أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th August,2001 العدد:10551الطبعةالاولـي السبت 28 ,جمادى الاولى 1422

عزيزتـي الجزيرة

انتهى صيف الجوف بارداً!!
عبر عزيزتي الجزيرة.. صيف الجوف لهذا العام قد انتهى شديد البرودة بالرغم من حرارة الجو الرهيبة، لا تستغربوا هذا الكلام فهو حقا كما أقول، أعلم أنكم تريدون السؤال عن التفاصيل لموضوع غريب جدا كهذا.. ولكن اعلموا أنه غريب بالنسبة لكم أنتم، أما نحن في الجوف فإن البرودة قد تصل لدينا تحت الصفر بكثير، في الوقت الذي تصل حرارة الجو الى الغليان!! لا تستعجلوا الحقيقة وسوف أحكي لكم الحكاية، فبرودة الجوف تتمثل في برودة الفكر والثقافة، برودة الأقلام، برودة الأمسيات، برودة العروض والمهرجانات.. فلا يكاد النشاط بالجوف يتعدى «مركزا صيفيا» يقام كل عام بنفس الوقت والروتين.. أتصفح الجرائد، أبحث عن شيء يذيب الثلوج التي تراكمت على أهالي المنطقة، فلا أجد، نادرا ما أقرأ تحت أحد المقالات (فلان الفلاني من الجوف) وإذا وجدت أحسست بشعور عظيم وكأن المقال إنجاز مبهر.. فعلا ما أقوله هو الحقيقة، فمن (75000) نسمة في سكاكا عاصمة المنطقة، لا نجد من يتكرر اسمه بين الحين والآخر، طارحاً أفكاره، أو مساهماً في حل مشكلات منطقته وبلاده.. هي فقط أسماء معدودة وشهرتها في المنطقة دليل ندرتها، سبحان الله!!
ألم نفكر في هذا الصيف قبل حلوله؟ ألم نضع البرامج والخطط التي نعمل على تنفيذها خلال الاجازة؟ لماذا؟ هل سنقف منبهرين أمام الصحف والشاشات ونقرأ ونسمع، وربما نسافر ونشاهد، ولكن دون جدوى!! ماذا ينقصنا؟ وما الذي تكلفه أمسيةشعرية، أو مسرحية اجتماعية، أين المؤسسات التي ترعى الشباب، لماذا لم يجدوا لهم مكانا يجتمعون فيه، يتبادلون الفكر والنشاط، وبالتالي نحد من أسفارهم وذهابهم وإيابهم.. أيها القراء، الجوف لا ينقصها عقول ولا ثقافة، الجوف ينقصها حركة وعمل، إعداد مبكر وتخطيط سليم، وأهل الجوف لديهم القدرة على التفاعل والابداع والإنتاج ولكن كل يرفع يده، ولا يريد تحمل المسؤولية، والأمر لا يريد شيئاً سوى العزيمة.. وفي البداية نقبل بأقل ما يقدم ومن أي جهةكانت، ومهرجان ثقافي اجتماعي رياضي كله من أهل المنطقة والله سيجمع الشباب والشيوخ والأطفال.. لدينا شعراء، ولدينا ممثلون، لدينا أصحاب شهادات علميةعالية، لدينا أندية تزخر باللاعبين، ما المانع لو أقيمت ليلة واحدة، فيها مباراة كروية بين فريقين، يسبقها عروض وأناشيد من أطفال المنطقة، وبين شوطيها قصيدة أو اثنتان من شعراء المنطقة،و بعدها مسابقات وألعاب ومشاركات من الجمهور.. كل هذا لا يريد سوى لوحة قماشية واحدة يتم تعليقها في مكان عام، وسوف يمتلىء المكان بمن يبحثون عن الجديد، وعن الحركة التي تكسر روتين الصيف، وتذيب ثلوجه المتراكمة.
جميل فرحان اليوسف
سكاكا الجوف

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved