| مقـالات
طوال مراحل حياتك.. يحدث أن تلتقي بالكثيرين.. ويحدث ايضا ان تصادق الكثيرين وتقترب من ارواحهم وتجمعك وإياهم مواقف كثيرة، طريفة أو أليمة.. مشرقة أو معتمة وتبقى تلك المواقف والوجوه في الذاكرة.. لاتُنسى..!
وكما يقال.. لكل إنسان بصمة خاصة من الصعب أن تجد صورة مشابهة لها تماماً دون أدنى اختلاف! ويحدث أن تسقط الأيام والمسافات بينك وبينهم.. ترحل ويرحلون وتسرق كلاً منكم أحداث الأيام ليصبح لكل منكم درب مختلف وأجواء مختلفة..
فما الذي يحدث لو شاءت الأيام يوماً والتقيت بأحدهم؟! هل ستبقى الأشياء كما كانت سابقا؟!
هل ستكونان بالانسجام والاهتمام والتفاهم ذاته؟!
كيف يحدث ذلك وقد تغير كل منكما وتركت أحداث حياته الكثير من البصمات في أعماقه؟!
يحدث هذا التغيير بنسب متفاوتة وقلَّ أن يلتقي صديقان اثنان بعد فراق طويل لتكون قد مرّت بهما الظروف والأحداث ذاتها والخبرة الحياتية ذاتها ليصبحا أكثر اقتراباً وتفاهماً..!
بل على العكس تماماً.. يحدث أن تصادق واحداً من أولئك البشر ويبقى في ذاكرتك منه الكثير من الأشياء الجميلة ثم تصادفه بعد سنين لتجده لايود الاقتراب منك أو استعادة مامضى! ليس لأنه يكرهك أو اختار نسيانك أنت بالذات لأنك لا تستحق.. وانما لأن احداثاً طرأت وعبرت أعماقه وجعلته إنساناً مختلفاً، وغالباً يحدث هذا من ذلك الإنسان الحزين المهموم الذي يشعر بأن أحلامه تحطّمت تماماً ولم يتحقق منها شيء ويعتقد بأن الآخرين كافة أسعد منه حالاً.. استطاع كل منهم تحقيق أحلامه واحداً بعد الاخر.. وها هو يغرق في أمواج دافئة من الفرح والسعادة.. وهذا غير صحيح!
فليس فينا ابداً ذلك السعيد سعادة مطلقة.. وليس فينا من لم يعانِ بشكل أو آخر سواء كان ذلك الأمر ماضياً أو حالة يعيشها الآن..!!
إننا نرى من الآخرين أمورهم الظاهرة فقط ونعتقد بأنهم هم الأكثر سعادة وبهجة حين نراهم يملكون مانفتقده نحن ولو نظرنا الى الأمر بشكل أعمق وأبعد لاكتشفنا بأننا على خطأ، وليس ثمة مايجعلنا نبتعد عن صديق كان يوماً قريباً وحبيباً.. فقط لأننا نعلم بأنه شهد يوماً لحظات أفراحنا واشراقاتنا وطموحاتنا التي لاحد لها.. ولا نريده اليوم أن يرانا ولم نحقق شيئاً مما حلمنا به سوى كمٍ من الحزن وبعضٍ من الإحباط.. وكثير من الخوف من مستقبل قادم!!
Email:fowzj@hotmail.com
ص.ب 61905 الرياض الرمز البريدي 11575
|
|
|
|
|