| العالم اليوم
إشارات عديدة تؤكد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية اختار توسيع المواجهات الحربية مع الفلسطينيين، إذ إن شارون تجاوز عمليات الاغتيالات التي استهدفت القيادات الفلسطينية، ثم اتبع ذلك بعمليات توغل قوات الاحتلال داخل أراضي السلطة الفلسطينية التي بعد أن تتوغل عدة مئات من الأمتار وتدمِّر عشرات المنازل تنسحب لتعاود التوغل، مطبقة أسلوب التدمير الجزئي للبنى الأساسية في الأراضي الفلسطينية. الآن وبعد عمليتي جزين وبيت جالا اللتين قامت بهما قوات الاحتلال الاسرائيلي تطور العدوان الإسرائيلي إلى أسلوب حرب المدن، حيث تقوم القوات الإسرائيلية بدفع رتل من الدبابات لاقتحام المدينة الفلسطينية وبعد أن تدمِّر أكبر مساحة ممكنة من المباني وتهدم مواقع أمنية واقتصادية تعود لمواقعها السابقة.
هذا الأسلوب من الحروب وعمليات الاقتحام لجأت إليه القوات الأمريكية والفيتنامية العميلة في حرب فيتنام وتلجأ إليه قوات الاحتلال لمواجهة عمليات التحرير التي تقوم بها الشعوب. والإسرائيليون يستخرجون من ملفات المحتلين الذين سبقوهم في احتلال أوطان الشعوب الأخرى ويزيدون عليها من ابتكاراتهم الوحشية، وهذا يفرض على رجال المقاومة الفلسطينية ان يستفيدوا من تجارب الشعوب، وفعلاً استعاد الفلسطينيون كثيراً من هذه التجارب، بل ابتكروا وأضافوا وسائل جديدة أكثر تأثيراً، وتبرز تضحية وتصميماً لم يسبق أن عرف في حركات التحرير، فالعمليات الاستشهادية التي يقوم بها الشباب الفلسطيني تعد ابتكاراً فلسطينياً مستوحى من الجهاد الإسلامي والتي رغم مأساويتها بالنسبة لعوائل الشباب الفلسطيني إلا أنها تعد أسلوباً ناجعاً في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود.
والآن وبعد تصعيد أساليب العدوان الإسرائيلي الذي وصل إلى شنِّ حرب حقيقية ضد الشعب الفلسطيني تمثلت في إعادة احتلال المدن الفلسطينية وتدمير المساكن الفلسطينية.. الآن بعد كل هذا فلا بد من تطوير المواجهة والتي بدأت أول عناوينها بمواجهة عشرين استشهادياً الدبابات الإسرائيلية التي توغلت في مدينة جنين، حيث نجحوا في إجبار تلك الدبابات على الانسحاب من المدينة والعجز عن الوصول إلى إحدى المخيمات.
أما أسلوب المواجهة الفلسطينية الآخر فتم في مدينة بيت جالا، حيث أدى انتشار المقاومين الفلسطينيين في شوارع المدينة ومواجهتهم للقوات الإسرائيلية إلى إفشال إعادة احتلال المدينة.
إن ما حصل في جنين وبيت جالا هو بداية لحرب فلسطينية إسرائيلية حقيقية، وبإمكان الفلسطينيين إيقاع هزيمة كبيرة بالإسرائيليين ان هم استدرجوا الاسرائيليين إلى حرب شعبية .. حرب ستكون في بدايتها مكلفة للفلسطينيين، حيث سيلجأ الإسرائيليون إلى إحداث تدمير كبير في المساكن والبنى الأساسية الفلسطينية... إلا أن الغلبة في النهاية للفلسطينيين لأن الجيوش المنظمة يقع جنودها في المصيدة كالفئران في الحروب الشعبية.. هكذا كانت نهاية حروب التحرير في الجزائر وكمبوديا وفيتنام.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|