ما للنفوس وغيها قد جارا
أضحت تروم العفن والأقذارا
شطّت عن الدرب القويم وعربدت
تهوى دعاة الفسق والفُجارا
رشفت بكل صبيحةٍ وعشيةٍ
ذل الهوان وذاقت الأكدارا
وبراثن الإضلال في عرصاتها
فمضت تخوض الإثم والأوزارا
وبدت فتاة الطهر تبحر بالردى
وحجابها أبدت له استنكارا
وتغنجت في كل سوق، ما ارعوت
للستر أو تستلزم استقرارا
هام التبرج والسفور بلبسها
وتراقص العود الطريّ جهارا
وئد العفاف وحل في جنباتها
سم الزعاف فصارعت أضرارا
حيكت شباك الصيد ثم استهدفت
فغدت تحاكي الغرب والكفارا
أمة الإله الغرب جهز جيشه
ومشى يسلّ سلاحه البتّارا
ويحوم حول الطهر ينفث سُمَّه
ليحيل أرض الخيِّرين دمارا
يا أختنا ان الحجاب حصانة
درعٌ تردُ الشر والأخطارا
إنَّ الحجاب كرامةٌ وتعففٌ
وتقدم لا يعرف الإدبارا
فخر النساء وعزهنّ خمارهن
لا عزّ في عهرٍ يوافي النارا
ما أنت بنت الكفر سلعة ماجنٍ
دفعوا بها الدينار والدولارا
ما أنت إلا نصف دين محمد
يبني لنا الأفذاذ والأحبارا
ما أنت إلا دوحة يشدو بها
طير الصباح ويذكر الأذكارا
ما أنت إلا دوحة تزهو بها
فتنُ الجمال فتبهج الأبصارا
ما أنت إلا كالرياض شذية
منها قطفنا الورد والأزهارا
حورية تفني النفوس لنيلها
بل درة لا تكشف الأستارا
أين النساء القائمات بليلهن
يرجون رباً واحداً غفّارا
أحيينه بتلاوة وتهجدٍ
وذرفن دمعاً هاطلاً مدرارا
العابدات القانتات التائبا
ت الثيبات وقد غدن أطهارا
إسلامنا فيه المفاخر جمّة
يوم الكواعب يلتزمن الدارا
بيض الصحائف مجدنا متلألئ
ينبي عن الأخيار مجداً سارا
عزفت سمية بالإباء بطولة
وسمت خديجة عزة وفخارا
آيات ربي ما اعترتها ريبة
شعّت سنا وتوهجت أنوارا
أحكامها شمس تزيل جهالة
فبأي آيات العلي نتمارى
يا أخت عائشة الرفيع مقامها
هلا اعتزلتِ الرقصَ والمزمارا
إياك من درب السفور وغيّه
إن أنت سرتيه جلبتِ العارا
يا أخت فاطمة الأبي عفافها
أدني لجلبابٍ يزيد وقارا
الله بيّن أجر كل عفيفةٍ
لزمت حدود الشرع والأبرارا
يبزى العدو اذا خرجت بحشمةٍ
يُجرّع الأمرار والصبارا
أوبي إلى درب المفازة اقبلي
وتبتلي واستغفري استغفارا