| عزيزتـي الجزيرة
قبل أيام قليلة مضت ودعنا أستاذا خدم في مجال عمله نحو ربع قرن من الزمان قدم فيها كل ما يملك لأبنائه الطلاب من حب وتوجيه ورعاية صادقة وأعني بذلك أستاذي المرحوم بإذن الله عبدالله سليمان الوهيبي أستاذ مادة التاريخ في معهد البدائع العلمي الذي ارتبط ذكر المادة بشخصيته القوية حتى يشعر الطالب ويخيل له أنه عاش التاريخ نفسه ..
كان أستاذي قوي الشخصية شديدا لكنه لم يكن قاسيا أبدا ما أروع الحب الممزوج بالقوة وهو ما كان يتلقاه طلابه منه في كل يوم يطل عليهم في الفصل..كان مخلصا متفانيا في عمله الى الحد الذي يعيدنا معه الى بدايات التعلم والصرامة في وجوب أخذ العلم وتلقينه، رحل أبو سليمان فجأة في يوم فضيل صلى فيه عليه آلاف المؤمنين جميعهم لهجت قلوبهم قبل ألسنتهم له.. بالدعاء بالرحمة والمغفرة وشيعه جمع كبير من الناس الذين أحزنهم فراقه، لقد تسارع طلاب الفقيد وهم يمثلون أجيالا متعاقبة الى الصلاة عليه وحمله وتشييعه ودفنه وتقديم واجب العزاء لاخوته وأقاربه لم يكن ذلك ليكون لولا أن الجميع أحس بعد رحيله بعظم قدره والفراغ الذي أحدثه في قلوبهم بعد انتقاله الى جوار ربه، ذرفت العيون ووجلت القلوب وحارت الأفكار بفقدك أستاذنا ولكنها إرادة الله، إيماننا يدفعنا الى الدعاء لك في كل وقت وحين فقد كنت وما تزال في سويداء القلب.. رحمك الله أستاذي وأسكنك الجنان وألبسك السندس والاستبرق وأوردك حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم وجمعنا وإياك في دار كرامته.
إنه سميع مجيب.
عبدالله الدهامي - البدائع
|
|
|
|
|