| أفاق اسلامية
لقد فرض الله تعالى الحجاب على المؤمنات القانتات المسلمات العفيفات الطاهرات الطيبات ولم يفرضه عليهن إلا لما فيه الفائدة كل الفائدة وبه الخير كل الخير، وهو جزء لا يتجزأ من البنيان الإسلامي الذي يحصن الفرد المسلم ذكراً وأنثى، قال تعالى: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً».
والمرأة المسلمة التي تتبنى الحجاب قلباً وقالباً روحاً وجسداً هو حصن منيع لها يقيها من العيون الغادرة وبنفس الوقت يحمي شباب الأمة، ونحن إذ نذكر الحجاب لابد لنا أن نؤكد حقيقة أن الحجاب يأتي من الداخل من القلب المؤمن والروح الطيبة المباركة التي تعرف الحجاب ومعانيه البعيدة القريبة، وتعرف انها تنفذ بذلك أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وتنفذ جوهر دينها، أما التي تشعر بالحجاب فرضاً وإكراهاً فهي التي تعلقت واقتصرت على أعمال الجوارح بعيداً عن استسلام القلب لله تعالى فيما أمر به من الحجاب، ولو أقنعت نفسها بجدواه وتركت عنها اتباع الهوى، وتقليد من لن يدفع عنها العذاب يوم الحساب لذاقت لذة الحجاب ولعرفت فوائده الجمة أسأل الله أن يمن عليها بواسع لطفه وعظيم هدايته.
الحجاب وصاحباته هن سيدات العفاف والنقاء، وكل نظام يتبنى الحجاب بأصوله الشرعية هو نظام يسهم في تطبيق شرع الله في أرضه، وقد يكون النظام دولة كالمملكة الغالية، وقد يكون منظمة أو جماعة لا يعم تطبيقها للحجاب البلد لظروف تختلف باختلاف البلدان وطبائع أفرادها وأنواعهم وتشكيلاتهم المختلفة، وقد يكون من يطبق الحجاب أسراً أو أفراداً ليس أكثر، كما يحدث في تجمعات الأقليات المسلمة التي تجاهد للحفاظ على حجابها وستر عوراتها في مجتمعاتها المختلفة.
وبالطبع فإن التوجيهات الإلهية لم تأت من فراغ بل لها فوائد ومنافع عديدة وقد نشرت مجلة الأسرة الإماراتية في عددها ذي الرقم 405 دراسة بريطانية حديثة أظهرت فيه أن غطاء الرأس «الحجاب» وسيلة سهلة للحفاظ على الشعر، وصحته وجماله، وكشفت الدراسة أن الحجاب أفضل طريقة لحماية الشعر من الأضرار التي تلحق به، من جراء تأثير الأشعة فوق البنفسجية على البروتينات الأساسية مما يؤدي إلى اضعاف ألياف الشعر، ومن ثم تكسرها.
وتجدر الاشارة إلى أن الدراسة البريطانية توصلت إلى هذه النتيجة بعد عدة أشهر من التجارب والبحوث في واحد من أكبر مراكز بحوث الشعر في أوروبا، فقد أجريت دراسات في الفترة من 93 إلى 94 على الشعر العربي في مركز أمراض الشعر في «مانشيستر»، وشملت 14 أمرأة من أصول عربية وغربية.
كما أجرت دراسة أخرى في مركز «توركوانترنا شيونال»، في الفترة من مارس حتى نوفمبر عام 2000م على شعر عدد من السيدات العربيات وأثبتت هذه الدراسة أن الحجاب ضروري للغاية للحفاظ على شعر المرأة العربية.
أيضا أجرى فريق البحوث بمستشفى الصدر بلندن تجارب جديدة ناجحة لاستخدام تبريد فروة الرأس كوسيلة لمنع تساقط الشعر، بعد ما وضح أن فقدان الشعر هو الذي يسبب كثيراً من الحرج وانخفاض معنويات المرضى وخاصة النساء وأكد فريق البحث أن تبريد فروة الرأس إلى 25 متراً مربعاً يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية بها، وبذلك تقل كمية العقاقير التي تصل إلى جذور الشعر، ويقل أيضاً ما يصل منها إلى الخلايا المولدة للشعر، وقد تمكن الباحثون بالمستشفى المذكور من التوصل إلى نظام بسيط لتحقيق التبريد المطلوب، وهو غطاء الرأس، أو ما يعرف لدينا بالحجاب، وقد تمت تجربته على 12 مريضا تم إعطاؤهم عقاقير سبب استخدامها صلعاً في 98% من الحالات من قبل. وقد لوحظ في نهاية العلاج أن ثمانية من المرضى لم يفقدوا شعرهم على الإطلاق أو كان الفقد خفيفاً جداً، بينما تعرض أربعة فقط لتساقط بسيط.
الأمر المؤلم أكثر هو عندما نسمع عن بعض البلدان الإسلامية التي تمنع الحجاب بقوة السلاح وتزج بأصحابه في غياهب السجون ويزداد الألم عندما نسمع عن بلدان عربية تفرض على شعبها قوانين صنعها البشر لمنع الحجاب، فمثلاً هناك دول منعت فتياتها من دخول المدارس بالحجاب ومن تتجاوز ذلك كان العقاب بانتظارها!
لقد نالت بعض الفتيات ظلماً كبيراً بسبب الحجاب حيث نزل ما يسمى بفرق المظليات في يوم من الأيام من السماء ليزيلوا الحجاب عن رأس كل فتاة أو امرأة مسلمة، وكانت الكارثة كبرى، الحجاب هو قوة للأمة، ومناعة لها ومن يزيله هو عدو للأمة بالتأكيد شاء أم أبى، بهذه المقارنة نجد النعمة الكبرى التي تعيشها المملكة حيث الحجاب مطلوب كما يريده الشرع، وعلى اللواتي يردن التحلل منه والتخلص منه أن ينظرن إلى أولئك الفتيات المؤمنات اللواتي يقدمن أرواحهن رخيصة من أجل الدفاع عن مبدأ الحجاب وأن تنظرن بإنصاف إلى فوائده وإيجابياته وأن يتركن المكابرة والتقليد الأعمى واتباع رغائب النفس ومراداتها فالمسألة إما طاعة الله جل وعلا أو طاعة لشياطين الجن والإنس ولا ثالث بعد ذلك.
والله الهادي إلى الصراط المستقيم.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|