| عزيزتـي الجزيرة
قيل للحسن البصري يا أبا سعيد كيف نصنع؟ نجالس اقواماً يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير فقال: والله إنك ان تخالط اقواماً يخوفونك حتى يدركك أمن خير من ان تصاحب أقواماً يؤمنونك حتى يدركك الخوف اننا جميعاً مقبلون على رحلة وأي رحلة، وسفر ياله من سفر، انها رحلة وسفر للدار الآخرة. قال سبحانه «كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ومالحياة الدنيا الا متاع الغرور» نعم اخي ان هذه الدنيا متاع الغرور والآخرة هي دار الحيوان، فهل من مشمر لجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين نسأل الله من فضله. اخي أمَّا عن الرحلة فهي عظيمة ولعظمها قال النبي صلى الله عليه وسلم «لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً» اي والله والذي لا اله الا هو لو علمنا حقيقة الموت وشدته، والقبر وظلمته ويوم القيامة وكربته والصراط وزلته، ثم لو تأملنا الجنة ونعيمها والنار وجحيمها لتغيرت احوالنا قال بعض السلف يقال لبعضنا تريد ان تموت؟ فيقول لا فيقال له لم؟ فيقول حتى اتوب واعمل صالحاً فيقال له: اعمل، فيقول سوف اعمل ولايزال يسوِّف حتى يأتيه الموت على غير توبة ولا عمل صالح. انا واثق انك لا تحب ان تكون نهايتك هكذا..اذن قدم لنفسك توبة مرجوة قبل الممات وقبل حبس الألسن.
بادر بها غلق النفوس فانها
فخر وغنم للمنيب المحسن |
صالح بن مبروك بن عوبدان الصيعري
شرورة
|
|
|
|
|