أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th August,2001 العدد:10551الطبعةالاولـي السبت 28 ,جمادى الاولى 1422

العالم اليوم

الباز بعد أن أبلغته واشنطن إصرارها على وقف العنف أولاً قبل نشر المراقبين:
إخفاق الجهود الأمريكية لتسهيل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدى إلى كارثة
* واشنطن د.ب.أ:
ظهرت خلافات حادة بشأن النزاع في الشرق الأوسط بين مصر والولايات المتحدة أمس الاول بعد أن فشل وفد مصري رفيع المستوى في مسعاه لحث إدارة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش على إرسال مراقبين إلى المنطقة في محاولة للحد من العنف المتصاعد بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال أسامة الباز كبير مستشاري الرئيس المصري مبارك للشؤون السياسية إن جهود الولايات المتحدة لتسهيل المفاوضات الامنية بين الفلسطينيين والاسرائيليين «قد أخفقت وأدت إلى كارثة» بالنظر إلى استمرار تصعيد العنف ومخاطر اشتداد التطرف الذي يضر بالنظم العربية المعتدلة مثل مصر.
وكان الباز قد وصل إلى العاصمة الأمريكية في وقت متأخر يوم الثلاثاء الماضي في زيارة جرى الترتيب لها بسرعة لحث الولايات المتحدة على الاضطلاع بدور أكبر لانهاء نزاع الشرق الأوسط.والتقى الباز صباح اول امس بنائب الرئيس ديك تشيني.
ومن ناحية اخرى اجتمع الباز امس «الجمعة» مع كولين باول وزير الخارجية وكوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الأمريكية.
وعبر المسؤولون المصريون المصاحبون للباز عن أملهم أن يتم الاعلان عن خطوات جديدة مع انتهاء المفاوضات امس غير أنهم أشاروا إلى احتمال أن تتوجه مصر إلى الاوروبيين أو تعمل وحدها إذا ظل الامريكيون عازفين عن المشاركة بصورة أكبر. كماالتقى الباز مع مارك جروسمان. وكيل الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية الذي يعد الرجل الثالث مركزا في الوزارة.
ولم تتوفر تفاصيل على الفور حول ما دار في هذا الاجتماع. إلا أن متحدثا باسم الخارجية أشار إلى أن واشنطن لن تتزحزح عن معارضتها لارسال مراقبين قبل أن يتوقف العنف. وأكد المتحدث فيليب ريكر ذلك بقوله «موقفنا حول هذا الموضوع لم يتغير».
وكان الباز قد عبر عن اقتناع بلاده بأهمية التحرك دون إبطاء بقوله إنه إذا ظل النزاع دون محاولة السيطرة عليه «لبضعة أسابيع أو حتى لبضعة أيام» فربما يجد الفلسطينيون والاسرائيليون أنفسهم منخرطين في العنف إلى الدرجة التي لا يمكنهم فيها الخروج منه.
وقال الباز للصحفيين إنه وجد لدى المسؤولين الامريكيين «عقلا متفتحا» وإن لم يكن مرونة فعلية لرأيه بأن وجود قوة مراقبة دولية سوف يكون على الاقل رادعا لاولئك الموجودين في الجانبين الذين يخططون للمزيد من العنف.
واتصل الرئيس بوش أمس الاول برئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون.
وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية انهما اتفقا على القيام بكل ما يمكن لتفادي تصعيد العنف وأكدا مجددا على تأييدهما لتنفيذ توصيات اللجنة الدولية التي رأسها السناتور الامريكي السابق جورج ميتشل.والمعروف أن تلك التوصيات تستند أساسا إلى وقف العنف وإلى تجميد بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية. وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت في وقت سابق من العام الجاري جهود إرسال قوة مراقبة دولية من قبل الامم المتحدة يتم نشرها في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويستند الموقف الامريكي إلى أن مثل تلك القوة يجب نشرها فقط بعد موافقة الطرفين وأن إسرائيل ما زالت ترفض ذلك.
ويضيف المسؤولون الامريكيون أنه بدون وقف إطلاق نار فعلي فإنه من الممكن أن يصبح المراقبون أنفسهم أهدافا لاستمرار أعمال العنف. ورفض الباز تلك المخاوف بقوله انه من الممكن نشر المراقبين في عربات مدرعة وحمايتهم.
وقال الباز «إذا كانت الولايات المتحدة لا تريد أن تذهب إلى هذا المدى. يمكنهم أن ينسقوا معنا في تشكيل قوة من الكنديين أو الاوروبيين».
ولاحظ الباز بارتياح أن الاتحاد الاوروبي قد كثف جهوده للتوسط في الدورة الاخيرة من العنف التي مضى على اشتعالها عشرة أشهر.
واختلف الباز مع مواقف الولايات المتحدة الاخرى في الشرق الأوسط. قائلا ان عرفات يبذل جهودا بنسبة «خمسة وتسعين في المائة» لتهدئة العنف وأنه لا يجب تحميله المسؤولية عن كل عمل إرهابي موجه لاسرائيل، ولكن فقط تلك الاعمال التي تقع في المناطق الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة.
واتهم الباز إسرائيل باستخدام «القوة المفرطة» للانتقام «لانتهاكات صغيرة نسبيا» لوقف إطلاق نار معلن ولكن لا يتم الالتزام به. وقال الباز إن إجراءات بناء الثقة التي صاغتها لجنة دولية ترأسها السيناتور الامريكي السابق جورج ميتشل لايجب تأخيرها حتى انتهاء فترة تهدئة مدتها ستة أسابيع. كما تريد إسرائيل والولايات المتحدة. بل يتعين اتخاذ بعض «الخطوات الصغيرة» وأهمها نشر المراقبين الدوليين من أجل خلق الثقة بأن العملية تتحرك في الاتجاه الصحيح.
وحول الموقف الامريكي قال الباز «إن الحجة القائلة بأنه يجب ترك الامر للطرفين قد أخفقت. وقد أدت هذه الحجة إلى الكارثة كما أدت إلى استمرار التصعيد».وقال الباز ان إدارة بوش «على وعي بما يحدث لمصالحها في المنطقة» محذرا من التحول نحو التطرف لدى الاجيال الشابة في إسرائيل وفي كافة أنحاء العالم العربي على حد سواء.
وأضاف في انتقاد واضح لسياسة واشنطن «غير أن الولايات المتحدة تقصر دورها حتى هذه اللحظة على الجهود الدبلوماسية».
وأضاف أن المطلوب الآن هو «العمل على الارض» مع «الفنيين، وليس مع شخصية عظيمة، لمحاولة الجمع بين الطرفين لكي يتحدثا مع بعضهما».

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved