| الثقافية
الصحراء ليست مجرد أرض قاحلة .. أو صخرة.. ورياح تائهة!
الصحراء أرض عطاء ومنبع وزهر ووفاء.. الصحراء رمز وروح ولوحة لعاشق ذي اشتياق، لكنها بحاجة إلى من يهبها الظل .. الغيم.. الشجر، تظل هي في اشتياق إلى النهر.. النبع.. المطر أو على الأقل لقطرات من مداد.
* عزيزتي:
ها أنا ذا أتأمل صوتك.. صورتك تسكن مخيلتي لم تفارقني تلك الليلة أخذت بحيرة أتأمل وأنبش في الذاكرة عن أمسي الراحل.. زمني المدبر.. أو أحاول أن أعيش داخل ذاكرة وصناديق الأمس علني استطيع أن أفهم حاضرك والاهم مستقبلك.. ومستقبل الأشخاص من حولك.
لم استطع رغم بحثي حتى في الأوراق المغيبة خلف الجرح أن أجد ما أضيفه لحاضرك والذي ماتزالين تحاولين إقناعي به!
كنت أظنك النهر.. والبحر.. والشمس، اعتقدت أنك ستكونين الأكثر ضوءاً لمسارات تائهة.. والأكثر احتواء لصحراء تسكنها أعماق رفاقك المكتوبة أسماؤهم في دفاتر مستقبلك! رسمتك بذاكرتي وداخل مفكراتي صورة لأفق كبير وأرض خضراء احتوت حتى الشمس بالرغم من كبريائها..
ظننت وللأسف خاب ظني أنك لن تكتفي بمن حولك من الرفاق.. ليس لأنك تبحثين عن شخص آخر يشاطرك الحياة ويقتسم معك لحظة الحزن والفرح.. أبداً، بل اعتقدت أنك ستبحثين عمن تشاطرينه حياته وتأخذين أنت بيده.. تبحثين عمن هو بحاجة ليد حانية .. وقلب صادق يخرجه من غربته ويفتح له الطريق من جديد.. ظننت أنك حينما تنهضين من فراشك ستحاولين رغم كل ما تحملينه من جراح غائرة أن تبتسمي، وتمعني النظر في جراح من هم حولك رغبة منك في فهمها واحتوائها داخل أعماقك.
كلماتك تلك الليلة كانت قاسية .. تقبلتها على مضض تمنيت أنني لم أهاتفك، أنا لا أنكر أن لكل شخص رأيه وعالمه الخاص به.. ولكن لتعلمي قبل هذا اننا في زمن الجرح.. والصمت.. والغربة فحاولي أن تصنعي بعزيمتك زمناً آخر يكون بحاضره ومستقبله أفضل مما نحن عليه الآن.
* عزيزتي:
عذراً إن قسوت بعض الشيء.. ولكن هذا لأن اعماقي ما تزال تصرخ .. كيف لها أن ترفض البدء مع صباح قد لا يشرق إلا بحضورها.. تأكدي بأن في هذا المجتمع الكثير من الصمت والعزلة .. وليتك تعودي مرة أخرى لقراءة أوراقي القديمة التي كتبتها لك سابقاً.
تغريد الحامد
|
|
|
|
|