| سلع واسواق
* تحقيق م. خالد السليمان:
تعتبر المدينة المنورة ثاني اهم مدينة للعالم الاسلامي بعد مكة المكرمة حيث تضم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف ويفد في كل عام ما يقارب مليوني مسلم من انحاء العالم لاداء فريضة الحج ويقوم اعداد كبيرة منهم بزيارة المسجد النبوي بالمدينة المنورة ويحرصون على ان تكون اقامتهم قريبة من المسجد النبوي حتى يتمكنوا من أداء صلواتهم فيه الامر الذي يؤدي الى شيء من التكدس البشري في المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف والتي بالاضافة الى دورها الديني تؤدي الى دور المركز التجاري والاداري للمدينة المنورة.
من هنا جاءت اهمية البحث الذي قدمه المهندس رضا أمين عيطة من اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة بعنوان «مشروع تطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة واثره على مظاهر الحياة العامة» الذي ذكر فيه بالرغم من الاهمية التي تقدم ذكرها لهذه البقعة الطاهرة من الارض الوضع العشوائي للمنطقة المركزية الذي لا يسمح بتقديم الخدمات المناسبة لهؤلاء الوافدين، الامر الذي حدا بحكومتنا الرشيدة للمسارعة في وضع الحلول العملية ورسم الخطط ذات البعد الاستراتيجي للمنطقة وذكر في بحثه انه في 25/2/1405ه وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الاساس لمشروع توسعة المسجد النبوي وتبع ذلك في 27/12/1410ه صدور الامر السامي الكريم بتكوين اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة واعطيت هذه اللجنة صلاحيات واسعة في ادارة وتوجيه ومتابعة عملية تطوير المنطقة المركزية.
وتهدف ورقة البحث هذه الى تقديم عرض تاريخي لتطور المدينة المنورة واستعراض التطور الاخير للمنطقة المركزية واثره على مظاهر الحياة العامة.
واستعرض المهندس عيطة في مقدمة بحثه الموقع الجغرافي للمدينة المنورة ومناخها وعدد سكانها ومساحتها، واضاف ان المنطقة المركزية تؤدي ثلاث وظائف رئيسية وهي:
1 المركز الديني الثاني لجميع مسلمي العالم.
2 المركز الديني والتجاري والاداري والحضاري للمدينة المنورة وضواحيها.
3 مركز سكني متكامل ودائم يحتوي على المساكن والمدارس والمراكز الصحية والتجارية.
وذكر في بحثه التوسعات والتحسينات التي ادخلت على المسجد النبوي منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الى التوسعة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين واستطرد خصائص المسجد بعد التوسعة ومقبرة البقيع والمناطق السكنية والاسواق التجارية والتطور التاريخي للمدينة المنورة وتحدث عن مشروع تطوير المنطقة المركزية قائلا: لم يكن هناك بديل عن التطوير الشامل بالمفهوم الواسع لتحسين الاوضاع في المنطقة المركزية في ظل وجود جزء كبير مهترىء ضمن النسيج العمراني للمنطقة المركزية يفرض ان يكون التطوير شاملاً على مستوى المساحة الكلية للمنطقة بدلا من التطوير الجزئي على المستوى الفردي وخاصة مع توافر عوامل كثيرة تساعد على هذا التطوير مثل:
* التزام السلطات بادخال التحسينات المساندة لمشروعي توسعة المسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به.
* ان الطبيعة الدينية للمدينة المنورة ووجود المسجد النبوي في مركزها يجعل الطلب على السكن في المنطقة المركزية في تزايد مستمر مع ما يتبع ذلك من تزايد في النشاط التجاري.
* سهولة الوصول الى المنطقة المركزية من باقي اجزاء المدينة المنورة مع تميز المنطقة باستوائها.
* نتج عن ازالة عدد كبير من المباني السكنية والتجارية التي كانت تحيط بالمسجد لاضافتها الى مساحته ولانشاء الساحات حوله وما ارتبط بذلك من دفع التعويضات لاصحاب هذه العقارات المنزوع ملكيتها.
ولخص المهندس عيطة العناصر المباشرة الداخلة ضمن نطاق برنامج تطوير المنطقة المركزية التي تلت عملية حصر الملكيات من الصكوك ودفع التعويضات لاصحاب العقارات في الآتي:
هدم المباني المملوكة التي بلغ عددها (3371) منها (1875) مباني شعبية و(1496) من الخرسانة المسلحة.
تسوية الموقع وعمل الرصيف المؤقت للشوارع الجديدة وتتبع هذه العملية ازالة مخلفات الهدم اولا بأول.
تثبيت حدود قطع الاراضي الجديدة والمباشرة في بيعها بالمزاد العلني على مجموعات.
ترحيل خدمات المرافق المؤقتة للمباني المحافظ عليها (مياه صرف صحي كهرباء هاتف).
بدء تنفيذ خدمات المرافق الدائمة.
مراجعة واعتماد تصميمات القطع الجديدة ومتابعة تنفيذها.
عمل الرصيف النهائي وتنسيق الموقع.
واما العناصر الاخرى غير المباشرة التي لزم تنفيذها في نفس وقت تنفيذ الاعمال المباشرة لانجاح هذا المشروع فهي:
خدمات المرافق (مياه، صرف صحي، هاتف، كهرباء) وهذه المرافق يجب تطويرها بطاقة كافية لاستيعاب متطلبات المنطقة المركزية بعد استكمال برنامج التطوير.
فروع المباني الحكومية : (الدفاع المدني، الشرطة، الهلال الاحمر السعودي، المرور، البريد والبرق والهاتف، مكاتب تنسيق اعمال الحج.. الخ) بالاضافة الى تجديد واعادة بناء المساجد التاريخية الصغيرة.
وتحدث عن الآثار المترتبة عن التطوير على نواحي الحياة المختلفة ومنها التخطيط والانظمة التي ذكر منها عدة نقاط كأساس لتخطيط وتطوير المنطقة المركزية ومنها الموقع العام والسكان وكثافة السكان والشوارع والمرور داخل المنطقة المركزية ونوعية المباني المناسبة.
وذكر في بحثه كذلك الآثار الاقتصادية للمشروع وآثار التطوير على الخدمات والاثر الاجتماعي والاثر البيئي، وانهى المهندس عيطة بحثه بالخلاصة والتوصيات حيث قال: لقد كان واضحا تأثير مشروع المنطقة المركزية بالمدينة المنورة على مظاهر الحياة المختلفة وقد ركز هذا البحث على خمسة من هذه المظاهر وهي الاقتصادية والتخطيطية والخدمات الاجتماعية والمناخية التي ظهر للباحث انها اهم المظاهر.
وكما هو معلوم فان الآثار قد تكون ايجابية او سلبية وقد ظهر لنا بفضل الله تعالى ان آثار المشروع على المظاهر الخمسة كانت ايجابية بشكل عام فيما عدا المظاهر الاجتماعية من حيث هناك تخوف من فقدان روح العمارة الاسلامية في المباني الحديثة وكذلك روح العلاقة الاجتماعية التي ألفها الناس في تلك المنطقة وبشكل عام وبموازنة الايجابيات الاقتصادية الناتجة من هذا المشروع بالاضافة الى الظروف المناخية الجيدة التي يخلقها المشروع نستطيع ان نقول وبكل ثقة ان هذا المشروع كان ايجابيا في آثاره التي تركها على مناحي الحياة العامة ولكي ندفع بهذا المشروع الى مزيد من الايجابيات نقترح ما يلي:
1 مراجعة المخطط العام للمنطقة المركزية بغرض زيادة المساحات المفتوحة والخضراء لتشجيع الحياة الاجتماعية في المنطقة.
2 تعديل بعض الشروط في انظمة البناء بغرض تحسين واظهار الروح للعمارة الاسلامية.
3 تشجيع الاستثمار في المنطقة من خلال:
أ سرعة انجاز الخدمات.
ب اعطاء بعض المرونة في انظمة البناء لتشجيع الافكار الجيدة في البناء.
ج توفير بعض الارشادات الفنية والنظامية والتعاقدية لمساعدة المستثمرين في المنطقة.
4 تدريب الشباب السعودي لتأهيله للمساهمة في بناء وتشغيل المشروعات الجديدة.
5 اعطاء ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون العودة للسكن في المنطقة المركزية الفرصة لذلك من خلال توفير التمويل الحكومي او القروض البنكية غير الربوية.
|
|
|
|
|