|
| أفاق اسلامية
يمر مجتمعنا بتحولات كبيرة قلما نشعر بها أو ندرك حجم الآثار المترتبة عليها ومن تلك التحولات ما يمس الدين والقيم والخلق فنحن قبل زمن ليس ببعيد كان الرجل أشد ما يكون غيرة على محارمه، فلا يمكن أن يترك ابنته أو قريبته في السوق وحدها!!
ولا يرضى أن تركب زوجته أو قريبته بمفردها مع رجل غريب وإن كانت المسافة قصيرة.. وإن انتفت الخلوة إثم في فترة وجيزة أصبح الأمر ذاته من الأمور العادية جداً فهناك أمور في نظر الكثيرين هي أشد خطراً.. حتى أننا بتنا نرى ونسمع أن من النساء والفتيات من يخرجن بصحبة السائق الأجنبي بمفردهن ليس للضرورة والحاجة فقط.. بل لقتل الوقت ومن أجل الترويح عن النفس وطرد السآمة والملل.. فيخرجن بكامل زينتهن.. تفوح منهن العطور الراقية.. يتثنين والسائق يفتح لهن باب السيارة الخلفي إن لم يكن الأمامي!.
هذا شأن بعض نسائنا دون مبالغة لا يأبهن بالسائق الأجنبي يسقطن الكلفة معه ويقمن الألفة.. فلا حجاب كاملاً ولا تحفظ بل كلام ناعم وضحكات مجلجلة. أليست هذه بيئة خصبة لنمو البكتريا الضارة وانتشارها في مجتمعنا المسلم النظيف الطاهر؟!
ألم يقل صلوات الله وسلامه عليه «ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما»؟!
لا شك أن وجود رجل أجنبي قريب من المرأة يأتمر بأمرها مع ضعف الرقابة الذاتية ومع احتمال الضعف البشري الذي تزيد حدته مغريات العصر قد يُردي أو يجرّ إلى ما لا تُحمد عقباه! فإذا ابتلينا بالسائق الأجنبي لأي سبب من الأسباب فلابد أن يكون ذلك بضوابط وقواعد والا فسدت الحال واختلط الحابل بالنابل! ثم لابد لنا أن ندرك جيداً ونضع أمام ناظرينا دائماً أنه رجل غريب!
غريب عنا تماماً مهما طالت بيننا إقامته.. ومهما أظهر لنا أمانته! لابد أن ندرك أنه بشر.. أنه إنسان له غرائزه ومطالبه الجسدية.
وقبل أن أنهي حديثي أود أن أطرح هذه الأسئلة وأرجو من كل قارىء وقارئة الإجابة عليها..
مَنْ السبب في انعدام الغيرة عند الكثير من رجالنا؟!
ومن السبب في تواجد السائقين في الكثير من بيوتنا مع وجود الأب والأبناء؟! أهي التبعية والتقليد؟!
أم التربية الخاطئة للأبناء الذكور وتعويدهم على الاتكالية والتفلت من المسؤولية؟!
أم السبب انشغال الأولياء وعدم تفرغهم لبيوتهم وأسرهم؟! أم السبب الانفتاح على العالم بقضه وقضيضه حتى تزعزع ما لدينا من قناعات إسلامية عميقة الجذور؟!
هذه ظاهرة.. وقد تكون هذه بعض أسبابها ولكن ما العلاج؟!
* بريدة
|
|
|
|
|
