| أفاق اسلامية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
إنها لحظات سعيدة عندما يقوم المحتسب بالعمل في خدمة دينه الحنيف ويقوم بواجبه المطلوب منه كمسلم أولا ثم إنه من رجال الحسبة ثانياً. ورجل الحسبة مهما لاقى من أذى في سبيل تأدية ما يجب عليه فإنه قليل جداً بالنسبة لما أعد له من أجر وثواب عند الله تعالى. ولرجل الحسبة أسوة حسنة في السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين وقبل ذلك أسوته العظمى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم الذي كسرت رباعيته وسالت قدماه دما ووضع على ظهره الأذى وأوذي بالكلام الجارح وبالألفاظ القاسية حتى مات عليه الصلاة والسلام وهو يقول قتلتني يهود حينما أحس عليه الصلاة والسلام بالسم الذي وضعته له بني يهود وقد تحرك في جسده وبدا مفعوله القاتل، ومع ذلك كله يقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
ولرجل الحسبة أسوة بنوح عليه السلام وكيف أن قومه يسخرون منه عندما كان يصنع السفينة، وبإبراهيم وهو يلقى في النار عليه أفضل الصلاة والسلام وبزكريا الذي نشره قومه بالمنشار وهو حي عليه السلام. فتاريخنا حافل بكم هائل وصور رائعة مسطرة لأسلافنا الأبطال الذين مجدوا لنا مواقف من نور تدل على صدقهم وقوة عزائمهم وأنهم عاشوا حقيقة الدين وامتثلوا الحكمة التي خلقوا من أجلها.
فرجل الحسبة عرضة للكثير من الابتلاءات والمعارضات والنبذ ونحو ذلك، لأنه يقطع الخط على المخالف، ويحول بين أهل الفساد ورغباتهم، ويشتد الأمر عندما تكون فرصة وقتية يمكن ألا تتكرر للعاصي ويفاجئ برجال الحسبة وقد ضيعوا عليه فرصة بالنسبة للضال ذهبية والعياذ بالله.. ومن أسباب هذه الإبتلاءات.
الخسائر مضنية للبعض كالتجار مثلا الذين يستوردون كل ماهو مربح دون النظر من الناحية الشرعية.
والتاجر نفسه يقفل محله من الآذان إلى الصلاة لمدة تزيد عن النصف ساعة فينظر التاجر الدنيوي بحساباته أن رجل الحسبة أضاع عليه زبائن وأرباح هائلة.
ورجل الحسبة يقوم بمنع أهل الباطل من نشر باطلهم من سحرة ومشعوذين وتجار فساد، ويمنع النشرات المغرضة والنشرات البدعية التي أكثر ما تنهال على المسلمين في شهر رجب جعل الله رجل الحسبة بابا موصدا في وجه الفتن والبدع وكل شر.
بالطبع التيار موافق للنفس الأمارة بالسوء.. فعلى ذلك يكون التيار الضال موافق لكل الناس الخاوين من الإسلام الحنيف أو من بهم ضعف دين أو من جعل الإسلام اسما لأعماله كصبغة شرعية دون حقيقة ضمنية أولا يعرف من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن الا رسمه والعياذ بالله.
فرجل الحسبة عكس التيار الضال الذي عم وطم فما عليه إلا أن يحتسب الأجر الأوفى من عند خالق الأرض والسموات ويصبر ويوصابر ويتحمل كل ما يقع به من أذى «وبشر الصابرين»، «واصبر وما صبرك إلا بالله» «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».
أخي المحتسب تذكر دائماً سلفك الصالح وماذا قدموا من تضحيات عظيمة لهذا الدين وما حصل لهم من البلاء.
فكن مؤمناً صابراً محتسباً ذا رحمة ورأفة بالقوم وعظهم بالتي هي أحسن.
فيصل بن عبدالعزيز البديوي
عضو مركز هيئة طبرجل
|
|
|
|
|