| المجتمـع
بينت آخر دراسة سعودية عن السمنة في المملكة وأجريت على عينة قدر عددها ب 600 .18 شخص أن 35% منهم يعانون من زيادة الوزن و34% يعانون من السمنة فيما يعاني 4% من سمنة مفرطة.
* الرياض محمد القحطاني:
جاء ذلك في تصريح لاستاذ الأمراض الباطنية واستشاري أمراض القلب بكلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي أ.د منصور بن محمد النزهة الذي قال إن السمنة تنتج عندما يختل التوازن بين ما نستهلكه من طعام بمحصلته من سعرات حرارية وبين ما نصرفه من هذه السعرات الحرارية عن طريق المجهود الجسمي مثل الأعمال التي تحتاج الى مجهود جسمي أو ممارسة للرياضة وما تتطلبه العمليات الاستقلابية في أجسامنا من طاقة ويعتبر مؤشر «منْسب» كتلة الجسم هو أدق مقياس معمول به في الوقت الحاضر لقياس الوزن ويمكن قياس مؤشر كتلة الجسم عن طريق تقسيم وزن الجسم بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر ويكون الوزن طبيعياً إذا كان المؤشر بين 5. 18 و25 كيلوجراماً للمتر المربع وإذا كان المؤشر 25 و9. 29 كيلو جراماً للمتر المربع فيعتبر ذلك زيادة في الوزن أما إذا زاد المؤشر عن 30 كيلو جراماً للمتر المربع فإن ذلك يعتبر سمنة ومن السمنة ما يسمى بالسمنة المفرطة وذلك إذا زاد المؤشر عن 40 كيلوجراماً للمتر المربع فلو أن شخصا وزنه 90 كيلوجراماً وطوله 7 .1 متر فإن مؤشر كتلة الجسم هو 14 .31 كيلو جراماً للمتر المربع وهذا يضعه في عداد المصابين بالسمنة.
وأضاف أنه يزيد خطر الإصابة بالأمراض المصاحبة للسمنة كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم. والأمراض المصاحبة للسمنة عديدة جدا وتصيب معظم الأجهزة في أجسامنا مثل جهاز القلب والشرايين والجهاز التنفسي والجهاز الحركي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي كما أن السمنة تؤدي بالعديد من المصابين إلى الكآبة والقلق.
وتشير الإحصاءات إلى أن ما بين 45 الى 50 مليون أمريكي يعانون من زيادة الوزن والسمنة وفي دول الخليج تشير الدراسات إلى أن نسبة السمنة تتراوح بين 30 -40% بين البالغين وآخر هذه الدراسات عن مدى انتشار السمنة بين البالغين ودراسة أمراض شرايين القلب لدى السعوديين والعوامل المؤدية اليها واتضح من هذه الدراسة المدعمة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن من بين العينة التي فحصت وهي 600 .18 شخص في الأعمار بين 30 - 70 سنة أن 35% منهم يعانون من زيادة الوزن و34% يعانون من السمنة منهم 4% يعانون من سمنة مفرطة وهناك أرقام مماثلة في دراسات من دول الخليج العربية وجمهورية مصر العربية ولا شك أن هذه الأرقام تعتبر عالية جدا مقارنة بالأرقام العالمية.
وحول آثار السمنة على القلب والأوعية الدموية ذكر الدكتور النزهة قائلاً: آثار السمنة على القلب والشرايين عديدة منها ماهو مباشر حيث ثبت من الدراسات الحديثة العلاقة المباشرة بين السمنة والإصابة بأمراض شرايين القلب وبهذا تصبح السمنة من عوامل الخطورة الرئيسة بالاضافة لأمراض شرايين القلب.
كما أن السمنة عامل هام في الإصابة بالعديد من الأمراض المسببة لأمراض الشرايين ومن هذه الأمراض وأهمها الإصابة بمرض السكر. فكلما زاد الوزن أصبح الشخص معرضاً لمرض السكر ومرض ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولوسترول والدهون الثلاثية بالدم وتنخفض نسبة الإصابة كلما سارع الشخص في اتباع الوسائل المؤدية لخفض وزنه.
كما أن زيادة الوزن قد يصاحبها انخفاض في الكولسترول الحميد كل هذه العوامل تؤدي بشكل كبير الى زيادة نسبة إصابة الشخص بأمراض شرايين القلب والشرايين الأخرى بالجسم وأهمها شرايين الدماغ وشرايين الأطراف السفلى.
كما أشارت عدة دراسات إلى أنه كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم كلما زاد معدل الوفيات ومعدل اعتلال الصحة والإصابة بالسكتة الدماغية والإصابة بالتخثر «جلطة» الوريدي في الساقين.
أما السمنة المفرطة وهي التي تحصل عندما يزيد مؤشر كتلة الجسم عن 40 كيلو جراماً للمتر المربع فإنه يصاحبها زيادة كبيرة في حجم الدم وزيادة في النتاج القلبي «كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة» تبعاً لزيادة حجم الدم في البطين الأيسر خلال استرخاء القلب.
وأبان استشاري أمراض القلب أن زيادة حجم الدم وزيادة النتاج القلبي إذا استمرت تؤدي الى تضخم عضلة القلب ولقد أوضحت العديد من الدراسات أن تضخم عضلة القلب عامل هام من عوامل الخطورة للإصابة بالعديد من المشاكل القلبية والدماغية مثل الإصابة بقصور القلب واضطراب ضربات القلب والسكتة الدماغية وتزداد معدلات الإصابة بهذه الأمراض كلما زاد حجم تضخم عضلة القلب «كتلة القلب».. بالاضافة الى اثار السمنة بشكل عام على الصحة فقد أوضحت الدراسات في السنوات الأخيرة الأضرار الصحية لسمنة البطن حيث ثبت أن هناك علاقة وطيدة بين «سمنة البطن» والإصابة بأمراض شرايين القب ومرض السكر وتزداد النسبة ازديادا كبيرا إذا زاد قطر البطن عن 102 سم لدى الرجال وعن 88 سم لدى النساء.
كما أشارت الدراسات إلى أن خفض الوزن بنسبة 5 10%
واستطرد الدكتور النزهة قائلا باختصار فإن السمنة يمكن أن نسميها «أم الأمراض» تصيب صاحبها باعتلال بالصحة وتؤثر على معظم أجهزة الجسم أما القلب والشرايين فإن السمنة يمكن أن تؤدي الى الإصابة بأمراض شرايين القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وتجلط الأوردة في الساقين.
إن السمنة اصبحت وباء يجتاح العالم بأسره وارتفعت نسبة الإصابة بهذا الداء بسبب الخلل في التوازن بين الناتج من السعرات الحرارية من استهلاك الطعام وبين ما يستهلك من هذه السعرات ومع الرخاء الاقتصادي في بعض الدول ومنها دول الخليج العربية فان هذه الدول أصبحت أكثر الدول عرضة للإصابة بالأمراض الناتجة عن السمنة والذي يكلف الفرد والمجتمع اعتلالا في الصحة وارتفاعاً للفاتورة الباهظة الثمن لعلاج هذه الأمراض.
ومن ما يمكن عمله للحد من آثار السمنة؟ قال الدكتور منصور النزهة على المستوى الفردي يمكن الوقاية من الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن بمراقبة الوزن بشكل دوري بقياسه على الأقل مرة في الأسبوع وممارسة الرياضة بشكل يومي وعلى الأقل نصف ساعة في اليوم أما الغذاء فمن المهم أن يحتوي على العناصر الغذائية التي تحتوي على سعرات حرارية أقل مثل الفواكه والخضروات والابتعاد عن الإكثار من السكريات والنشويات والدهون، أما على مستوى المجتمع فإن وزارات الصحة في البلدان المعنية يقع على عاتقها الشيء الكثير من نشر الوعي بشكل مكثف ومستمر وكذلك العمل مع وزارات المعارف وإدارات تعليم البنات للوقاية من اكتساب السمنة في زمن مبكر.
كما أن توفير أماكن لممارسة الرياضة في الأحياء وفي أماكن العمل أصبحت ضرورة ملحة من أجل صحة وسلامة المجتمع.
|
|
|
|
|