|
| العالم اليوم
* أجرى الحوار: عبدالكريم العفنان
حيا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مواقف المملكة الايجابية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تجاه القضية الفلسطينية.
منوهاً بمواقف وتصريحات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني التي تجعل من سموه قائداً يلتحم مع شعبه ولا يبالي بالضغوط والتهديدات..
وفيما يلي حوار «الجزيرة» مع خالد
* كيف تنظرون في حركة حماس إلى موقف ولي العهد الأمير عبدالله حول رفضه زيارة واشنطن، وما هي رؤية الأستاذ خالد مشعل لهذا الموقف في ضوء المستجدات على الساحة الفلسطينية؟
لم يكن الموقف الشجاع لولي العهد السعودي سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز برفض زيارة واشنطن هو الموقف الوحيد المتميز له في هذه الفترة، بل ان جملة تصريحات سموه ومواقفه في أكثر من مناسبة سواء أثناء زيارته لدمشق ولأوروبا أو في غيرها كانت مواقف كبيرة ومتميزة وشجاعة عكست جدية التفاعل مع ما يجري على أرض فلسطين المحتلة مع أحداث ومع انتفاضة شعبنا ومقاومته ضد الاحتلال الصهيوني، وعبرت عن ضمير الأمة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ صراعها مع العدو الصهيوني، وعبرت عن ضمير الأمة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ صراعها مع العدو الصهيوني، وبالتالي فإن هذه المواقف والتصريحات لسمو الأمير عبدالله قدمت نموذجا للقائد العربي المسلم الذي يلتحم مع شعبه وأمته ويعبر بصدق وشجاعة عن ضميرها وتطلعاتها ولا يبالي بالضغوط والتهديدات الخارجية، خاصة حين يتعلق الأمر بقضية القدس والأقصى.
ومن هنا فإننا نحمل في حركة حماس بشكل خاص ولدى كل أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا بصورة عامة مشاعر الاعتزاز والتقدير نحو سموه ونحو المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وهي التي طالما وقفت ولاتزال إلى جانب شعبنا، وقضيته منذ أيامها الأولى ولم تبخل بدعم مالي سياسي أو معنوي.
* ما هو تصوركم لمستقبل الانتفاضة في ظل الظروف الراهنة؟
رغم قسوة العدوان الصهيوني على شعبنا بكل أدوات القتل والدمار، ورغم اختلال ميزان القوى لصالح العدو، إلا ان المستقبل بإذن الله لبرنامج المقاومة والانتفاضة.
ومما يعزز ذلك هو انعدام الخيارات الأخرى أو عجزها وفشلها في وقف العدوان واستعادة الحقوق طوال السنوات العشر الماضية منذ مدريد وأوسلو، وقد ثبت عملياً وعلى أرض الواقع ان لغة التسوية والمفاوضات لا يفهمها العدو ولا يحترمها، بدليل انه في ظلها تعزز الاحتلال وتوسع الاستيطان وتمت مصادرة الأراضي واستمر القتل والاغتيال في شعبنا، وهانحن نرى ان اتفاق اوسلو وتقسيماته على الأرض ضمن مناطق أ، ب،.. فالمفاوضات لم تمنع قوات الاحتلال من استباحتها واقتحامها وتدمير البيوت فيها على أصحابها، مما يعني ان حلول التسوية والمفاوضات لا قيمة لها على الأرض، وان الإنجازات الحقيقية هي التي تصنعها المقاومة والانتفاضة حيث تفرض على العدو رغماً عنه الانسحاب الحقيقي وليس مجرد اعادة الانتشار خارج المدن والأراضي مع استمرار هيمنته وسيادته العسكرية والأمنية.
وفي ظل الأزمة الحالية للتسوية والمأزق الذي يعيشه شارون وكل الكيان الصهيوني جراء صمود شعبنا واستمرار انتفاضته المباركة فإن المستقبل سيكون بإذن الله لخيار الانتفاضة والمقاومة، ولاسيما في ظل توحد شعبنا عليه وتمسكه به واصراره عليه، وفي ظل استشعار الأمة لمسؤولياتها تجاه هذه المعركة، وهو ما نأمله من شعوب أمتنا ان تترجمه إلى المزيد من أشكال التفاعل والدعم والمشاركة في تبعات المعركة ضد العدو المشترك وهم اليهود الصهاينة.
* يُلاحظ تباعد العمليات النوعية في الوقت الحاضر.. هل يعني ذلك ان هناك تنسيقاً ميدانياً مع السلطة؟
العمليات العسكرية بكل أنواعها ومنها الاستشهادية حق مشروع لشعبنا ولكل فصائله المجاهدة، وذلك اننا جميعا نخوض معركة مشروعة دفاعاً عن النفس أولاً وفي سياق برنامج تحرير وتخلص من الاحتلال ثانياً.
واما تباعد العمليات نسبيا او تنوعها وتعدد أشكالها وتباين وتائرها فذلك عائد إلى ظروف الميدان والأوضاع الخاصة بالمجاهدين وهذا أمر طبيعي، ومن الضروري ان يتذكر الجميع ويستحضر هنا طبيعة المعركة على أرض فلسطين وقسوتها والصعوبة البالغة لظروفها الميدانية، إذ يكفي ان نعلم ان شعبنا يقاتل العدو الصهيوني وهو في حالة حصار بل في سجن مغلق لا يجد خلفه ولا حوله ساحة امداد «لوجستي» أو عمقاً يعينه على الانطلاق والمناورة كما كان يتوفر لكن الثورات وحركات التحرير في الدنيا، ومع ذلك فإن المقاومة الجهادية على أرض فلسطين سجلت ولاتزال أروع صفحات البطولة والفداء، وقدمت نماذج فريدة من العمليات الجهادية والاستشهادية تقترب من حد الاعجاز قياساً إلى الظروف بالغة الصعوبة التي تعمل في ظلها، والفضل في ذلك لله تعالى أولاً وآخراً، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الحوار أجري قبل العمليتين الاستشهاديتين في القدس وحيفا
* هل يمكن ان تضعوا قراء «الجزيرة» في التفاصيل التي تم على أساسها قبول الأردن عودة المهندس إبراهيم غوشة إلى وطنه.. ومتى يحين الوقت المناسب لعودة بقية أعضاء حماس؟
عودة الأخ المهندس إبراهيم غوشة إلى الأردن حق مشروع، فمن الطبيعي ان يعود الإنسان إلى بلده الذي يحمل جنسيته ومواطنته، ومن هنا كان قرار ابعاده مع بقية اخوانه حوالي عامين امراً مرفوضاً ومستنكراً، وعندما أوصدت الحكومة الأردنية الأبواب أمام الوساطات الكريمة طوال التسعة عشر شهراً الماضية اضطررنا إلى ممارسة حق العودة بالأمر الواقع، وهكذا كانت عودة المهندس إبراهيم غوشة، ولكن السلطات الأردنية احتجزته في مطار عمان ومنعته من دخول بلده مما وجد ردود فعل واسعة ضد ذلك الإجراء سواء داخل الأردن أو خارجه.
ومن هنا لجأت السلطات الأردنية بعد قرابة اسبوعين على احتجاز المهندس غوشة إلى الاتصال بالحركة في الأردن للتفاهم على حل المشكلة، وهو ما رحبنا به وتم ترجمة ذلك في صيغة اتفاق يقضي بالسماح للأخ إبراهيم غوشة بدخول الأردن محتفظاً بحقوق المواطنة الكاملة على ألا يمارس نشاطاً سياسياً أو إعلامياً باسم الحركة داخل الأردن تحديداً، مقابل ان يسافر لمدة ثلاثة أيام بصورة مؤقتة إلى صنعاء في اليمن ثم يعود وذلك كنوع من الاخراج للحفاظ على هيبة السلطات الرسمية كما طلبت هي.
ولكن تلك السلطات للأسف فاجأت الجميع بتسفير الأخ المهندس إلى بانكوك بدلاً من صنعاء في ظروف غامضة وغير طبيعية ثم أعادته إلى الأردن، ونحن نؤكد في هذا السياق ان عودة المهندس في المحصلة كانت على قاعدة الاتفاق الموقع بين الحركة والسلطات الأردنية وهي الالتزام بعدم ممارسة نشاط سياسي وإعلامي باسم الحركة في الساحة الأردنية مع احتفاظه بدوره وموقعه في حركة حماس، أما بشأن بقية المبعدين فنأمل ان تكون عودتهم قريبة إلى الأردن حتى ننتهي من هذه المشكلة غير المبررة، خاصة واننا اليوم أمام معركة مفتوحة مع العدو الصهيوني ومع المجرم شارون، وبالتالي نحن في أمس الحاجة جميعاً لرص الصفوف وحشد الجهود لتلك المعركة، ولا نرى اي تعارض بين ان يحتفظ الإنسان المجاهد بجنسية عربية ما وبين ان يقوم بواجبه في الدفاع عن قضيته وشعبه ومقدساته، بل ان أولى مقتضيات ان يكون الإنسان عربياً ومسلماً ان يتحمل مسؤولياته تجاه صراع الأمة مع العدو الصهيوني ويعمل بكل امكاناته من أجل تحرير فلسطين واستعادة القدس والمقدسات، وحق حركة حماس على امتها كبير جداً ان تناصرها وتقف إلى جانبها في هذه المعركة وتعينها وتيسر لها أداء واجبها وجهادها المبارك.
كلمة أخيرة
تحية إلى أهلنا الأعزاء في المملكة العربية السعودية وأدعو الله تعالى ان يجزيهم عنا خير الجزاء على مواقفهم الكريمة وتبرعاتهم السخية وتفاعلهم المتميز مع انتفاضة شعبنا ومقاومته، وهذا يعكس اصالتهم وعمق الخير والإيمان فيهم، كما يعكس اصالة هذا البلد الكريم بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعباً، داعياً المولى سبحانه ان يسبغ عليه المزيد من الخير والبركات والأمن والاستقرار والازدهار وعلى كل بلاد العرب والمسلمين.
|
|
|
|
|
