| الاقتصادية
* أبها سعيد آل جندب وحسن غرامة:
دأب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير على تأكيد ان السياحة في المنطقة ماهي الا مصدر رزق لأبناء المنطقة وعامل أساسي للتنمية في جميع أوجهها وقد لاحظ سموه ذلك بقوله:
أصبحت السياحة حتمية اقتصادية للمملكة بوجه عام وذلك بعد أن أنشأت الهيئة العليا للسياحة التي تهدف لقيام مشروع سياحي داخلي في كل منطقة لاستعادة أبنائنا المسافرين للخارج بغرض السياحة في مناطق غير مأمونة ولتوفير المليارات التي تنفق في السياحة الخارجية. وتعتبر السياحة ضرورة حياتية هامة بالنسبة لنا في منطقة عسير لتبرير مصادر رزق كريمة لأبناء المنطقة ولقد وفقنا الله كثيراً في انجاز مشروعنا السياحي الكبير بتضافر الجهود مجتمعة لذا علينا ان نعمل بذات الروح العالية للمحافظة على هذا المستوى الذي وصلنا إليه بالجهد والكفاح لأننا الآن في سنوات الاختيار وقد دلتنا تجارب السابقين في هذا المضمار ان استشعار كل مسؤول ومواطن مسؤوليته عن المشروع هو الضمان للمحافظة عليه وتطويره. وأبان سموه لقد كنا نعي تماماً منذ أول خطوة من خطوات التنمية أننا متوجهون نحو السياحة وأن كل مايدور هنا من مشروعات وإن كان يؤدي خدمة لعامة المواطنين فإن خط السياحة كان واضحاً في منهجنا بل ربما كان هو الأساس.
وأكد الفيصل ان نجاح كل الجهود في مجال السياحة لم تتحقق على طبق من ذهب بل قام على التحدي الحقيقي والوقوف في وجه السلبيات وتعديل المفاهيم والاستفادة من الخطأ.. نعم فمشاكل قيام صناعة السياحة في عسير وسلبياتها لم تكن هينة. فكانت المشاكل الرئيسية تتمثل في ذلك المفهوم السائد لدى الناس بأن السياحة إباحية ومجون، تلك كانت معادلة السياحة الراسخة في الأذهان التي جعلت الناس هنا يتحرجون في البداية من مجرد التحدث عنها وساعد على ذلك ان اعلانات السياحة في الخارج دائماً ما تكون مصحوبة بصور لا تلائم عاداتنا وتقاليدنا، كذلك عندما بدأت أسرب حلم السياحة إلى المجتمع بادر البعض في عسير إلى مهاجمة المشروع فالتقيت ببعضهم وشرحت لهم أننا نسعى إلى إقامة سياحة نقية تتمشى مع ديننا الحنيف وأصولنا العربية حيث يستمتع السائح بجمال الطبيعة وطيب المناخ في حدود ما أحله الله من النعم وفي الوقت ذاته تدر عائداً طيباً للناس.
كان الانتقال بمجتمع كامل إلى مفهوم جديد وتوجيه إلى صناعة جديدة على تراثه يعاكسه مفهوم الناس الخاطئ ومن ثم تقاعسهم عن الاسهام في تنفيذ الحلم الذي كنا نخطط لتحقيقه من أجل مصلحة الوطن والمواطن. وكانت بداية التجربة السياحية الأهلية إنشاء شركة عسير بالمساهمة من المواطنين بعد معركة اقناع دامت طويلاً.
وذكر الأمير خالد بأن التجارب التي عاشها مع حلم تحقيق السياحة بمفهومها الصحيح والكبير قد أنضجته من أجل تحقيق حلمنا نجدف في بحر عاصف، تهددنا أمواجه العاتية حيناً فلا نيأس، وتهدمنا أمواجه العاتية أحياناً فلا ننعس، ينكسر منا مجداف فنستبدل آخر به ولو كان من عظامنا.. نعم فلقد كنا دائماً نؤمن بحق الوطن في قصارى جهودنا من أجل تحقيق الحلم وأخيراً وصلنا والحمد لله إلى بر الأمان وكانت محصلة مشوار السياحة الطويل وحصاد السنين العجاف والسمان.
|
|
|
|
|