| أفاق اسلامية
لقد أمر الله الازواج بمعاشرة زوجاتهم بالمعروف ليكون هذا البيت سعيداً في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة، والعطف والرعاية، ويعرف كل من الزوجين حق الآخر.. ففي داخل هذا البيت تنشأ الطفولة، وتتقوى أواصر التكافل، ويتحمل كل واحد من الزوجين ما قد يصدر عن الآخر من تصرفات مجانبة للصواب، وان كان على الزوج خاصة ان يتحلى بالصبر ويتجاوز عن التقصير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة أي لايبغض ان كره منها خلقا رضي منها آخر او قال غيره. رواه مسلم.. ان على الزوج ان يعرف طبيعة المرأة وما جبلت عليه من الضعف والعوج قال النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع اعوج وان اعوج شيء في الضلع اعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء خيرا. متفق عليه.. وفي الصحيحين المرأة كالضلع ان اقمتها كسرتها وان استمتعت بها استمتعت وفيها عوج، وفي رواية مسلم وكسرها طلاقها.. ولهذا حرص الاسلام على ان تكون العلاقة بين الزوجين قائمة على الرحمة والعطف والتغاضي عن الاخطاء ومعالجة ما يمكن علاجه من عوج عند أحد الزوجين، فشرع من الوسائل لمعالجة المشاكل الزوجية ما لو اخذ بها لسعدوا واستقامت الاحوال.
إن بعض الازواج يظن ان التهديد بالطلاق او ايقاع الطلاق هو الحل الصحيح للخلافات الزوجية، والمشكلات الاسرية فهو لا يعرف من اساليب العلاج وطرق الحل إلا هذا الحلال البغيض فتراه يذكر به ويهدد بايقاعه في مدخله ومخرجه، وفي شأنه كله، وما علم انه بهذا قد اتخذ آيات الله هزوا وهدم بيته، وفرق أسرته. ان على الزوج اذا أحس من زوجته عدم انقياد لامره او عدم قيام بحقه فعليه اولا ان يقوم بوعظها وتذكيرها بحق الزوج ومكانته وليحضر لها من الكتب والمحاضرات والخطب ما يعرفها بحق الزوج عليها فإن لم يفد هذا الامر ولم ينجح هذا الاسلوب، فقد يكون في الخشونة والقسوة المعقولة علاج، وذلك ان القسوة اذا كانت تعيد للبيت نظامه وتماسكه، وترد للعائلة الفتها ومودتها فهو خير من الطلاق. العلاج بالصلح والاصلاح وليس بالطلاق ولا بالمخالفة، وقد يكون العلاج بالتنازل عن بعض الحقوق المالية أو الشخصية محافظة على عقدة النكاح.. والصلح خير من الشقاق والنزاع والجفوة والنشوز والترافع للمحاكم وإفشاء الاسرار وتدمير الاسر وتفريق الاولاد.
|
|
|
|
|