| عزيزتـي الجزيرة
لقد اطلعت على كتاب «التعليم العالي في الوطن العربي الطريق الى المستقبل» للدكتور علي أحمد مدكور وقد أوضح المؤلف أن العالم العربي رغم الطفرة الكمية في التعليم إلا أنه يعاني من اضطراب في الدماغ المغذي للعملية التربوية بأكملها ويقصد بذلك الفلسفة الاجتماعية والفلسفة التربوية المنبثقة عنها وبالتالي فهو يعاني من اضطراب في السياسات التعليمية عموما وفي سياسات التعليم العالي على وجه الخصوص ومن ثم في الاستراتيجيات والخطط والبرامج وتطرق الى أنه لا يمكن أن نواجه الثورة المعرفية والتكنولوجية وتحديات المستقبل في القرن الحادي والعشرين ونحن بهذه الحالة الا بإعادة النظر في الأمر كله ابتداء بالفلسفة التربوية والسياسات التعليمية وإعادة النظر في هيكل النظام التعليمي واقامته على مفهوم الشجرة التعليمية بدلا من مفهوم السلم التعليمي وإعادة النظر في أهداف التعليم العالي والجامعي وفي سياسة القبول والإلتحاق به وفي تنوع البنى والأشكال الخاصة وفي تعدد نقاط الدخول اليه والخروج منه وتعدد نقاط العبور بين أنواعه. ولا بد من إعادة النظر في مناهجه وفي منهجيات التدريس فيه. ولا بد من إعادة النظر في أمور إدارته وتمويله وفي ربطه بمؤسسات الانتاج والخدمات وكذلك إعادة النظر في نظام كليات التربية الحالي ولا بد من سياسة جديدة لإعداد المعلم الجامعي .
وقد اشتمل هذا الكتاب على أربعة بحوث الأول بعنوان سياسات التعليم العالي في الوطن العربي؟ الطريق الى المستقبل وقد أجاب على الأسئلة التالية:
1 ما مفهوم السياسة التعليمية وماعلاقتها بالفلسفة الاجتماعية والفلسفة التربوية والخطط والاستراتيجيات .
2 ما واقع السياسة التعليمية للتعليم العالي في الوطن العربي .
3 ما التغيرات التكنولوجية والمعرفية، وما ضغوطها وتحدياتها التي ينبغي ان يستجيب لها التعليم العالي.
4 ما السياسات الجديدة التي ينبغي ان توجه الى التعليم العالي كي يسهم في بناء البشر القادرين على مواجهة التحديات المعرفية والتكنولوجية والانطلاق في بناء المستقبل.
والبحث الثاني العلاقة التكاملية بين التعليم العام والتعليم العالي والبحث الثالث التعليم العالي والجامعي في أقطار الوطن العربي التحديات والرؤى المستقبلية وقد ركز هذا البحث على ثلاثة مجالات:
1 تحديد مفهوم العولمة والكوكبة، والأسباب التي أوجدتها والتحديات التي خلفتها.
2 وصف الوضع الحالي لواقع التعليم العالي والجامعي والبحث العلمي في أقطار الوطن العربي.
3 محاولة رسم هيكلية ومنهجية جديدتين لنظام التعليم الجامعي والعالي والبحث العلمي الذي تدخل به الأمة الى القرن الواحد والعشرين ولتسهم به في بناء المستقبل وإعمار الحياة.
والبحث الرابع والأخير: التجارب والأنماط المستخدمة لإعداد المعلم في كليات التربية بجامعات دول مجلس التعاون الخليجي وقد أجاب على السؤالين التاليين:
1 ما واقع نظام إعداد المعلمين في أقطار الوطن العربي عامة وفي أقطار الخليج العربي بصفة خاصة من حيث مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها.
2 ما التصور المقترح لنظام إعداد المعلمين في ضوء تحديات العولمة والكوكبة ومتطلباتها من جانب وفي ضوء طموحات ومتطلبات التنمية الاجتماعية الشاملة .
من جانب آخر وفي الختام أوجه دعوتي الى أساتذة الجامعات والمعنيين بمؤسسات التعليم العام والجامعي بقراءة هذا الكتاب الذي يمثل تجربة طويلة لأحد رواد التربية في العالم العربي وقد أثرى المكتبة العربية بالكثير من البحوث التي تناولت أعداد المعلمين، تعليم الكبار وله مؤلفات كثيرة في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية وله خبرات كثيرة في العمل مع المنظمات الدولية والعربية مثل البنك الدولي ومنظمة اليونسكو والمنظمة العربية والمنظمة الإسلامية.
يقع الكتاب في 248 صفحة طبع سنة 2000م دار الفكر العربي القاهرة.
والله الموفق
منصور ابراهيم محمد الدخيل
مكتبة التربية العربي لدول الخليج
|
|
|
|
|