| الفنيــة
* كتب عبد العزيز العيادة:
واصلت الاغنية السعودية تحليقها في فضاءات عربية واسعة متجاوزة الجميع ويكفي ان يكون فنان العرب محمد عبده احد عمالقتها لتكون الاولى وليس في وقتنا الحالي فحسب بل حتى لعشر سنوات قادمة ولكن على الرغم من النجاح الغنائي فإن الدراما السعودية ما زالت للأسف تسير ببطء نحو تحقيق آمال المنتسبين للوسط الفني لأسباب عديدة ولهذا اصبحنا غنائيا ضمن المراكز الأولى في كل مهرجان غنائي كما اصبحنا في مجال التمثيل التلفزيوني أو المسرحي في المراتب المتأخرة وكثيرا ما تكون مشاركاتنا شرفية ويرمي الكثير من الممثلين في تبرير هذا الفشل بأنه يعود لعدم وجود كتاب بالمملكة يستطيعون خلق عمل ينافس عربيا وان حاجز اللهجة يقف عائقا أمامهم وكذلك عدم وجود العنصر النسائي وكلها لو وضعنا تقييما دقيقا لها لوجدناها تبريرات غير منطقية فالكاتب السعودي استطاع من خلال الاغنية ان يوجد جيلا عربيا يعرف ادق تفاصيل اللهجة السعودية واصبحنا نجد في كل مسرح آلاف الاخوة العرب يغنون باللهجة السعودية وكأنهم قد ذابوا فيها.
أما الكتاب فهم كثيرون ولا يوجد لدينا ازمة كتاب حقيقة ولكن لدينا ازمة فكر في كيفية استثمار المعطيات الموجودة أفضل استثمار وتفعيل جميع الاطراف بالشكل السليم وللاسف فإن المؤسسات الفنية غنائيا عرفت دورها كاملا وتعاملت مع الفنان والكاتب والملحن بشكل صحيح وقامت بتهيئة الاجواء الملائمة لنجاح الاعمال الغنائية ووفرت الدعم المادي والاعلاني الجيد بالاضافة الى أبرز التقنيات التسجيلية الحديثة ولكن على الجانب الآخر اصبحت المؤسسات الفنية لإنتاج الدراما بين شقين فالبعض منها للأسف تتجاهل أدوار مهمة في العملية الانتاجية والبعض الآخر يجهل أموراً كثيرة وفي كلا الحالتين يولد العمل ناقصا وابرز النقاط التي تسجل ان الكثير من هذه المؤسسات تعود ملكيتها لممثلين البعض منهم تاه بين الإنتاج والتمثيل فضاعت مجهوداته سدى.
ولهذا أصبح لا بد من ان يكون هناك طرف يدفع الثمن ويكون ضحية هذا الاخفاق فكان الكتاب نسبة لقلة تجربتهم وصمتهم واستسلامهم وخوفهم من النقد اما لأنهم كتاب متألقون في مجالات إبداعية أخرى ويخافون ان يخسروا كل شيء أو انهم ليسوا على دراية وثقافة عالية في كل جوانب العملية الابداعية في كتابة التلفزيون أو المسرحية على حد سواء.
وأصبح الاعلام بكافة قنواته يواجه الممثلين السعوديين بشتى أنواع الاسئلة عن نشاطهم واخفاقاتهم فكان الكتاب هم الجدار القصير الذي من الممكن ان يبعد الاتهامات عن جميع الأطراف الأخرى حتى المؤسسات الفنية نسبة لتبادل المصالح. وعلى الرغم من كل ما مضى فإن الفنان السعودي مبدع صادق ولكنه ليس مهنياً ملتزماً كما ان الاغنية لا تحتاج لمجهود كبير عكس التمثيل والمؤسسات الفنية ما زالت تعي أهمية دورها بالاضافة إلى قلة الدعم المادي من الجهات الحكومية المعنية واذا اردنا تطوير اعمالنا الدرامية المحلية فلابد من تدارك كل هذه السلبيات والابتعاد عن ترديد الاسطوانة القديمة «عدم وجود الكاتب» واهمال الجوانب الاخرى المهمة فالاعتراف بالتقصير من الجميع اول خطوات التصحيح السليمة لتواكب الدراما السعودية الفن الغنائي المتفوق عربيا.
|
|
|
|
|