هذه العلامات حتى لا يصبح العلاج متأخراً جداً.
وتحدد الاشعة النووية مكان الإلتهاب ومقداره وأيضاً تستبعد وجود إلتهاب آخر في الهيكل العظمي كله، بينما تساعد الأشعة المغناطيسية على التفريق بين التجمع الدموي والتجمع الصديدي في الحالات التي لا تكون عادية.
يجب علاج المريض داخل المستشفى فيبدأ بإعطائه خافضا للحرارة ومسكنات الألم بصورة مستمرة مع كثير من السوائل عن طريق الفم ويفضل عن طريق الوريد لتقليل نسبة الجفاف الذي يحدث بسبب ارتفاع درجة الحرارة كما يجب أن توضع الرجل المصابة في جبيرة حتى تعطي المريض راحة وتقلل الألم وايضاً تمنع تيبس المفصل القريب منه أما إذا كان الالتهاب في منطقة الورك فيجب وضع شد للرجل لتقليل الألم ومنع احتمال خلع للمفصل.
أما العلاج بواسطة المضادات الحيوية فهو جزء أساسي لعلاج الإلتهاب ويجب أن يبدأ منذ دخول المريض للمستشفى وعند عمل مزرعة الدم ومزرعة للمادة الملتهبة يبدأ مباشرة في ذلك ولا ينتظر نتيجة التحاليل لأنها تأخذ في الغالب أكثر من 48 ساعةولكن تكون لخبرة الطبيب دورها في اختيار نوع من أنواع المضادات الحيوية المستخدمة حتى تأتي نتيجة المزرعة التي في أغلب الأحيان تتطابق مع نظرة الطبيب ونوعية البكتريا والمضاد الحيوي المناسب له.
أما العلاج الجراحي وتفريغ الخراج فيتم إذا لم يستجب المريض للمضاد الحيوي لمدة ما بين 36 48 ساعة أو إذا استمرت الأعراض أو زادت. وبعد العملية يجب وضع الرجل في جبيرة حتى لا تتعرض لكسر نظراً لضعف العظم بسبب الإلتهاب مع تحريك المفاصل القريبة ويستمر غالباً المضاد الحيوي لمدة 3 أسابيع عن طريق الوريد بالمستشفى و3 اسابيع أخرى عن طريق الفم ويتابع المريض اسبوعياً في العيادات الخارجية ويتم اجراء تحليل للدم وأشعة متى ما لزم ذلك مع بداية وضع وزن على الرجل المصابة.
وأخيراً بكاء الطفل وتوتره ربما أول أعراض التهاب العظم ويجب أن يأخذ بجدية.
*استشاري جراحة العظام
|
|
|
|
|