رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th August,2001 العدد:10553الطبعةالاولـي الأثنين 1 ,جمادى الثانية 1422

مقـالات

دقات الثواني
كورنيش جدة وأُبحُر
د. عائض الردادي
يذكر للمهندس محمد سعيد فارسي أمين جدة الأسبق حسنتان أثناء أمانته لجدة، أولاهما الحفاظ على جدة القديمة حين تسابق زملاؤه ابان فترة تطوير مدننا وتوسعها الى ازالة المدن القديمة حتى أصبحت أثراً بعد عين، وأصبح من يدخل مدننا يظن أنها كلها مدن جديدة نشأت على طراز أوربي حديث، أما الحسنة الأخرى فهي كورنيش جدة الذي ردم البحر، وأغضب من أغضب، وصنع لمساته الفنية حتى أصبح أهم معلم في جدة ومن الشواطئ المميزة في العالم.
ومنذ أن ترك المهندس الفارسي أمانة جدة لم أقرأ له عن جدة إلا مقالين أحدهما لامَ فيه أحد أمناء جدة الذين جاءوا بعده حين تصرف في الحدائق العامة فمنحها للمستمنحين فخلت جدة من حدائق كانت عامة فأصبحت ملكية خاصة، وكان محقاً كل الحق في ملاحظته هذه، أما المقالة الأخرى فهي ما نشره في الندوة يوم 9/5/1422ه وليته لم يفعل لتبقى له صورته المشرقة لدى الجمهور، لقد دافع عما يحدث من تعديات على الكورنيش وهو الشيء نفسه الذي حدث للحدائق العامة، فبعد أن كان الكورنيش مناطق للجمهور العام الذي يفد من كل مدن المملكة تحوّل جزء كبير منه إلى منشآت يملكها أفراد محددون، وعلى من يدخل هذه المنشآت أن يدفع رسوماً عالية وأحياناً تكون خيالية.
كنت قد كتبت في العام الماضي مطلباً بأن يبقى الكورنيش متنفساً للناس كلهم، وأن من يرغب انشاء مشروعات تجارية يمكن أن يفسح له المجال في مناطق أخرى، ولكني لاحظت أن الأمر في هذا العام قد زاد.. وأخشى أن نصل إلى اليوم الذي لا يجد فيه مرتاد الكورنيش مكاناً له أو لوقوف سيارته الا اذا دفع رسوماً.
كم تمنيت أن يقول المهندس الفارسي ان عمله الأول حين حجز (40) كيلاً على البر لتكون لكل الناس وبدون رسوم هو العمل الصحيح لا أن يؤيد ما يجري الآن، واذا كان هذا هو الصحيح فلماذا لم يفعله سابقاً؟
كورنيش جدة بحاجة إلى تطوير لا تقليص، بحاجة إلى ايجاد رمال بينه وبين البحر، وبحاجة إلى أماكن جلوس لرواده، وبحاجة إلى ايجاد مواقف للسيارات بعيدة عن الجالسين، أما ما يحدث الآن وهو جلوس الناس «في أكثره» على الرصيف والسيارات تنفث عليهم عوادمها، فهو يدل على عدم اهتمام بزوار الكورنيش، وجلوس الناس على الرصيف الذي لا يزيد عن مترين أحياناً يدل على حاجة الناس لمتنفسات لا أن نأخذ هذه المساحة فنعطيها لتجار ليتقاضوا رسوماً على دخولها.
أما أُبحُر فهو منطقة جميلة ظهرت فيها بعض المنتزهات الجميلة ولكن بلا مواقف الا ما قل، وفي كثير منه أيضاً لا توجد أماكن للجلوس على البحر الا رصيف ضيق اتخذه الناس مكاناً للراحة، ولا يوجد حاجز من الرمال بين الرصيف والبحر، وبعض هذا الرصيف منحدر نحو البحر مما يجعله خطراً ومع ذلك امتلأ بالجالسين. إن كورنيش جدة وأبحرها ينبغي أن يكون مكاناً عاماً، واذا سمح لتاجر بإقامة منشأة فينبغي أن تكون برسوم ميسرة تكفي للصيانة أما الأسعار الخيالية الموجودة الآن في كثير من المطاعم والمنشآت فهي أسعار خيالية لا تساعد على تنشيط السياحة الداخلية، تصوروا «مثلاً» انك اذا اردت أن تركب زورقاً لمدة ساعة دون أن تنزل منه فالأجرة فقط 400 ريال. اجعلوا الكورنيش وأبحر للجلسات الشعبية ليجلس فيها المواطن ليشرب قهوته العربية، واتركوا مساحة للعب الأطفال بعيداً عن السيارات واعطوا فرص استثمار للتجار في أماكن أخرى، فجدة غير.
*للتواصل:ص ب 45209 الرياض 11512 الفاكس:4012691
ayedhb@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved