| مقـالات
عيادات طب الأسنان في الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة وكذلك المستشفيات الكبرى المماثلة في الوزارات والمصالح الحكومية الأخرى .. معظم هذه العيادات في واقعها الحالي أصبحت بتواضع عطائها وربما لضعف إمكاناتها أو بسبب مواعيدها الطويلة، صارت نقطة عبور وهمزة وصل وجسرا إجباريا لأقسام ومراكز طب الأسنان التي تتواجد بالمستشفيات والمستوصفات الأهلية والعيادات الخاصة. نعم صارت بوصلة تشير وتوجه إلى العيادات الأهلية التي تشط في أسعارها إلى درجة تفوق طاقة وإمكانات السواد الأعظم من ذوي الحاجة وما أكثرهم! وأصبح مراجعوها بين نارين إما الصبر والمكابدة والتردد على عيادات حكومية شبه معطلة أو وئيدة الخطى في إنتاجها أو بعيدة المدى في موعيدها التي تتعدى الشهور إلى السنوات .. والحل الآخر كما أشرنا هو ضغط المصروفات أو الاستدانة من أجل اللجوء إلى العيادات والمراكز الأهلية التي يقوم غالباً بإدارة أعمالها والعمل في ورشها ويتحكم في دهاليزها وأسرارها وتحديد أسعارها فئة ملحوظة من الأطباء الرسميين الحكوميين الذين جعلوا مواعيد العمل فيها بينهم بالتناوب بحكم أن عملهم الأساسي والرسمي والرئيسي في القطاع الحكومي ولكن شتان بين الاهتمامين حول المواظبة والمتابعة والاهتمام والنصح الخالص ومضاعفة العطاء والإنتاج. والأدهى والأمر في عالم التعامل مع مرضى الأسنان بين القطاعين هو أن المراجع للعيادات الحكومية وبعد انتظار طويل أو واسطة كبيرة أو خبطة حظ يتم الكشف عليه كيفما اتفق وبكل برود وأحيانا يقوم بالمهمة الفني أو الفنية التي تعمل بجانب الدكتور أو القسم الذي يعمل فيه ويكتفي الدكتور احياناً بالإرشاد أو يكتب علاجا شبه مسكن أو جزئيا وليس فعالاً، يعقبه موعد إذا لزم الأمر يصل مداه إلى عدة أشهر يكون المرض خلالها قد استفحل في أسنان المريض وربما تعداه إلى اللثة التي يتكىء عليها وأجزاء أخرى من الفم. أما إذا وصل الأمر إلى العيادات الخاصة أو ما يسمى بمراكز طب الأسنان الأهلية فالزاوية تنفرج 180 درجة، فهناك سرعة المواعيد والدقة في الفحص ومعرفة أسباب الداء وتوفر العلاج الفعال المثمر مع شيء من المبالغة في الوصف وتهويل الأمر من أجل ألا يتردد الزبون في تأخير العلاج أو يتلكأ في الاستسلام للأسعار الخيالية بقيمة العلاج وتقويم وتجديد أسنانه، وهنا أيضاً نسمع عن الأعصاب المعطوبة وفك ارتباطها مع الأسنان المطلوب توضيبها ونسمع عن الجسور اللازمة والأوتاد الذهبية وأهمية تلبيس الأسنان وحدث عن مثل هذه الأمور ولا حرج. ونحن هنا لا نلوم ولا نعترض ولا نستكثر أن يقوم أطباء الأسنان من سعوديين ومتعاقدين بتحسين ظروفهم المادية أو استغلال ما يوجد لديهم من فراغ خارج وقت الدوام الرسمي الأساسي، ولكن نأمل ونطالب بالمواءمة والموازنة العادلة بين العمل الأساسي والعمل الإضافي وأن يضاعفوا الجهد مع تلك الفئة محدودة الدخل التي لا تملك الإمكانات والقدرات على تحمل أعباء تكاليف العيادات الخاصة التي تصل احيانا إلى عشرات الألوف، كما نرجو منهم في الدوام الرسمي اختصار المسافات في المواعيد التي تتعدى الشهور إلى سنوات يكون فيها العطب في اللثة والأسنان قد استفحل واستحال علاجه كما هو الحاصل في الكثير من الحالات في عالم «الغلابة» والمساكين الذين يعيشون على رزق يوم بيوم، كما نقترح في سياق هذه الإلمامة تحويل بعض المراكز الصحية الحكومية إلى مراكز لطب الأسنان للتخفيف عن معاناة الكثرة الملحوظة من المراجعين. وبتوفر العلاج وسهولته نكون قد قضينا على عقدة الانتظار ومعاناة المرضى مع هذه العقدة المزمنة.. وما نريد إلا الخير للجميع. والله من وراء القصد.
للتواصل فاكس 4786864 الرياض
|
|
|
|
|