| عزيزتـي الجزيرة
يا جامعا المال لغيره، تاركا التزود في سيره، تحظى بشر كسبك ويحصل سواك بخيره، أين جامع الدنيا، طرحها واطرح، اين اللاهي لها، حزن بعد ان فرح، نزل والله لحدا ضيقا فما ينفسح، وصمت تحت الثرى فكأنه لم ينطق ولم يصح، جوزي على ما حسن من عمله وما قبح، وعدل الى قصره بعد الدفن فافتتح، واصبحت سهام الورثة في ماله تنتطح، فيا من عمره بِعَدِّ الانفاس، يا طويل الرقاد الى كم ذا النعاس، ماهذا التقصير، في العمر القصير، ماهذا الزهو يا من الى البلاء يصير، الا يعتبر المقيم بمن رحل، الا يندم من يعلم عواقب الكسل، آه لغافل كلما جد الموت هزل ولعاقل كلما صعد العمر نزل، ففي كل يوم يموت من اشباحكم ما يكفي في نعي ارواحكم ويخبركم عن شتاتكم، ويعلمكم بفنائكم، فخذوا حذركم قبل النوائب، فقد اوتيتم من كل جانب، تذكر سهر اهل النار في النار، واحذر فوات دار الابرار، فكم سكن قلبك لهذه الدار، وحام حولك الموت ودار، وكأنه ولي يطلب الثأر، وقد خوفك بأخذ الصديق وسلب الجار، ومن انذر قبل هجومه فما جار.
صالح بن مبروك بن عوبدان الصيعري
شرورة
|
|
|
|
|