| عزيزتـي الجزيرة
كثيراً ما نقرأ ونرى ونسمع عن مشكلة اجتماعية خطيرة وهي «العنوسة» والغالبية ان لم يكن الكل يربطون هذه المشكلة بسبب رئيس ألا وهو «غلاء المهور». ولكن لنكن واقعيين ونتأمل الوضع الحاصل في مجتمعاتنا، ونلقي الضوء على الزواج من البداية حتى النهاية.. ونقول: أيها الناس، ان تحدثتم عن غلاء المهور ودعمه لمشكلة العنوسة، فتذكروا انكم تكلفون أنفسكم أموراً لا تعني من الضرورة شيئا سوى المظاهر «والكشخات» والتقليد الأعمى والتنافس غير الشريف بصراحة . فالشاب قبل ان يفكر بالمهر عليه ان يفكر أطول «بليلة الزفاف، وتلك التكاليف الحادثة فيها دونما سبب يذكر».. فلماذا المبالغة والإسراف وذبح أعداد هائلة من الجمال أو الخراف والمشروبات المنوعة، وقصر الأفراح الضخم أو الفندق الراقي.. لماذا فرق «الطقاقات» التي لن تعطي الزفاف جواً غير الضوضاء والموسيقى الصاخبة؟ ولماذا أفعل في ليلة زيارة زوجتي لأهلها كما فعلت في ليلة الزفاف؟ هل من المعقول ان اتحمل كل هذه الأشياء! وقبل هذا كله، ليلة الخطوبة وما بها من «مصائب» يندى لها الجبين.. أيها الأعزاء لماذا تشتري الفتاة «فستانا» يصل إلى مبالغ طائلة لا تلبسه أكثر من 3 -4 ساعات، لماذا المبالغة في شراء الذهب والمجوهرات، أليست الفتاة وزوجها أحق بهذه الأموال؟ هل من المعقول ان يرضى الناس لبناتهم بالعيش تحت وطأة الديون.. ستقولون لي كيف يحدث هذا؟ وسأقول لكم بأن الشاب لن يطيق كل تلك التكاليف أبداً، لذا سوف يلجأ إلى الدَّين والشراء بالأقساط الشهرية التي سيظل سنوات طويلة تحت وطأتها.. فالأثاث والمهر والاحتفال كلها بالتقسيط، فمن أين سيؤمِّن الشاب له ولزوجته متطلبات الحياة بعد الزواج.. لاسيما وانه سيرزق بإذن الله بأطفال فتزيد مسؤولياته، ويلجأ لتوسيع دائرة الديون.. أيها الآباء.. أيها الشباب «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» اقتصدوا في كل شيء واختصروا في ليلة الزفاف، اجعلوها عائلية، ووالله ان ظل الوضع كما هو عليه لنظل نعاني من مشكلة العنوسة وغيرها.. علِّقوا جرس الاصلاح، ودقوا طبول الحرب على عادات تسبب لنا الكثير من الدوامات والمتاهات في المستقبل.
وكم نفرح عندما نسمع عن والد جهز ابنته ليلة خطبتها ورفض حفلة الزواج.. وأعاد مبلغاً من المال.. بهذه الطريقة ضمن سعادة ابنته، وكسب احترام زوجها من البداية.. أين نحن من هذه الأشياء؟ وإلى متى سنظل خائفين، الكل يخاف، الكل متردد، ولا أحد يرضى بأن يكون «كبش الفداء» كما يقال، صدقوني الأمر لا يريد سوى نيّة صادقة، وتعاون من الجميع، وعلى الأقل اعملوا على زرع هذه الأفكار في عقول أجيالنا القادمة علّهم يجدون الأمر عادياً وسهل التطبيق.
إذاً فالمسألة تتعدى غلاء المهور إلى ليلة خطوبة، ليلة زفاف، ليلة زيارة لأهل الزوجة «الزروة».. طقاقات، ذهب، مجوهرات، فنادق، قصور أفراح.
وكان الله في عون المقبلين على الزواج..
جميل فرحان اليوسف
سكاكا الجوف
|
|
|
|
|