| عزيزتـي الجزيرة
لقد استمعت للمحاضرة التي ألقاها الأستاذ الدكتور محمد عزت عبدالموجود والتي تأتي ضمن الموسم الثقافي الثاني لمكتب التربية العربي لدول الخليج لعام 1421ه وكان موضوع المحاضرة عن تطوير التعليم الثانوي لخدمة أغراض التنمية في دول الخليج العربية وقد بدأت هذه المحاضرة بكلمة لسعادة الدكتور سعيد بن محمد المليص مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج بكلمة ترحيبية بالحضور وأثنى على المحاضر وسجله العلمي والعملي المليء بالابداع والابتكار وقال في ثنايا كلمته ان التعليم الثانوي هو الحلقة الأهم والأخطر بين مراحل تكوين المهارات الأساسية والحياة العلمية بما يؤديه من عمليات إعداد وتوجيه في مرحلة عمرية نقدر لها مكانتها وتأثيرها في كافة الجوانب الوجدانية والمعرفية والمهارية والسلوكية لدى الأبناء في وقت يتطلعون فيه إلى العلياء ويبحثون فيه عن المعرفة ويحاولون فيه الاستزادة منها. وقد استشهد بما كتبه المحاضر في أحد دراساته حول «التعليم والمستقبل» عن الحوار الذي دار بين رئيس وزراء الهند السابق نهرو وبين السفير الياباني في نيودلهي حينما قال له نهرو «يبدو أنه لكي نكون دولة عظمى اليوم لا بد أن تتوفر لنا ثلاثة مقومات: 1 مئات الملايين من البشر، 2 المساحة الشاسعة من الأراضي، 3 الوفرة الهائلة من الموارد الطبيعية.
وهذا القول من جانب نهرو كأنه يقول أنه يستحيل على اليابان أن تصبح دولة عظمى لأنها لاتملك هذه المقومات، ويسترسل الدكتور سعيد في تكملة هذه المقولة فيقول ويشاء التاريخ كما يقول محاضرنا وقبل مرور نصف قرن أن يثبت خطأ مقولة نهرو وصحة مقولة السفير الياباني فإذا بثلاث دول مهزومة لا يتوفر لها أي من المقومات الثلاثة التي ذكرها نهرو تصل إلى قمة الهرم في التنمية وتصبح دولاً قوية وتمثل معجزة في التقدم وهي اليابان وألمانيا وسنغافورة، أما الذي صنع هذا التقدم الهائل لهذه الدول فكان ذلك الكنز المكنون تحت القبعة وهو العقل البشري المكتشف للمعرفة والمبدع لها والموظف لها في حل مشكلات الحياة ودفع عجلة التنمية وأشار أيضاً الدكتور سعيدان القضية التي أوردها محاضرنا في احدى كتاباته ومعرفتنا به وخبراته تجعلنا في هذه المحاضرة نتطلع إلى الحوار الهادف البناء الذي يحرك ما تحت القبعة وان كنا لا نرتديها فتتلاقح الأفكار وتبسط الرؤى وتثرى ساحة الرأي والفكر وتتبادل الخبرات ونستضيء بالمقترحات والآراء واختتم الدكتور سعيد كلمته وقال ان الآراء والأفكار التي تطرح هنا لا تمثل بالطبع وجهة نظر مكتب التربية العربي لدول الخليج أو المؤسسات التي يخدمها بل تأتي في اطار الحوار الحر المفتوح الذي يعزز الاحتياجات الانسانية في ظل المتغيرات المتسارعة فنحن نعيش في عالم تتقادم فيه الأشياء في أوج جدتها عالم أصبحت فيه التربية تعيش في حيرة من أمرها بين سلطان الماضي وضغوط الحاضر وما تحمله من تحديات العولمة والمستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما يفرضه ذلك من اثار تتطلب تحصين القيم الراسخة والقائمة على ثوابت العقيدة مع الانفتاح على تجارب الآخرين وأخذ المفيد منها، فالحكمة هي ضالة المؤمن وهو أحق بها أنى وجدها. وبعد ذلك بدأ المحاضر كلمته منوهاً بالدور الذي يقوم به المكتب في تطوير وتجديد التعليم في الوطن العربي عامة وفي دول الخليج خاصة بعد ذلك دخل في صلب المحاضرة وقال يجب أن يبقى التعليم الثانوي دائماً في قلب التغيير وصلب التطوير في أي برنامج شامل لاصلاح التعليم. وقال عندما أطرح هذه الأفكار التي ليست وليدة الساعة إنما هو خلاصة تفكير متواصل في هذه القضية واهتمام بانعكاساتها وافرازاتها ومراجعات مستمرة لأدبيات التربية والتنمية وأشار إلى بعض دراساته المنشورة ومنها:
1 منهجية مقترحة لتطوير التعليم الثانوي في مصر 1988م.
2 تنويع التعليم الثانوي في قصر الرأي والرأي الآخر 1995م «بحبْ» مجلة مركز البحوث التربوية قطر.
3 تنويع التعليم غير دول الخليج العربية ترف أم ضرورة «الكويت 1991م».
4 وثيقة مشروع تطوير التعليم الثانوي في دولة الامارات العربية المتحدة 2000م.
وقد واصل حديثه بمجموعة من الفرضيات حددها بثمان فرضيات تناولت المورد البشري والخلل الهيكلي في نظام التعليم والتدريب والاعتماد على العمالة الوافدة رخيصة الكلفة المتدنية المهارة كذلك ربط معدلات توطين العمالة بمدى كفاءة وانتاجية نظام التعليم أيضاً ذكر أن التعليم له دور حاسم في مواجهة تيارات العولمة وذكر أن تطوير التعليم الثانوي لخدمة أغراض التنمية في دول الخليج العربية يتطلب ثلاثة أبعاد:
1 التطوير الهيكلي.
2 التطوير التشريعي.
3 التطوير النوعي.
واختتم محاضرته قائلاً: إن التعليم الثانوي أصبح مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن صياغة القوى العاملة. وقال انه طالما أنه تزايد الاعتماد على العمالة الوافدة لا بد من البحث عن صياغة جديدة للتعليم الثانوي تتسم ببعض الخصائص وهي:
1 اتساع الجذع الثقافي المشترك.
2 اتقان المهارات والكفايات الأساسية.
3 تأمل فروع المعرفة وعدم الفصل بينها.
4 أن يكون التعليم الثانوي ثنائي الوظيفة في الكيف والكم في المرحلة الحالية وعلى مدى نصف قرن وذلك لأجل توفير عمالة وطنية ذات تعليم عال يمكنها المساهمة في سرعة توطين العمالة واصلاح الخلل في التركيبة السكانية.
أخى القارئ الكريم لا أريد في هذه المقالة أن أبعدك عن قراءة هذه المحاضرة وإنما أعرفك بها حتى تتحمس للبحث عنها والاطلاع عليها نفيها الكثير من المعلومات القيمة والمفيدة والمحاضرة طبعت من قبل مكتب التربية العربي لدول الخليج على شكل كتيب صغير الحجم عدد صحفاته «77» صفحة التاريخ 1422ه.
والله الموفق
منصور ابراهيم محمد الدخيل
مكتب التربية العربي لدول الخليج
|
|
|
|
|