|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
وتمر أيام الإجازة سريعة سرعة البرق ممتعة إلى درجة كبيرة ولله الحمد كل قد مارس فيها مايهوى وما يحب البعض استفاد منها على كافة الأصعدة والبعض الآخر تأوه وقال: (ذهبت كما جاءت فلم تقدم أو تؤخر) ثم كانت عودة المعلمات بعد هذه الفترة الجميلة وكنَّ على فئتين : فئة ارتسمت الكآبة على وجوهها والأخرى وضح الحماس على محياها أما الفئة الأولى فقد حضرت للمباشرة والتوقيع فقط ولم تغير بهم الإجازة شيئاً واندثر فيهم حب العطاء والحماس له يدفعون أنفسهم للدوام دفعاً، وكأنهم قد اجبروا على العودة للمدرسة إجباراً منهن من تطلب تمديد للإجازة بالاستثنائي والأخرى حضرت وبصحبتها تقرير طبي وثالثة تلوح بالاستقالة أو الانقطاع، ولم تدر هذه الفئة ما يدور بخلدها ان هذه الوظيفة تطلبها الآلاف من الخريجات المليئات عطاء متدفقاً وروحاً جادة في اخراج النشء وغرس حب العلم والمعرفة فيه .
والفئة الثانية فهي ثلة لابأس بها ولله الحمد ممن تجسد فيها روح الاخلاص وحب العطاء وغزارة المعرفة فحضرت والحماس يعلو محياها تحمد الله وتشكره ان قضت وقتا ممتعا وان لم تخرج من بيتها فيكفيها الوقت الذي ارتاحت فيه وأعادت حساباتها مع نفسها وعرفت ما لها وما عليها واحتسبت أجرها وادركت عظم رسالتها، فكان فكرها متجددا وحماسها متقداً وقد وضح ذلك في اقتراحاتها لما ستفعله في بداية الدراسة فكانت تعلم بالحكمة والغرض الأساسي لأيام العودة وانها فترة تعتبر من أهم الفترات للاعداد لبداية الدراسة وما ستنفذ من خلاله فهذه الفئة من نسلمها عقول فتياتنا بكل طمأنينة تنمي مداركها وتفتح عقولها وتتنقل بها في عالم المعرفة.
أمانة التعليم عظيمة ورسالة ثقيلة وسنواته قليلة وجهده عسير وعذاب المقصر فيه يوم القيامة عسير فقوموا بحقه خير قيام أو اتركوا المجال وأعلنوا الانسحاب من دائرة التعليم خير وأفضل لكم.
نورة السبيعي
|
|
|
|
|
