| العالم اليوم
* رالف إي. كروجر جوهانسبرج د.ب.أ:
كان «طبيب الموت» في جنوب أفريقيا واسمه ووتر باسون يرأس برنامج الحرب البيولوجية والكيماوية إبان الحكم العنصري في جنوب أفريقيا، وهو شخصية باسمة ذو لحية مشذبة.
ولكن هذه الشخصية كشفت خلال محاكمتها أمام محكمة بريتوريا العليا قصص مؤامرات وأعمال وحشية تجعل جيمس بوند يبدو أمامها كصبي يرتل في جوقة كنيسة.
ويواجه باسون، وهو طبيب قلب، 46 تهمة من القتل والنصب وحيازة المخدرات، وقد زعم خلال المحاكمة المستمرة والتي بدأت في تشرين أول/أكتوبر من عام 1999 أن له علاقات مع شخصيات عديدة مشبوهة وأجهزة استخباراتية من بينها الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية (ستاسي) وجهاز المخابرات السوفيتية (كي.جي.بي).
وكان باسون يرأس أحد مشروعات الحكومة العنصرية الاكثر سرية أطلق عليه اسم «مشروع الساحل»، وهو برنامج للحرب الكيماوية البيولوجية.
وتتعلق غالبية التهم بحوادث وقعت في تلك الفترة، حتى أن باسون يفتخر بصلته مع أجهزة الاستخبارات الغربية في بريطانيا والولايات المتحدة وسويسرا.
وإذا صحت اعترافات باسون فالأكيد أن جميع الدول ستكون متورطة بشكل أو آخر في مشروع الساحل.
وقد تم تعيين باسون مسؤولاً عن مشروع الساحل في نهاية سبعينات القرن الماضي وأعطي صلاحيات «بلا حدود» لبناء برنامج الحرب الكيماوية للحكومة العنصرية، ويتهمه الادعاء بجمع ثروة من وراء هذا البرنامج وشراء منازل فخمة وإنشاء العديد من الشركات التي تستخدم كواجهة.
وأصبح باسون شخصية ثرية يقوم بتهريب القطع الالكترونية في أجهزة التلفزيون ويبني شبكة دولية من العلاقات التجارية، واشترى فيلا في بريتوريا ومزرعة وشركة سياحة، بل أنه أنشأ حديقة حيوانات خاصة لتجربة الاسلحة الكيماوية لاستخدامها في السيطرة على الحشود،وفي نهاية المطاف عام 1992 صدرت الاوامر لباسون «50 عاما» والذي ترقى في قوات الدفاع في جنوب أفريقيا العنصرية إلى رتبة عميد بوقف جميع العمليات.
وقام باسون الذي أصيب بخيبة أمل بدفن 500 كيلوجرام من مادة الماندراكس كان قد حصل عليها قبل ذلك بوقت قصير من روسيا في مياه المحيط.
ويزعم باسون أنه تلقى المساعدة من المخابرات السويسرية والتي كانت تحرص على الحصول على تكنولوجيا الاسلحة النووية الروسية، وعندما اختفى مبلغ 5 .1 مليون دولار كان ثمن الصفقة زعم باسون أنه استخدم 5 .1 مليون دولار من أموال الفاتيكان سعيا لاستعادة المبلغ.
ويزعم باسون أن الاموال كانت موجهة للحرب في كرواتيا، ويقال إن عميلا سويسريا قد خدعه مما أدى إلى إلقاء القبض عليه، كما تناولت لجنة المصالحة والحقيقة في جنوب أفريقيا ماضي باسون، فقد أدلى رئيس وحدة العمليات الخاصة بجيش جنوب أفريقيا شولك فان رينسبرج بشهادة قال فيها إن باسون حاول في عام 1985 إنتاج مصل يتسبب في عقم النساء السود.
وقال رينسبرج إن باسون قام بتخزين خليط من المواد السامة في معامله استخدمت لقتل معارضي الحكومة العنصرية، ويتردد أن معامل باسون قامت بانتاج قطع الشكولاته والمشروبات الباردة ومزيل العرق والمظلات والسجائر السامة، كما كشف باسون مؤخرا عن تفاصيل مروعة عن أعماله، حيث قال إنه تلقى 250 جرام من هرمونات النمو من السوفيت في أواخر الثمانينات، وفي تلك الفترة لم يكن ممكنا إنتاج الهرمون بشكل صناعي.
وشرح باسون للمحكمة بأعصاب باردة أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تكون قد استخدمت في الحصول على الهرمونات هو استخلاصها من حوالي 000 .30 جثة.
|
|
|
|
|