|
| شرفات
* أجرت الحوار/ تهاني الغزالي
نلاحظ في حياتنا اليومية أن الناس يختلفون في ذكائهم ونلمس هذا الخلاف في كل مظهر بشري من مظاهر الحياة في المصانع بين العمال وحتى الدواوين بين الموظفين، وفي المدارس بين التلاميذ، وفي دور الأعمال بين مختلف أعمالها.. ولهذا سعى العلماء لاكتشاف الأسباب التي أدت إلى تفاوت نسب الذكاء بين الناس، والعمل على تحديد أفضل السبل لرفع مستوى ذكاء الأفراد باعتبار ذلك مهمة وطنية توفر على الدولة الكثير من الأموال الطائلة التي قد تهدر على أفراد لم يسعوا لرفع مستوى ذكائهم للتعايش والتعامل بكفاءة أفضل في بيئتهم.. ولهذا التقينا بالأستاذة الدكتورة نورة السليمان أستاذ الموهبة والتفوق بجامعة الملك سعود للاجابة على عدة أسئلة تتعلق بقضية التفوق ورفع مستوى الذكاء.
* ما هي العوامل التي تؤثر على مستوى الذاكرة والذكاء؟
في البداية أود أن أنبه إلى أننا عند ما نتحدث عن مستوى ذكاء الشخص لا ننكر عليه وجود عنصر الذكاء وحتى وإن كان متدنيا، وبالنسبة للعوامل التي تلعب دوراً في تحديد مستوى الذكاء نجد أنها متعددة ويمكن حصرها بما يلي:
عوامل وراثية لم يكتشف العلماء إلى الآن إلى أي مدى تؤثر في مستوى ذكاء الانسان وعوامل تربوية وبيئية تلعب دور كبيراً في تحديد مستوى ذكاء الفرد، لأن الانسان يتأثر منذ طفولته بما يقال عنه وخاصة بما يقال عن مستوى ذكائه، أثناء مراحل تطور الذات الانسانية والتي تمر بثلاث حالات، الأولى: تسمى الحالة الأبوية وتكون فيها الطرق المستقل لكل الأمور التي تعيننا على تعلم القوانين الأولى للحياة ولكن بدون أن نفهم الأشياء التي نكتشفها، أي نكون مقلدين فقط. والحالة الثانية: تسمى بالحالة الطفولية التي يبدأ الطفل خلالها بتكوين مشاعر وردود فعل تجاه ما تعلمه، فيبدأ بالمقارنة ويصبح شغوفاً بها، ثم يتعلم كيف يتملص من مسؤولياته، ويطور من رغبته في التملك، أما الحالة الثالثة والأخيرة: تسمى بالحالة الناضجة وفيها يتعلم الطفل كيف يستنتج ويتوقع، وكيف يجد البدائل، وتحديد الاختبارات المناسبة.
العامل الثالث متصل بدرجة اعتماد الفرد على ذاكرته، هل ذاكرته لفظية، أم رقمية، لأن هناك أشخاصاً ذاكرتهم قوية في مجال دون مجال آخر، كأن يكون متميزاً في نظام الصور وحفظها أكثر من نظام اللغة والأرقام.
العامل الرابع: متصل بالأساليب المتبعة أثناء عملية التفكير. هل هي واقعية أم مثالية، أم نمطية أم ابداعية أم علمية.
* هل للأم والأب دور في رفع مستوى ذكاء الطفل؟
بالتأكيد نعم وهذا ما أكدته إحدى الدراسات الميدانية التي بينت أن الطفل ذا الوالدين اللحوحين يتابعان دروسه ويشجعانه على الملاحظة والاستنتاج وينميان به الثقة بالنفس يحقق 124 علامة في اختبارات الذكاء، بينما الطفل ذو الوالدين العاديين لا يتابعان دروسه رغم أنهما لا يحولان دونه ورغباته بالاستكشاف وحب الفضول يحقق 110 علامات، أما الطفل ذو الوالدين القلقين «دوماً» متخوفين على مستقبله ومن مرافقته الآخرين، ومن فشله، فيحقق 107 علامات، على حين حصل الطفل ذو الوالدين «المتسلطين» اللذين يريدان فرض سيطرتهما وتسييره بكل شيء أو التدخل بمشاكله والعمل على حل كل مشاكله بنفسيهما يحقق 97 علامة.
* كيف نفهم أنظمة الذاكرة؟
في الدماغ أنظمة لحفظ المعلومات بحيث تسهل على الشخص فهم ما يجري من حوله وتسهل عليه عملية تعلم الأمور الجديدة والاستفادة من خبراته القديمة.
1 فالأنظمة المستعملة لحفظ المعلومات تكاد تكون متخصصة جداً، وقد عدد العلماء نحو «26» نظاماً أهمها نظام حفظ اللغة من كلمات وعبارات ملفوظة ومكتوبة، ويمكن ادماج نظام الأرقام بهذا النظام اللغوي.
2 نظام حفظ الصور من وجوه وأشكال وتخيلات ورسوم ومخططات.
3 نظام المهارات من حرف يدوية وفنية وألعاب ومهارات فردية.
4 نظام حفظ العواطف من غضب وسرور وحب وكره وخوف وحزن.
5 نظام حفظ المفاهيم: وهو النظام الذي يمكننا من سرد الأحداث والمعلومات بأسلوبنا الخاص وبصيغة شخصية.
* ما الأساليب المثلى التي يمكن أن يتبعها الفرد لتثبيت المعلومات؟
أ) التمرين المتكرر ضروري لحفظ المهارات.
ب) التركيز على المعلومات الجديدة أمر هام سواء أثناء التمرين على مهارة ما أو على حفظ معلومات لغوية أو صوتية أو صورية.
ج) والأهم من التركيز هو التعمق ومعرفة وفهم كل صغيرة وكبيرة.
ونسبة كل جزء من أجزاء المعلومات الجديدة إلى بعضها البعض وفهم الصلة بين هذه الأجزاء جميعها وفهم الهدف من ترابط هذه الأجزاء بعضها البعض.
د) التخيل والتطبيق يثبتان المعلومات وهما إما مرحلة من مراحل التعمق أو مرحلة ما بعد التعمق.
ه) أثناء صم الكلمات غير الشائعة أو الجمل غير الشائعة يلجأ الانسان إلى قانون التكرار وكذلك إلى التسميع.
* ما هي الأسباب التي تعيق خروج هذه المعلومات من مكان حفظها؟
هناك عدة عوامل تعيق التذكر، نذكر منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر:
أ) اختلاف مكان التذكر عن مكان التعلم خاصة بمسألة المهارات.
ب) نوعية الحاجة للتذكر، فإذا كانت ردة الفعل سلبية تمت الاعاقة.
ج) الوقت الذي يمر بدون استعادة ما حفظناه من معلومات.
د) الانطباع الشخصي عن المعلومات أثناء حفظها.
ه) المفهوم والترابط الخاطئ، كأن نفهم المعنى خطأ منذ بداية أو نسمع أو نقول الكلمة خطأ.
و) عدم تمرين الذاكرة وعدم بذل مجهود للتذكر، وافتراض عدم التذكر.
* كيف نرفع مستوى ذكاء الأفراد؟
هناك عدد من الخطوات العملية التي تساعد على رفع مستوى الذكاء تعتمد على الحافز باعتباره المحرك الذي يدير تصرفات الفرد فبدونه لن ينقض الفرد على الكتب المدرسية من أجل أن يتفوق، وكذلك التركيز الذي يساعد الانسان على استقبال المعلومات الجديدة بدون تعريضها للتشويش، وتحليلها أيضاً من أقصر وقت وبأقل جهد ممكن.
إلى جانب الجهد والالهام فالعبقرية 50% منها الهام وقتي وخمسون 50% «جهد» والجهد هنا لا يعني أنه كافٍ للتوصل إلى الهدف لمجرد أنه وجد بل المطلوب هو الجهد المنظم، والموجه والذي يستفيد من الفشل السابق، وفي الأخير تنمية دقة الملاحظة وسرعة البديهية.
* النصيحة التي توجهينها للطلبة والطالبات؟
أقول أولاً لأولئك الذين يجدون صعوبة في البقاء في مقعد الدراسة لفترة طويلة، ومن الذين تسوقهم ميولهم الشديدة من أحلام اليقظة أو مشاهدة تلفزيون أو زيارة الأصدقاء أو لعب الورق والألعاب الالكترونية بعيداً عن الدراسة فعليك بما يلي:
1 ادرس شخصيتك.
2 وكن صريحاً مع نفسك.
3 اعمل على توزيع وقتك.
4 إذا كنت تشعر بالذنب لاهمالك طيلة الفترة الماضية حول من هذا الشعور طاقة قوية لتدفعك إلى الأمام، فالشعور بالذنب وحده لا يكفي لحل مشاكلنا خاصة إن لم يصطحب بعمل جاد ومثمر.
5 استفد من شرح المعلم وانس أو تناسى عدم حبك للمعلم أو حتى للمدرسة.
6 اسأل مدرسيك نصحهم واقتراحاتهم.
أما الطلاب الذين لا يذكرون إلا عند قرب الامتحانات فقط فأقول لهم:
1 اقرأ بتركيز وضع خطوطاً حول التواريخ والعناوين والأسماء.
2 اكتب كل ما رسمت تحته خط وما أشرت إليه بسهم.
3 لخص المواضيع الهامة.
4 احفظ هذه المعلومات مستعيناً بالرسم التوضيحي والكتابة والتأمل.
5 اذهب إلى النوم مبكراً.
|
|
|
|
|
