| شرفات
هناك نبات يستطيع النمو والازدهار في المستنقعات الطينية الرخوة، حيث تكون التربة رديئة التهوية ومشبعة بالماء وغنية بالبقايا النباتية المتحللة وترتفع فيها نسبة ثاني اكسيد الكربون الناشئ عن تحلل المواد العضوية.
ولا تجد جذورة النباتات النامية فيها كفايتها من الاكسيجين اللازم لتنفسها في التربة، ولذلك تنبثق من الاجزاء السفلية المخمورة لهذه النباتات جذور عرضية تنفسية تتجه الى اعلى سطح التربة الطينية لتستدر الاكسيجين استدرارا مباشرا من الجو.
ومن امثلة هذه النباتات نبات« ابن سينا» او «الشورة» الذي يعيش في بعض جزر البحر الاحمر بالمياه المصرية على هيئة شجيرات وتبدو التربة بسبب غزارة نمو هذه الشجيرات التي تكسوها وكأنها بساط اخضر ممهد لتطأه اقدام الانسان ولا يدري الذي يسوقه سوء الطالع الى اقتحامها انها تربة طينية مفككة هشة تغوص فيها الاجساد حتى اذا ما سار عليها الانسان ثقلت عليه فلا يستطيع الفكاك.
ولذلك عرفت البيئة النباتية باسم «مقابر الانسان» وكم اودت بحياة الكثيرين من الرحالة وغيرهم من احياء وعرفت النباتات التي تنمو فيها بمصايد الانسان، لانها تخفي عن الانسان مدى تفكك وتسيب ما تتوسدها من تربة حتى تودي به.
ولا يهدف تمويه نبات «الشورة» الى استيفاء الاحتياجات الغذائية للنباتات اكلة اللحوم او اغناء التربة بالمواد العضوية الناتجة عن تحلل الاجساد في بيئة النباتات صائدة الانسان فحسب، وانما يعد ذلك ايضا من الاليات الدفاعية للنباتات التي اودعها فيها الخالق جل وعلا، فلو لم تطو الانسان هذه التربة الرخوة لعاش فيها فسادا وتخريبا، ولتناول شجيرات نبات الشورة بالبتر والفناء.
واذا كانت النباتات الصائدة للانسان تودي بحياته حفاظا على حياتها، وما قد يسببه لها من اذى او دمار، فهناك كذلك نباتات تحتوي على مواد سامة او قاتلة لبعض الحيوانات مثل نبات« بصل فرعون» الذي تحتوي ابصاله على مادة العنصل السامة للفئران، ونبات «شيح سينا» الذي يحتوي على مادة «السانتونين» القاتلة للديدان.
|
|
|
|
|