| أفاق اسلامية
لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أيسر الربا مثل أن ينكح الرجل أمه، فالربا وللأسف الشديد قد بدأ يسري في أجساد الكثيرين دون أدنى وازع ديني، وقد علموا أن أيسره مثل نكاح الأم والعياذ بالله، وأغلب المرابين قد انهالت عليهم المصائب والنكبات والمآسي، وحياتهم تسير من مصيبة إلى كارثة، فقد أذنوا على أنفسهم بحرب من الله، فالإنسان وعندما يحارب إنساناً مثله قد تكلفه تلك الحرب صحته وقد يُصاب بالجنون فكيف بمن يحارب الله؟!
إن الربا قد جعل الكثير من الأمم والمجتمعات الإنسانية تعاني من المشاكل، بل ومن النكبات الاقتصادية ما الله به عليم، إنهالت عليهم المآسي، شحن العداوة والبغضاء بين أفراد تلك المجتمعات والتي تفشى فيها الربا، جعلهم يعانون من حالات الركود والتباطؤ الاقتصادي، ونسأل المولى القدير أن ينهار اقتصادهم كلياً، جعلهم الربا يعيشون في أنفاق مظلمة، وينفقون الأموال الطائلة للدراسات والتي يرون بأنها ستخرجهم مماهم فيه، والحقيقة إننى أناشد الأئمة وخطباء المساجد بتوعية الناس بخطورة داء الربا، وبيان لهم أن كل لحمٍ نبت من سحت فالنار أولى به وأن يتقوا الله في أنفسهم وفي أبنائهم، وبيان لهم أيضاً بأن مال الربا سيكون وبالاً عليهم وعلى أبنائهم، وبيان أيضاً بأن مال الحلال يذهب، ولكن مال الحرام يذهب بأهله، حتى من يرون أن الربا أو مال الربا قد يريحهم من الديون فإنهم واهمون لأن الدين لا يحل بالدين فكيف بمن يرى حلَّه بمال الربا؟ حتى أيضاً أن أغلب المرابين ما زالوا يغطون بمعمعة من الديون اللا منهية، وحتى من يرى أنه قد نجح في إنجاز ونجاح مشاريعه بمال الربا، عليه أن يتقي الله ويتخلص من مال الربا لأن ما بني على باطل فهو باطل.
فاخشَ الله أيها المرابي، وكيف هان عليك أن تأكل وتلبس وتركب وتبني من مال الربا؟! كيف هان عليك أن تطعم وتلبس ابناءك من مال حرام؟!. وتذكر قوله عليه السلام حينما قال: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، فلا تطعم رعيتك من حرام!! ، حتى على رؤساء ومديري الإدارات عليهم أن يقوموا بتوعية موظفيهم بخطورة داء الربا، وأن يرشدوهم إلى الطرق الشرعية في البيع والشراء وعليهم جميعاً أن يفهموا بأن الله قد أحل البيع وحرم الربا، اللهم جنبنا الحرام يا حي يا قيوم، آمين. والسلام عليكم.
*عرعر حي المحمدية
|
|
|
|
|