| الريـاضيـة
أكثر ما يواجه منتخبنا دائما قبل وأثناء وبعد أي تجربة يخوضها هي تلك الانتقادات العاطفية التي توجه اليه سواء كان من الاعلام او من الشارع الرياضي، وسبب تلك الانتقادات هي المشاركات المتعددة لمنتخبنا سواء كان في لقاءات ودية او تصفيات اولية.
ومن الامور التي تقف عائقا أمام تحقيق النقد لأهدافه خلوه من (الموضوعية) وبالتالي تظهر احكام مستعجلة قد تكون سببا في انهيار المعنويات سواء للاعبي الفريق او للجهاز الفني وللاداريين وحتى ايضا من المسؤولين الذين يهمهم ارتقاء مستوى الاخضر فنيا بشكل مطمئن.
* ولعل جزءاً كبيراً ممن يمارس النقد يعتمد في كثير من انتقاداته على النتائج الوقتية التي قد تخضع لعوامل كثيرة قد لا تكون فنية بالدرجة الاولى.
* فمثلا حينما يتقدم فريق على آخر تجد أن المحللين يعطون للفريق المتقدم سيلا من المديح (فطريقته جيدة ولاعبوه طبقوا الخطة بإحكام والمدرب كان ذكيا وتعامل بحذر والادارة اعدت الفريق بشكل ممتاز!!).
* * أما الفريق الآخر الخاسر في الشوط الاول فهو على النقيض.. لاعبوه سيئون ولياقتهم ضعيفة وتركيزهم بطيء والمدرب لم يوفق واللاعبون لم ينفذوا الخطة بشكل جيد وهكذا..
* * وعندما تنقلب الموازين لأي سبب قد يكون لحسن حظ الفريق الخاسر ثشم يغير نتيجة المباراة وتنتهي يفوز الخاسر في الشوط الأول يعود النقاد والمحللون لتغيير الافكار من جديد فالفريق الخاسر عرف لاعبوه كيف يتعاملون مع المباراة ومدربه كان ذكيا حينما اشرك فلانا واخرج علانا.. وادارة الكرة استطاعت ان نخرج الفريق من أزمته النفسية وتهيئة الاجواء المناسبة له حتى حقق الفوز.
* * أما الفريق الفائز في الشوط الاول وخسر في الشوط الثاني فلاعبوه اشتهروا ولياقة الفريق هبطت والمدرب اخطأ في تغييراته!!
* * هكذا هي للاسف التحليلات العاطفية وغير المرتكزة على عوامل كثيرة.. بغض النظر عن نتيجة المباراة.. فكم من فريق كان لاعبوه في قمة عطائهم ومدربه في قمة تواجده ولياقة الفريق عالية والخطة محكمة ومنفذه بشكل جيد لكن الفريق فقط لم يوفق في استثمار الفرص المتاحة بينما على العكس كان الخصم.
* * ومنتخبنا الوطني ومنذ سنوات طويلة وهو يعاني من هذه الانتقادات فان حقق الفريق الاخضر فوزا ولم يكن مستواه خلال المباراة جيدا رفعوه في السماء ووضعوا المانشيتات الملفتة للانظار ... دون ان يظهر محلل او ناقد فني يعطي صورة الخلل في الخطوط ويعطي الجوانب الحسنة ايضا (فالنقد ليس تركيزا على السلبيات فقط).
* * النقد هو تسليط الضوء والكشف عن السلبيات والايجابيات حتى يتم تلافي السلبيات وتدعيم الايجابيات!!
* * منتخبنا الوطني لعب بعض المباريات التجريبية فشاهدنا وسمعنا وقرأنا نقدا حادا لأداء المنتخب.. واشاعات استهدفت الجهاز الفني.. ولم يفرق هؤلاء بين اللقاءات الرسمية الحاسمة وبين المراحل المتدرجة التدريجية التي يمر بها الفريق من خلال برنامج يتم اعداده.
* * فالمنتخب لو قدم مستويات عالية في اللقاءات الودية واظهر امكانات هائلة قد ينخفض الاداء في اللقاءات الرسمية وبالتالي نخسر الأهم وهو الشيء الذي لا نريده ولا يريده المسؤولون!!
* * اعتقد ان تقليل الطرح الاعلامي عن المنتخب أفضل بكثير من تسليط الأضواء على كل حركة وكل صغيرة وكبيرة وبالتالي يتعرض لاعبو المنتخب للشحن النفسي.. مما لا يعطي مجالا لتقديم المستوى الفني الجيد.
* * ابتعاد المنتخب ولاعبوه عن الشحن النفسي سيعطي ثمارا افضل لمستويات جيدة حيث يشارك اللاعب بأريحية أكبر تساعده على اظهار ما يختزنه من إمكانيات فنية.
* * شخصيا اتوقع ان يقدم المنتخب غدا في مواجهة البحرين المرتقبة مستوى فنيا رفيعا.
* * وسبب توقعاتي تلك ان المستويات الفنية التي قدمها الفريق من خلال اللقاءات الودية والنقد الذي استهدف مستويات اللاعبين الفنية سيكون سببا في تخفيف حدة الشحن النفسي وضغوط المطالبات وعندها يشعر لاعبو المنتخب ان مجرد تحقيق الفوز على البحرين ولو بهدف كاف لبث الرضاء على الجماهير والنقاد والمتابعين بينما لو كان الفريق قد قدم مستويات جيدة خلال المباريات الودية وصاحب هذه المستويات هالة اعلامية لشعر لاعبو المنتخب بضغوط قوية.. ولسان حال هذه الضغوط (ان الفوز على البحرين شيء سهل) مما يزيد من توتر اللاعبين!!
* * انني اتمنى من زملائي الاعلاميين ممارسة النقد على أصوله خاصة حينما يكون الموضوع متعلقا بمنتخب الوطن الذي يشارك الآن بمرحلة صعبة جدا في تاريخه تعتبر الأهم.. حيث التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم وهو الطموح الكبير الذي يغلب على كل شعب المملكة حتى يشاهدوا فريقهم الاخضر وللمرة الثالثة على التوالي يصعد الى كأس العالم كانجاز كبير لكنه ليس بمستغرب على منتخب حقق ثلاث كؤوس آسوية ولعب على النهائيات للمرة الخامسة على التوالي كأفضل فريق في القارة.
* * ورغم كل ذلك للاسف هنا من يحاول تمجيد الفرق الاخرى وتخويف لاعبينا منها وكأن تلك الفرق افضل منا!
* * وليست المرة الاولى التي يمارس فيها هؤلاء التخويف.. حتى في تصفيات كأس العالم (98م) طبّل الكثير من النقاد للمنتخبات المشاركة ووصفوا عبور منتخبنا من تلك المنتخبات بأنه أمر صعب بل ألمح البعض بأنه مستحيل وتمكن (الصقور) من تحقيق المركز الاول وترك التحليلات لهؤلاء حتى يتسلوا بها.
* * ورغم كل ما فات ما زال البعض يمارس هذا الاسلوب حتى مع كل تلك التجارب السابقة.. الاخضر كبير وسيظهر في أول اللقاءات غدا (وانتظروا!!).
نقاط سريعة
* الاصابات التي يتعرض لها لاعبو المنتخب تحتاج الى نظرة من قبل المسؤولين ودراسة متأنية فهذه الظاهرة اصبحت غريبة خاصة في هذه المرحلة التي تحتاج الى جاهزية تامة.
* جاء موعد انطلاق بطولة الصداقة الدولية هذا الموسم مناسبا للغاية لجميع المشاركين وهي فرصة ايضا لإعداد مناسب لموسم ساخن!
* (خالد الحسين) حركة متميزة في ادارة الاعلام والنشر.. خبرته الاعلامية طوال السنوات ساعدته في اداء رسالته على الوجه المطلوب الذي يرضي المسؤولين عنه!!
* اختيار الاستاذ علي التويجري عضوا في الاتحاد السعودي لكرة القدم دليل اكيد على حسن اختيار المسؤولين لاعضاء الاتحاد.. (أبوعمر) قدرة ادارية واخلاقية متميزة ستساهم في تطور رياضة المنطقة.
* كنت قد عرضت قبل اسابيع بعض الاقتراحات حول الاحتراف.. وجاء الرد سريعا وعمليا على أحد الاقتراحات في المقال حيث تم تطبيقه رسميا وهو تعيين مسؤول مختص عن شؤون الاحتراف.. الا انني اتمنى لو ان المسؤول لا يعين من قبل النادي بل يكون تعيينه من قبل المسؤولين عن الاحتراف بحيث لا تدخل المجاملات في العمل ويطبق الاحتراف بصورة نظامية ممتازة وحتى لا يتعرض المسؤول للحرج من لاعبي الفريق!!
|
|
|
|
|