| منوعـات
*
* كانبيرا رويترز:
منذ قرابة مائة الف عام تجولت بحرية في صحراء استراليا الجزيرة القارة حيوانات ذات جراب مثل حيوانات كنغر آكلة للحوم والومبت التي تشبه الدب لكنها في حجم افراس النهر وطيور لاتطير تشبه طائر الامو الاسترالي ويزن كل منها طنا ونصف الطن.
تعايشت معا لملايين السنين بعد افول الديناصورات في مراع تقع خارج غابات الكافور هذه الجدود العملاقة لحيوانات الكنغر والكوال ذات الجراب التي تعيش اليوم في استراليا.
لكن يظل سرا غامضا معرفة من او ماذا دمر الحيوانات ذات الجراب الضخمة والسلاحف ذات القرون والطيور المتوحشة او ما يسمى الحيوانات القديمة العملاقة التي سادت استراليا قديما.
ادلة جديدة تشير الى تأثير الانسان على البيئة وعلى التغير المناخي وربما يكون مسؤولا عن ذلك.
وقال عالم الآثار مايك سميث رئيس البحث والتطوير في المتحف الاسترالي القومي لرويترز: هذه حقا اول مجموعة جيدة للتواريخ واكبر مراجعة لتواريخ حياة الحيوانات القديمة العملاقة في استراليا منذ ان بدأ الجدل قبل نحو 170 عاما من الآن.
ويضيف سميث قائلا: نحن نعيش في ظل ثورة تأريخ في استراليا لكن السر لم ينكشف بعد. وقال : واذا كان يسهل حله سنحله الان.
واشتعلت من جديد الضجة الاكاديمية حول هذا الغموض الذي ساد مرحلةماقبل التاريخ حيث تزامنت اقامة معرض جديد لممالك حيوانية مفقودة في المتحف القومي مع ظهور بحث علمي يقدم كشفا جديدا.
وطبق باحثون احدث اساليب الى الآن في التأريخ لاكتشاف هذه الحيوانات الضخمة التي اختفت منذ نحو 46 الف عام.
واذا كانت هذه التواريخ صحيحة فإن هذا يثير شكوكا في نظريتين اقدم عهدا تلقيان بمسؤولية اختفاء هذه الحيوانات على العصر الجليدي الاخير قبل 21 الف عام او على صيد الانسان للحيوانات بعد ظهوره منذ 60 الف عام تقريبا.
ويقول سميث ان التواريخ الجديدة تشير الى نظرية ثالثة هي نظرية "الاحتراق البطيء" ترى ان تغيير الانسان لتضاريس الارض بالاضافة الى التغيرات المناخية افنت تدريجيا الحيوانات العملاقة القديمة.
وبينما يتفق العلماء على انه من المحتمل ان تكون الديناصورات قد افنيت بعد ان ضرب نيزك ضخم كوكب الارض قبل نحو 65 مليون عام مما ادى الى تساقط امطار حمضية فانه لا يوجد اتفاق بعد حول مصير الحيوانات القديمة العملاقة في استراليا التي ظهرت في اعقاب ذلك.
وتطورت في استراليا التي ظلت معزولة عن القارات الاخرى لمدة 45مليون عام مجموعة الحيوانات العملاقة التي تميزت بها من بينها الكنغرالمفترس والسحالي الضخمة والاسود ذات الجراب والتي يعتقد ان 86 بالمئة من هذه الحيوانات او ما يصل الى 55 نوعا قد فنت.
ويقول سميث ان علماء الاثار اكتشفوا وجود هذه المخلوقات الضخمة وفي البداية ارجعوا افولها لعوامل مناخية.
ويرى دافيد هورتون عالم البيئة القديمة ان تأرجحات مناخ الكوكب بما في ذلك العصر الجليدي الاخير قبل 21 الف عام اوجدت احوالا قاسية وجدباء مما افنى معظم هذه الكائنات.
لكن نظرية اخرى ظهرت في اواخر ستينيات القرن العشرين اشارت على نحو متزايد الى استيطان بشري مبكر للقارة مشيرة باصابع الاتهام الى سكان استراليا الاقدمين الذين جاءوا اولا من اسيا قبل60 الف عام.
ويلقي تيم فلانري عالم الحيوان ومدير متحف جنوب استراليا بالمسؤولية عن اختفاء الحيوانات الضخمة على افراط البشر الاوائل في الصيد والذي يصفه بانه «هجوم كاسح» مماثل لما حدث في امريكا الشمالية.
ويقول فلانري: ان التتابع المرجح للاحداث هو ان البشر وصلوا اولا الى استراليا واصطادوا هذه الحيوانات العملاقة الى ان اختفت وأدى هذا الى تغير في الطبقة الخضراء ثم الى تغير مناخي.
ويضيف: هذا تتابع صارم من حيث التسلسل الزمني ونحتاج حقيقة الى فكرة اكثر وضوحا تحدد موعد وصول البشر لاختبار هذه النظرية.
لكن التأريخ الاحدث لاختفاء الحيوانات القديمة اعطى ثقلا لنظرية «الاحتراق البطيء».
وعلى مدى ثلاث سنوات استخدم باحثون اساليب معدلة للاضاءة المحفزة بصرياوالتي اتيحت مؤخرا فقط لتحديد تاريخ حبات من الرمل من طبقات صخرية تضم حفائرلحيوانات قديمة عملاقة من 28 موقعا من انحاء البلاد لتكشف ان تواريخ الدفن تعود الى نحو 46 الف عام مضت.
وتشير هذه التواريخ الى ان المخلوقات الضخمة والانسان تعايشا على مدى يصل الى 15 الف عام مما يجعل نظرية «الهجوم الساحق» عديمة النفع.
ويقول مايك ارشر المتخصص في علم وجود ما قبل التاريخ ومدير المتحف الاسترالي بسيدني لرويترز انه يبدو ان هذه النظرية هي الاكثر ترجيحا بينما يسلم بأن الجدل لم ينته بعد.
|
|
|
|
|