| أفاق اسلامية
* نيوزيلاندة عبد الله الخضيري:
نوه رئيس الاتحاد الإسلامي للجمعيات الإسلامية بنيوزيلاندة الدكتور أنور الغاني بالجهود المتعاظمة والمتواصلة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في خدمة الإسلام والمسلمين، ونصرة القضايا الإسلامية في مختلف دول العالم.
وقال الدكتور أنور الغاني في حديث ل «الجزيرة»: إن العلاقات القائمة بين الاتحاد الإسلامي والمؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية متنامية ومتطورة، مشيراً إلى أنه لدى الاتحاد الآن مشروع بناء المساجد في المدن الصغيرة، وأي مساعدة في هذا الجانب تكون مهمة ومشكورة، مؤكداً أن مسألة تأسيس المدارس والمساجد تعتبر من الأمور المهمة التي يجب انجازها.
وفي السياق ذاته أكد رئيس الاتحاد الإسلامي للجمعيات الإسلامية في نيوزيلاندة أهمية تأسيس المدارس الإسلامية، عازياً ذلك إلى أن أطفال المسلمين يتأثرون بالبيئة المحيطة بهم هنا والبعيدة جداً عن القيم الإسلامية، وقال: فإذا بنيت المدارس أمكن الحفاظ على أبناء المسلمين وتربيتهم وتعليمهم التعليم الإسلامي الذي يحقق لهم الحصانة ويحميهم من التأثر بغيرهم، ويكون تعليمهم ونشأتهم نشأة اسلامية حقة وصحيحة.
وأشار إلى أن علاقات الاتحاد جيدة مع رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، منوهاً بدور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في دعم الاتحاد وعلمائه، ولافتاً إلى حاجة الاتحاد إلى نسخ من ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الانجليزية، لأن المسلمين الجدد في حاجة إليها.
وتحدث الدكتور أنور الغاني عن تاريخ الإسلام في نيوزيلاندة، فقال: حينما نرجع للتاريخ عندما جاء أوائل المسلمين إلى نيوزيلاندة عام1920م، ثم في الخمسينيات وبداية الستينيات، حتى وصل عددهم وحوالي (700 800) مسلم آنذاك، فبدأوا ينظمون أنفسهم خصوصاً في أوكلاند، واتصلوا ببعضهم البعض منذ عام 1975م، وكانت لقاءاتهم في اجازة الأعياد في أوكلاند للتشاور حول كيفية الاجتماع، اذ لم يكن يوجد مسجد في تلك الولاية، وكونوا الاتحاد الإسلامي للجمعيات الإسلامية بنيوزلاندة «فيانس» بين عامي 1978 1979م، حيث جمع المسلمين في كل المدن الأخرى، وأثناء ذلك بدأ المجتمع المحلي في تنظيم الجمعيات.
وأبان الدكتور أنور الغاني أنه بحمد لله تعالى لدينا الآن من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال جمعيات للمسلمين، ومساجد ومراكز اسلامية بالمدن الرئيسية، وهذا يعد انجازاً كبيراً اذ كان عدد المسلمين عام 1975م حوالي (800) مسلم، والآن والحمد لله أصبح عددهم بين (24 25) ألف مسلم.
وشرح الدكتور أنور الغاني في سياق حديثه ل «الجزيرة» الواجبات والمسؤوليات المنوطة بالاتحاد الإسلامي للجمعيات الإسلامية في نيوزيلاندة وعلاقته بالحكومة، قائلاً: إن الاتحاد هو المتحدث الرسمي للمسلمين في نيوزلاندة، ومن هذا المنطلق نتعامل مع المنظمات المحلية، وكذا مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الإسلامية حول العالم، ومن بينها الموجودة في المملكة العربية السعودية كرابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، كما لنا علاقات قوية مع ماليزيا، والمجلس الاقليمي لمسلمي جنوب آسيا، وأيضاً للاتحاد علاقات قوية جداً مع «فيجي» باستراليا.
وأبان ان الاتحاد يمثل الدور الإسلامي مع الحكومة النيوزيلاندية، ويؤسس الاتصالات مع بقية العالم، وهو أيضاً يلبي احتياجات المسلمين هنا، كالمدارس، والمساجد، ومجالس الخدمات، وكذلك عرض الاسلام على غير المسلمين ودعوتهم للدخول في الإسلام، عن طريق عمل الحوارات والمناظرات، وندعو لها متحدثين معروفين لأن اللغة هنا في نيوزيلاندة هي اللغة الانجليزية، ونستدعي متحدثين من شمال أمريكا ويقدمون حديثاً عن الإسلام، وبهذه الطريقة نحاول تقديم الاسلام لغير المسلمين، حتى نطمئن على أن جماعات المسلمين متحدة وفي بوتقة واحدة.
وفي هذا الصدد أشار الدكتور أنور الغاني الى أن الاتحاد مسؤول عن جمعيات كثيرة، مثل جمعية الهلال في نيوزلاندة والتي تنشط في رمضان وأيام العيدين، وكذلك جمعية الومايوت التي تزود الجمعيات بالمعلومات التي تريدها، والعاملون فيها مؤهلون ومتعلمون جيداً، وبعضهم متخرجون من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وآخرون من باكستان، وعددهم جميعاً حوالي سبعة أفراد.
وأكد أن الاتحاد يهدف إلى خدمة المسلمين في نيوزيلاندة بصورة أكثر تنظيماً ويناقش قضاياهم ويعالجها، كما يهتم بالقضايا الإسلامية، مثل القضية الفلسطينية، والبوسنة والهرسك، والشيشان ودائماً يصدر الاتحاد بيانات في هذا الشأن للجهات المعنية، مؤكداً أن علاقات الاتحاد جيدة مع الحكوة النيوزيلاندية، وهي علاقة صداقة، وقال: فالحكومة النيوزيلاندية تحترم ما يقوله الاتحاد مع التأكيد على وحدة المجتمع، وتلبي ما نريد القيام به.
وعن المشروعات المستقبلية التي ينوي الاتحاد تنفيذها، أوضح الدكتور أنور الغاني أن هناك ثلاثة أشياء يركز عليها الاتحاد في الوقت الحاضر، والحمد لله لدينا الآن مساجد للصلاة حيث نذهب، ونؤدي صلواتنا، وحيث يمكن أن نجد قسطاً من التعليم في المساء في الفصول العربية، وخطواتنا التالية بعد بناء المساجد والمدارس تطوير التعليم الإسلامي وتوسيع دائرته، لأن التعليم الآن هو الأهم، ونأمل أن نتمكن في السنوات القادمة من تأسيس وبناء مدرستين على الأقل في الجزء الجنوبي من نيوزيلاندة، ونركز عليها ان شاء الله ، ثم تأسيس أكاديمية للدعوة ونركز ليس فقط على المسلمين ولكن على غير المسلمين والذين يتقبلون الإسلام، مشيراً إلى أن الاتحاد لديه الآن على الأقل ستة من حديثي الإسلام، يدرسون في المعاهد الإسلامية لينهلوا من العلوم الإسلامية، ويتعلمون القرآن الكريم ويطبقونه.
ولفت رئيس الاتحاد الإسلامي للجمعيات الاسلامية في نيوزيلاندة إلى أنه في نيوزيلاندة يوجد حوالي 14 16% من السكان هم من ال «ماوري» سكان الجزر، وخلال الأعوام الستة الماضية بدأوا يدخلون في الإسلام، ولهذا بدأ الاتحاد بترجمة بعض أساسيات تعلم الدين الإسلامي إلى لغة ال«ماوري»، والاتحاد يدعم هذا المشروع لأنه مشروع مهم جداً في نيوزيلاندة.
وحول عدد الذين يدخلون في الإسلام سنوياً في نيوزيلاندة، أفاد الدكتور أنور الغاني أن الذين يدخلون في الإسلام سنوياً يتراوح عددهم بين (60 100) شخص، وأن منطقة هاميلتون من أكثر المناطق استجابة، مشيراً إلى أنه في الأسابيع الأربعة الماضية دخل في الإسلام حوالي سبعة أشخاص دفعة واحدة.
وعن العقبات المالية والسياسية التي قد تواجه الاتحاد، قال الدكتور الغاني: الحمد لله لدينا نظام متزن هنا في نيوزيلاندة، فالاتحاد يتجنب التعامل بالأمور السياسية، كما يجد الاتحاد الدعم في كل ما نذهب إليه، أما من الناحية المالية، فالاتحاد موارده محدودة ولا يملك كل شيء ولكن دائماً هناك مجال لعمل الأفضل، ويريد أن يكون الاتحاد في وضع جيد تمشياً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «اليد العليا خير من اليد السفلى»، مشيراً إلى أن أقل مساعدة تكون جيدة، ولكن الأفضل الاعتماد على النفس.
وعن تعاون الاتحاد الإسلامي مع بقية المؤسسات الإسلامية في المنطقة، قال الدكتور أنور الغاني: أود أن أوضح أن الاتحاد يتعاون مع الاتحاد الإسلامي الاقليمي لمسلمي جنوب آسيا «اريسسا» ويضم جمعيات تايوان، وماليزيا، واندونيسيا، وسنغافورة، وبايو انوجيتيني، ونيوزيلاندة، وكلها في مجموعة واحدة، وتعمل مجتمعة، وعلاقتنا مع «فيجي» خصوصاً قوية ووثيقة جداً، وكذلك مع جزيرة «وفيجي الاسترالية»، وخلال العامين الماضيين بدأوا ببرنامج صغير لتأهيل الشباب لدراسة لغة فيجي، وهذه بداية كريمة ولكن متركزة في جزيرة واحدة، ونحضر شخصين كل سنة.
|
|
|
|
|