| عزيزتـي الجزيرة
مابين حين وآخر تطالعنا الصحف بمقالات وآراء حول عمل المرأة ومعاناتها سواء من حوادث طرق او عدم وجود شواغر وغير ذلك، ونتيجة ذلك ولدت فكرة إحالة النساء العاملات على التقاعد المبكر بقوة النظام، ومن وجهة نظري ان صاحب هذه الفكرة نظر للموضوع من زاوية واحدة وربما تكون ضيقة جدا للاسباب الآتية:
1 خروج السيدات اصحاب الخبرات الجيدة سيترتب عليه ترك فراغ كبير وسينتج عن ذلك الفراغ وقلة الخبرات المتمكنة ربكة في المجال التعليمي واذا كنا صادقين مع انفسنا وواقعيين ومنصفين سنقول اننا مازلنا في أول الطريق وحتى السيدات العاملات المراد احالتهن للتقاعد المبكر خبراتهن لم تصل الى الحد المطلوب فما بال من سيأتين بعدهن هل ستصبح مدارسنا واطفالنا حقل تجارب لاكتساب الخبرات؟ وبناء عليه ماذا سيكون عليه المستقبل التعليمي للجيل القادم وما سيترتب على ذلك من خدمة الدين والوطن؟
2 الراتب الذي تتقاضاه العديد من العاملات ينفق على بيوت واطفال والدليل على ذلك انظر الى البنوك في آخر الشهر عندما يحين صرف الراتب نجد العديد من اولياء الامور يحضرون السيدات او الفتيات لاستلام الراتب.
إنني متيقن أن فكرة إحالة المرأة للتقاعد المبكر فكرة جانبها الصواب وكان الافضل التفكير بكيفية فتح مجالات العمل للرجال والإناث بشكل يخدم المصلحة العامة ويحقق لهؤلاء موارد يعيشون منها بكرامة ولاسيما نحن بلد أفاء الله عليه بنعم كثيرة.
ربما سيقول قائل وكيف نفتح مجالات للعمل مادمت لاتوافق على فكرة التقاعد المبكر فأين الحل؟! ولكي أريح السائل من عناء هذا السؤال أقول نستطيع ان نفتح مجالات للعمل بشكل كبير جدا للنساء والرجال لأنني أعتقد مانعانيه هو خطأ تخطيطي حدث وقبل أن أورد الحلول كما أراها أود التنبيه بأنه لايعتقد أي إنسان أنني أدعو لمخالفة الشريعة إطلاقا بل أحث على التمسك بها وإيجاد الحلول بما لايتعارض مع الشريعة السمحة ومنها:
أولاً: نظام إحالة الموظف أو الموظفة إلى التقاعد لابد له من وقفة ومراجعة وحبذا لو يصدر تعديل يفيد أن من أكمل 35 خمسة وثلاثين عاما في الخدمة سواء من الرجال او النساء وخاصة بالنسبة للنساء سيكون خيرا، فمن اكمل هذه المدة من المدنيين يحال إلى التقاعد بكامل الراتب حتى وإن لم يبلغ الستين من العمر اما العسكريون فيكون من اتم 30 ثلاثين عاما في الخدمة يحال للتقاعد وان لم يبلغ السن القانونية وبهذا ستجد اننا فتحنا وظائف عديدة جدا وتم تعيين اعداد كبيرة من الرجال والنساء دون إلحاق الضرر بأحد او التفرقة بين الرجال والنساء.
ثانياً: لو وقفنا امام الوظائف لوجدنا ان هناك أناساً مؤهلاتهم بسيطة جداً وربما البعض منهم أميون فلو أعطوا سنوات من الخدمة اي تضاف الى خدمتهم مثل من عمل 18 «ثماني عشرة سنة» يمنح عامين ويعطى نصف الراتب ويحال إلى التقاعد وهكذا فستجد العديد من الوظائف فتحت امام الدماء الجديدة ويبحث عمن يسد هذا الفراغ عندئذ ستجد من يسد الفراغ مؤهلاً مثلا لايقبل في وظيفته من لايحمل دون المتوسطة ويكون هذا المؤهل هو الحد الأدنى.وبهذا سنجد ان عشرات او مئات الوظائف ستفتح امام الجيل الجديد، وسنجد المتقاعدين يستطيعون العمل في مجالات جديدة وبهذا يتم محاربة التستر لأن المتقاعد سيكون بصحة جيدة وظروفه تساعده على العمل وطلباته تفرض عليه العمل بعد التقاعد ولكن في مجال آخر.
ثالثاً: بالنسبة للسيدات من وجهة نظري لا اعتقد ان النساء خلقن للعمل معلمات فقط لأن النساء كن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعملن خلف صفوف الجيش الاسلامي وبما اننا في زمنٍ تتسع فيه متطلبات الحياة والأمن ولابد ان نساير ولكن في حدود كتاب الله وسنة رسوله وأورد هنا أمثله موجزة على سبيل المثال لا الحصر منها:
1 هناك من النساء من قد يرتكبن المخالفات لشرع الله وهؤلاء يلقى القبض عليهن ويوضعن في السجون وهناك مراحل قبل ذلك منها التحقيق معهن فمن الذي قام بالتحقيق معهن؟ بالتأكيد رجال ولو كن سيدات متخصصات لكان ذلك افضل من حيث الشرع والوصول للحقائق.اما السجانات فهذا أمر أعتقد أنه أكثر الحاحا لكي تكون السجانات مؤهلات لائقات بدنيا لمثل هذه الاعمال الهامة حصلن على تدريبات جيدة تتناسب مع ماأوكل إليهن من اعمال، اما المخدرات والجوازات فأعتقد أن احتياجاتهم لاتقل عن ذلك، لذا حبذا لو فكرنا في مثل هذه الاعمال لاسنادها للسيدات بما يتناسب مع شرع الله ويخدم المصلحة العامة والخاصة.
2 هيئة الرقابة والتحقيق قطاع هام جدا واعتقد ان اعماله غير مختصرة على مكاتب الرجال واعمالهم فلو فتح قسم للنساء بهذا المرفق الهام سوف يحقق فائدة لمنسوبي الهيئة ولكن في القطاعات النسوية فلهذا فوائد كثيرة وكبيرة جدا.
3 الرئاسة العامة لتعليم البنات وادارات التعليم التابعة لها لو حولت العديد من وظائفها لوظائف نسوية لفتحنا العديد من الوظائف وحققنا مكاسب ادارية اكبر لأن مدير التعليم او اي مسؤول لايستطيع القيام بزيارة تفقدية بشكل مفاجئ لأي مدرسة بنات ولو كان مساعدوه سيدات لأوكل إليهن تلك المهام وكلي ثقة بأنها ستحقق نتائج ايجابية جيدة وعلى هذا يقاس الكثير.
4 نشرت بعض وسائل الاعلام انه تمت الموافقة على قبول متطوعات للعمل في الدفاع المدني وهذا امر طيب ولكننا نعلم مدى خطورة عمل رجال الدفاع المدني وإذا أضيفت الى ذلك القطاع بعض النساء إذا لم يتم تدريبهن التدريب الكافي الجيد جداً ليتناسب مع المهمة الخطيرة سيكن عبئا على الدفاع المدني ومادام تمت الموافقة على السماح لهن متطوعات وأقرت الفكرة على ذمة مانشرته بعض الصحف فلماذا لايتم تدريبهن تدريباً مناسباً لتلك الاعمال ويتم تعيينهن رسمياً وبهذا نفتح مجالاً جديداً لعمل المرأة ونتجنب فكرة إحالتها إلى التقاعد المبكر وإذا مانفذت هذه الفكرة أي فكرة الإحالة إلى التقاعد المبكر ففي مدة ليست بالطويلة ستجد مصلحةمعاشات التقاعد تشكو وستقع في اخطاء أخرى سيترتب عليها مشاكل اخرى وأخطاء كبيرة.هذا ردي على المنادين بفكرة إحالة المرأة العاملة إلى التقاعد المبكر وقد اختصرت الامر الى أبعد الحدود لأنني لو تركت العنان لقلمي لكتب الكثير وأسترسل في الموضوع وربما سيكون ذلك عبئاً على القارئ أو القارئة وهذا ما لا أريده، الله اسأل ان يلهمنا طريق الصواب ويسدد خطانا بما يخدم هذا الدين ثم المليك والوطن والمواطنين والمواطنات.وأختم قولي بقوله تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...» الآية.
أسعد محمد رشيد
رجل أعمال
|
|
|
|
|