رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 20th August,2001 العدد:10553الطبعةالاولـي الأثنين 1 ,جمادى الثانية 1422

مقـالات

إضاءة
النهي بالمعروف
شاكر سليمان شكوري
كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في حفل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأسبوع الماضي بالقرعاء، جاءت وثيقة«شاهد عيان» كما يدعي تواضعا ، مع انه الربان الذي قاد السفينة في عسير إلى بر الأمان، وكان الموضوع هو المشروع السياحي السعودي المميز «بالنقاوة»، والتي انطلقت شرارته من عسير قبل نحو ثلاثين عاما، وها هي بقية المناطق اليوم تلحق بالركب، حتي أصبحت السياحة صناعة تنافسية بينها.
ولقد بدأ المشروع في عسير انشودة طائر يغرد خارج السرب، وحتى تلك القلة التي لم تأخذ طريق السرب لم تتحمس للاتجاه المعاكس. بل وقفت على الحياد فلم تناهض الفكرة صراحة، وان تهامست فيما بينها بأن الأمير خالد الفيصل وهي يحكي لهم عن رؤيته في تأهيل المنطقة لتصبح منتجعا سياحيا (نقيا) إنما يتحلم (اي يحلم باللامعقول).
وحتى هؤلاء المحايدين كانوا على حق في تحفظاتهم لأسباب عدة من اهمها: ضعف البنية الأساسية للمنطقة الى حد الهزال، وعزلها تبعا لذلك وعجزها عن التواصل مع المستجدات، ووقوف المجتمع القبلي المحافظ بشدة في وجه المشروع، لما (لصق) في ذهنه عن السياحة في الخارج حتى غدا مجرد الحديث عنها رجزا من عمل الشيطان يحذر منه خطباء المنابر.
لكن الأمير كانت لديه رؤية ابعد، وصبر لا ينفد، من اجل تدبير مورد رزق شريف، يؤمن للمنطقة واهلها معاشا كريما، فضلا عن رغبته في توفير البدائل الداخلية لأبناء الوطن عن السياحة الخارجية، حماية للأخلاق وصيانة للاقتصاد الوطني.
يقول سموه في كلمته امام الحفل «واتذكر بهذه المناسبة انه عندما طرحنا مشروع السياحة (النقية) في هذه المنطقة، عوضا عن تعرض ابنائنا واسرنا لمغريات ومخاطر السياحة الخارجية بكل ما فيها من ضياع للوقت وللمال وللأخلاق، حذرنا من حذر وسخر منا من سخر، واشفق علينا من اشفق وتعجب الكثير: كيف للسياحة ان تقوم في مثل هذه المنطقة النائية؟!».
فما الذي اغرى الأمير ان يقبل كل هذا التحدي حتى من بعض اصحاب المصلحة الحقيقيين؟!
يقول الأمير: «ولكن لثقتنا بالله سبحانه وتعالى أولا، ثم بقيادتنا الرشيدة، ثم الغيورين على دينهم وعلى اخلاقهم وعلى قيمهم، تقدمنا بهذا المشروع، وسرنا في طريق مشروع السياحة النقية في منطقة عسير».
وبعد رحلة كفاح لنحو ثلاثة عقود استطاع الطائر المغرد خارج السرب ان يعيد السرب الى الطريق الصحيح بقناعة تامة، وفي تلاحم منقطع النظير مع الجهود الرسمية آتت الشجرة آكلها ضعفين واصبحنا كما يقول الأمير «نرى هذه الأفواج من كل صوب وحدب من داخل البلاد ومن خارجها.. تأتي الينا ليس بالعشرات بل بمئات الألوف».
وتقول إحصاءات العام المنصرم ان السياحة في عسير وفرت على اقتصاد الدولة ملياري ريال انفقها السائح هنا خصما من ثلاثين مليارا ينفقها سنويا في الخارج، ومع تنامي اعداد السائحين في عسير وغيرها من المناطق التي تتنافس حاليا في استثمار معطياتها وتوظيفها سياحيا، سوف تضيق الهوة بإذن الله بين المصروف السياحي الخارجي والداخلي بتناقص اعداد الطيور المهاجرة نحو المخاطر والمجهول.
ومن اجمل ما اشتملت عليه كلمة الأمير القيمة، امتداحه اعمال الهيئة وتقديره لدورها الكبير في تنشيط الحركة السياحية، وتنويه سموه بجهود رجالها لا لأداء رسالتهم الأساسية على الوجه الأكمل فحسب كضابط لنقاوة الحركة السياحية في المنطقة، بل ولما قدمته معسكراتهم المنتشرة على طول المنطقة السياحية من خدمات إضافية إرشادية وإعلامية وحتى خدمات الأدلة والكشافة وما قدموه من تسهيلات خدمة وعونا لكل مصطاف وهذا ما ألمح اليه سموه بوصفه الشق الثاني من وظيفة الهيئة بقوله «والنهي بالمعروف» فما أوجزها من عبارة ، وما احوجنا جميعا لفهمها والعمل بها.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved