| العالم اليوم
* الجزيرة مكتب القاهرة علي البلهاسي:
أكد محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية على ان سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل وتجاوزاتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني هي قضية إجرامية لا يقرها أي شرع أو قانون..وقال ان تمادي إسرائيل في تطبيق هذه السياسة لن يؤثر أبداً على النضال الفلسطيني أو يوقف الانتفاضة التي ستظل مشتعلة حتى يعود الحق الفلسطيني إلى أصحابه.
وقال صبيح في الندوة التي نظمتها لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين بالقاهرة تحت عنوان «التضامن مع الانتفاضة والدور المطلوب لدعمها» ان جميع الفلسطينيين مشاريع شهادة في سبيل نصرة القضية الفلسطينية، ولكن لابد ان يوازي ذلك دعم عربي كبير حتى تستطيع الانتفاضة تحقيق أهدافها بنجاح، مشيراً إلى ان السلطة الفلسطينية تتلقى 45 مليون دولار شهرياً على سبيل القرض الحسن لدفع رواتب العاملين في مختلف المجالات إلى جانب النفقات الكبيرة لدعم أسر الشهداء وإصلاح ما خربته أيادي الإسرائيليين العابثة بالفساد.
يد واحدة
وأشار صبيح إلى أهمية وضرورة مساندة العالم العربي والإسلامي للانتفاضة الفلسطينية ودعمها مادياً ومعنوياً بكل الوسائل حتى تشعر إسرائيل والدول المساندة لها ان فلسطين ليست وحدها وان هناك أكثر من مليار عربي ومسلم مستعدون لتقديم كل ما لديهم في سبيل نصرة قضيتها، وهذا وحده هو ما سيعطي الانتفاضة قوتها التي ستجبر إسرائيل على التراجع عن سياستها العدوانية والاعتراف بالحق الفلسطيني وشرعيته.
وحول مدى مساهمة القوات الفلسطينية في أعمال الانتفاضة أكد صبيح ان القوات الفلسطينية موجودة ولها أسلوبها وطريقة عملها الخاصة بها.. وقال ان ما تملكه القوات الفلسطينية من أسلحة تم تدمير معظمها من قبل الإسرائيلين منذ الأيام الأولى للانتفاضة ولن يستطيع بكل المقاييس المواجهة المباشرة مع ما تملكه إسرائيل من أسلحة ذات تكنولوجيا متقدمة مدعومة من أمريكا، ولذلك فالنضال ضد هذه القوات يجب ان يتم بطريقة خاصة، وقد كانت القوات الفلسطينية يداً واحدة مع النضال الشعبي منذ البداية وهو الأمر الذي جعل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يعترف بأن ما تواجهه إسرائيل هو أصعب وأطول حرب منذ بداية الاحتلال خاصة وانها تتم من داخل الأراضي الفلسطينية نفسها وليس من الخارج كما كان يحدث سابقاً.
وحدة القدس
وأشار الدكتور عبدالله الأشعل استاذ القانون الدولي إلى أن إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين غير مسبوق في التاريخ، والسجل الإسرائيلي حافل بالانتهاكات العدوانية وعمليات الابادة الجماعية التي ارتكبتها في الأراضي المحتلة خاصة ما فعله السفاح شارون عبر تاريخه الدموي وما فعلته العصابات الصهيونية لارهاب الفلسطينيين في غرب القدس واجبارهم على تركها والفرار منها وقد تمكنوا من الاستيلاء على القدس الغربية بعد اغتيال عدد كبير من مواطنيها وفر الباقون منها وقدموا لنا القدس كقضية جريئة في المفاوضات فأصبحنا نتحدث عن القدس الشرقية ونسينا غرب القدس وهو أمر خطير جداً.
وأوضح د. الأشعل ان مواجهة العدوان الإسرائيلي يحتاج إلى سياسة وتكتيكات معينة وان إسرائيل لابد ان تنهار من الداخل وليس من الخارج ولذلك لابد من دعم الانتفاضة الباسلة بعدة وسائل اولها التأكيد على الحق الفلسطيني ومشروعيته ووحدة القدس شرقا وغربا، وثانيها تجميع أدلة جرائم الحرب والابادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة أمام المحاكم الدولية حتى يتم احراجهم دولياً ويضغط عليهم لتعديل سياستهم العدوانية وهو أمر لم يعد صعباً حالياً، وثالثا الدعم الإعلامي العربي للانتفاضة وفضح الممارسات الإسرائيلية العدوانية أمام المجتمع الدولي وابراز المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني حتى يتضح للرأي العام العالمي من المعتدي ومن المعتدى عليه وحتى تلقى القضية الفلسطينية دعماً عالمياً من الشعوب المختلفة والتي تستطيع الضغط على حكوماتها لتغيير سياستها تجاه إسرائيل.
مخطط سري
ومن ناحية أخرى شدد الدكتور أحمد يوسف القرعي نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام على ضرورة توافر دعم عربي وإسلامي لوقف مخططات شارون في تهويد القدس وتصفية الانتفاضة، مؤكداً ان ما يفعله شارون هو استكمال لمخططات سابقة ومحاولة لارساء عملية التهويد الكاملة ظناً منه انه سيدخل التاريخ اليهودي من أوسع أبوابه.
وقال القرعي ان ما يحدث الآن في القدس أخطر بكثير مما نقرأه في الصحف ونسمعه في الإذاعات فهناك مخطط سري يجري في ستار الأحداث المتصاعدة التي تصطنعها إسرائيل لتشغلنا بها بعيداً عن القضية الأخطر حيث تجري عملية تهويد القدس بأسرع ما يمكن في ظل غفوة عربية سواء بإقامة مستعمرات جديدة أو تدعيم القديم منها وإنشاء طرق التفافية لعزل المدن الفلسطينية واقامة لأول مرة اتصال بين المستعمرات في داخل القدس واتصال بينها وبين المستعمرات الأخرى في الخارج وهو ما يشير إلى بداية حدوث تغير في الخريطة السياسية والجغرافية والسكانية للمدينة المقدسة.
وأضاف: هذه المؤامرة التي تدبر ضد القدس لا تحتاج إلى انتفاضة فقط بل إلى دعم عربي وإسلامي بكل الوسائل سياسياً وإعلامياً لوقف هذا المخطط العدواني ولابد ان يعرف العالم ان ما تتعرض له القدس جريمة استعمارية بكل المقاييس.
فقدان الاتجاه
وأكد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي ان الاتجاه إلى أمريكا باعتبارها راعية عملية السلام في الشرق الأوسط هو اتجاه خاطئ ويعبر عن فقدان الاتجاه الذي نعاني منه حالياً فأمريكا راعية إسرائيل وليست راعية السلام فكيف نشكو منها؟!.. إليها وقال ان المشروع الصهيوني هو في الأساس مشروع غربي تبناه الغرب قبل حتى ان يقتنع به اليهود أنفسهم، فقد بشر به نابليون وزرعته إنجلترا في قلب العرب ورعته ودعمته أمريكا على مر العصور، ولذلك نؤكد ان حل القضية في أيدينا نحن وليس في أيدي الغرب، ونحن الآن أمام فرصة ذهبية لتحقيق ذلك. فالشعب الفلسطيني يعطي القضية شهداء بسخاء والأمهات يودعن أبناءهم بالزغاريد ولذلك فالعرب مطالبون بدعم هذه الانتفاضة بلا حدود وعندما يفقد السارق والمغتصب لحقنا الأمان ستبدأ لحظة حل القضية.
وأشار د. عمارة إلى ان النظام العالمي الآن يحارب كل أسلحة الدول المستضعفة للحماية من الاستعمار والاعتداء عليها وإذا لم يحدث تغيير على أرض الواقع فلن يكون هناك طرح للقضية داخل المجتمعات الغربية ولن يتم ذلك إلا بتهويد مصالح هذه الدول في المنطقة العربية عن طريق المقاطعة وعدم التطبيع واشعارهم بأن مصالحهم في المنطقة ستضار بسبب موقفها المنحاز لإسرائيل وهذا هو السبيل الوحيد لتحويل الموقف الغربي لصالحنا كما يجب أيضاً ان يتحقق التضامن العربي حتى يكون لنا وزن في ميزان القوى الدولي ولتكون لكلمتنا معنى وقوة على مائدة المفاوضات.
قضية واحدة
وانتقد الدكتور نبيل لوقابباوي استاذ القانون الدولي اغفال الجانب المسيحي في القضية الفلسطينية مؤكدا انها قضية مسلمين ومسيحيين في نفس الوقت فقضية القدس ووضعها الخاص بأماكنها المقدسة تمس الشعور الوجداني المسيحي كما تمس الشعور الوجداني الإسلامي ولذلك فالدفاع عنها هو واجب على 5 مليارات نسمة هو عدد المسلمين والمسيحيين في العالم.
وأضاف: إسرائيل ليست دولة سلام ولن تسعى أبداً إلى تحقيق السلام ومن مصلحتها ان يظل الوضع مشتعلاً كما هو الحال الآن فلديها 12 ملة يهودية بينها خلافات في الثوابت وفي تفسير التوراة، فكل منهم يفسرها بما يخدم أهدافه ويجعله هو الصحيح والباقي خطأ، وهذه الملل المختلفة لا تتحد وتتضامن إلا إذا شعرت بأن إسرائيل في خطر.. أما إذا شعرت بالسلام فإنها تتفرغ للتناحر مع بعضها البعض إلى حد قد يصل إلى الاشتباك بالأسلحة، ولذلك فالحكومات الإسرائيلية المختلفة تحرص على ان تضع إسرائيل دائماً في حالة تهديد خارجي حتى تشغل هذه الطوائف وتبعدها عن التناحر.
مزاعم كاذبة
وتحدث الدكتور محمد جلاء إدريس استاذ الدراسات العبرية حول المزاعم الإسرائيلية بوجود حقوق لهم في الأراضي العربية وفلسطين، وقال ان اليهودية في الأساس هي شريعة موسى وتوراته وألواحه ورسالته وكل هذا حدث مع موسى في مصر ولم ير موسى فلسطين أو القدس ولذلك فلا علاقة بين اليهودية وأرض فلسطين وكذلك لا علاقة لهم بهيكل سليمان فبناته في الأساس ليسوا عبرانيين وعندما هدم واعيد بناؤه تم هذا أيضاً على أيد غير العبرانيين، كما ان هيكل سليمان لم يقدس بعده بل ان سليمان نفسه أقام هياكل ومذابح لزوجاته اللاتي بلغن 700 زوجة، فلماذا لم يقدس سوى هذا الهيكل.. وأشار إلى ان الهيكل الذي بناه سليمان عندما هدم تماماً عام 70م على أيدي الرومان شارك في هدمه بعض اليهود، وفي عام 136م اقيم في مكانه معبد روماني للإله جوبيتر ولم يعد له أي أثر بعدها وعلى هذا فقصة الهيكل المزعوم خرافة إسرائيلية غير صحيحة على الاطلاق.
|
|
|
|
|