أعز الناس غادرنا وعن هذه الدنيا تخلى
إلى رحاب الله مسافراً إلى الرفيق الأعلى
إلى الفردوس داراً له وقرب الدار دار الأخلا
والفردوس نعم الدار يوم السرائر لا تبلى
وفي الدنيا كان مجاهداً وكم فيها قد أبلى
له صولات وجولات وبالعقل قد تحلّى
إني قد عرفته شهماً كريماً جواداً متأصلا
لا يخشى لومة لائمٍ ولا يدنو لمن تعلّى
كالسيف يمضي قاطعاً فإما نعم وإما لا
فكم مظلوم ناصره وكم ظالم له مزلزلا
وله يد بيضاء للخير ممدودة عرضاً وطولا
وذكره كالطيب إن ما لامس ناراً تشعللا
يفوح في المجالس عطراً ويشدو: هلا يا هلا
ففي رحاب الله يا أبا محمد نعم الصديق فلن تغفلا
فإن لك في النفوس محبة ولك في القلوب منزلا
وغداً نلقاك في جنة الخلد بين اللآلئ متلألئا