رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th August,2001 العدد:10553الطبعةالاولـي الأثنين 1 ,جمادى الثانية 1422

الاخيــرة

الرئة الثالثة
نظافة القلوب.. أولاً!
عبدالرحمن السدحان
* اعتدنا في هذه البلاد كل عام أن نقيم للنظافة أسبوعاً، وأسبوعاً آخر للمرور، وثالثاً للشجرة. وكمْ أتمنّى لو يمتدّ هذا «التقليد»، فيشمل ظواهر أخرى في حياتنا، فنقيم للوطن أسبوعاً.. عرفاناً بفضله.. وللوالدْين أسبوعاً.. تأصيلاً للبرّ بهما، وللمعلّم أسبوعاً.. تكريماً لجهده، وللمعاق أسبوعاً.. صيانةً لهويّته وتضامناً معه في محنته.
* *
* وقد يحلّق بنا الخيال بعيداً.. فنشغلُ كل َّ أو جلَّ أسابيع العام بمهرجانات مماثلة.. وتصبح جلُّ أيامنا مواسم تتواصل أيامُها بلياليها.. احتفاءً بهذا الشيء.. أو تكريماً لذاك.. وبذلك يتعمق إحساسُنا بِمَنْ وما حولنا!
* *
* هنا تأخذ مني فتنةُ السؤال كلّ مأخذٍ، وتنقُلني الى أكثر من صوب فأقول:
ما العبرةُ في إقامة هذه الأسابيع اذا كانت مشاركةُ المواطن والوافد فيها تقف بهما عند بوابة السمع والبصر متفرجين عبر وسائل الإعلام.. ولا تتجاوزهما الى البؤرة المسيّرة لسلوكهما الفعلي المنشود عقلاً ووجداناً؟!
* *
* ما قيمةُ هذه الأسابيع اذا لم يستلهم منها المواطنُ والوافدُ مواقف وعبراً تمتزج بذرّات سلوكهما اليوميّ، كي يتعلما منها ما يفيدهما وينفع الوطن؟! ويستلهما من خلالها إحساساً يدرآن به الأذى الذي يسقطانه عمداً أو سهواً على المنجز التنموي نباتاً أو جماداً؟!
* *
* ما قيمةُ هذه الأسابيع اذا لم تلامسْ النبض الوجداني للمواطن والوافد.. وتتحول بذلك إلى منظومة ذاتية من الأوامر والنواهي يستضيفها عقل كل منهما، ويختزنُها وجدانُه، وتعبّر عنها جوارحه، فيحسنُ التعاملَ مع نفسه.. ومع الآخرين.. ومع شواهد الحسّ والاحساس مما يربطه بهذه البلاد؟!
* *
* إننا في حاجة إلى أسبوع بل أسابيع.. لتنظيف العقول من تلوث القيم، وتطهير الضمائر من صراع الغايات، وصيانة الذمم من حِمَم الهوى!
* *
* نحن في حاجة الى أسبوع بل أسابيع.. لتنقية القلوب من درن الظلم والحقد والغيبة والغش وما يقاس على ذلك من آفات تنْأى ببعضنا عن بعض، وتوغرُ صدور بعضنا على بعض، وتقسرنا أحياناً أن نظهر للغير ما لا نبطن تحت شعار الزيف الحضاري والنفاق الاجتماعي.. فنكون بذلك.. كمَنْ يحسبُهم الناس جميعاً. وقلوبهم شتى!!
* *
* باختصار، نحتاج إلى «فحص دوري» شامل وأمين لتعاملنا مع كل مظاهر حياتنا مُثُلاً وبشراً ودابةً وجماداً!
وبغير طهارة القلوب ونظافة العقول.. ونقاء الضمائر.. لنْ يكون لنا حقُّ الأدعاء بين الأنام بأننا أخلاقيون وحضاريون.. ومنتمون.. لأنفسنا.. وللعالم من حولنا.. حتى ولو أقمنا كل عام مائة يومٍ.. لمائة غاية!.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved