| مقـالات
الحمى المجنونة والمستشرية لجمع المال بأسرع وقت وبأقصر الطرق تجعل من أشياء كثيرة تضيع «في الرجلين»..
والصحة ضائعة في كثير من المواقع بسبب هذا الجشع والنهم لجمع المال واعتباره كفاية وليست وسيلة لحياة هادئة ومستقرة.
فالأكل يتسمم لأنه يُطهى بأقل تكلفة ولأن المزارع التي يجيء منها ليست سليمة فهي ترش بالكيماويات حتى لا تذبل ثمارها وسيان إن مات آكلوها أو ذبلت صحتهم.. المهم ان يكون ذلك بعد أن يدفعوا..
والمؤسسات تتسابق على جلب العمالة، وتختيم أوراق الدخول يتم بسرعة وسط التزاحم والأطباء لايدققون كثيراً في الكشف لتراص الصفوف وللضغط على أعصابهم.
وإسكان العمالة رديء خانق تحرقه الشمس وتتراص فيه الأجساد وكأنها أكياس قديمة.. فتتصاعد روائحها وتهاجمها البكتيريا وتمتد الأظافر لتمسك الجلد المجروح ويتكاثر المرض.. وينتشر ولربما أصاب أول ما أصاب جالب العمالة ذاته.. وينتشر المرض وينتقل من مستوصف إلى آخر..
وتنتشر العدوى والبكتيريا وتصيب أناساً لم يجلبوا العمالة ولم يكسبوا من ورائها!
إننا في حرب حقيقية مع بكتيريا الطمع التي هاجمت واستفحلت دماء بعض تجارنا من مواطنين لم يعد يهمهم إن أضروا بمصالح الناس أو أحسنوا..
واستصعب الأمر على هيئات الرقابة في التجارة والصحة والبلديات ووزارة العمل..
فالمطاعم والمقاهي.. وإسكان العمال وأسواق الخضار واللحوم التي تبيع ما انتهى مدته أو فسد.
لقد استشاطت حمى الطمع فاستدخلت عقول الفتيات أيضاً..
فلم يعدن يحلمن بالشاب الوسيم الرقيق الصالح المستقيم العامل المستقر..
أصبحن مهووسات بالجيوب العامرة بالمليون والاثنين ولايهم بعد ذلك ان يكون الزوج في الثلاثين أو السبعين المهم أنه عامر الجيب بالملايين.. ومن هنا استشرت حمى الطمع في قلوب الشيوخ قبل الفتيان فما الذي اختلف..
وما الذي تغير..
وكيف تسارعت بنا الأيام وارتبكت مستويات التفكير وسقطت متأثرة بعولمة الاقتصاد..
فلا يهم أن يكون لك مبدأ تحارب من أجله.. المهم الآن ان تساير أنت المبدأ الذي يكسب ويفوز في النهاية وتجني من ورائه الربح!!
الأمن الصحي والغذائي والفكري مسؤولية الجميع فهل أدى كل منا دوره بأمانة!!!
fatmaalataibi@ayna.com
26695
الرياض 11496
|
|
|
|
|