|
| الثقافية
ماذا يهم اذا غضبت او حتى جننت؟ ونحن في هذا التوقيت المزمن الجراح اسرائيل تضع قدمها في حلق كل عربي منتم حتى الموت الى خارطة عربية عريقة ممتدة من الوريد الى الوريد.. ماذا يهم اذا كانت الحمى لا تتنازل عن شروطها في اقعادنا عن ممارسة نشاطاتنا الاعتيادية واسترسالنا في تصميم الدقائق والثواني بما ينشد مع احلامنا وامانينا.. عشقنا وهجرنا.. رحيلنا وعودنا.. ماذا يهم والشهداء يتبارون ايهم يتسابق الى ارقى درجات الموت وهم لا يحملون من السلاح الا ذاكرة موت متوارث توغل في تكوينهم وسلب من تدفق الحياة في عروقهم اجمل ما يزهو به الشباب.. يختمون بدمائهم وثائق الانتصار.. ويصادقون على حب الارض بكلمة الله اكبر وينبثقون موكبا يطهر الارض بقعة بقعة من نجاسة ادمت دموع التاريخ.. وبطشت بالانسانية ابشع ما يحيل بطاقة الاحتمال الى تتاليات الصبر..
ايا قدسنا.. هاهم يتدافعون رجالا ونساء واطفالا يطهرونك باسم الله حاملين الشهادتين بين ضلوعهم والله اكبر سحب كثيفة من اعلام خضراء تومض كالبرق في الافق واصواتكم تصلنا.. صرخة الحق.. كمن صرخت يوما: وا معتصماه..
اليوم يقرر التاريخ عن كتابة مذكراته اليومية.. فقد جفت الاوراق.. ورفعت الاقلام.. اليوم قرر ان يكون هو المتفرج.. فما بعد كل تلك البطولات شيء يكتب.. وما بعد كل هذا الصبر قصيدة تنظم.
اليوم.. يقرر التاريخ ان يلحق بركب الشهداء.. لأنه اوعز للتفاصيل ان تدونها حسراتنا..
هي.. ومغامرة..
لأن الخوف بند من بنود السعداء.. وقافية مرتبة بانتظام في سيكولوجية التكوين الآدمي والحيواني على السواء.. الا انها قوضت في لحظة كل الاسلاك الموصلة الى تلك الاجراس.. فوثبت على الوحش في اجمل معركة ما بين الشاة والذئب.. وكم احببت الشياه بعدها..!!
|
|
|
|
|
