| مقـالات
** ما بالنا أصبحنا وأمسينا لا نبالي ولا نعي ولا نتعظ بأشياء كثيرة تدور حولنا وتحدث أمام أعيننا؟!
هل أصبنا بشيء من التبلّد؟
أم أن هناك جليداً يغلف مشاعرنا وأحاسيسنا وقلوبنا؟ لا تزيده المواعظ والعبر إلا سماكة وقسوة.
إنني وآخرين كُثر معي ندرك جيداً تقصيرنا في الكثير من الحقوق والواجبات في أمور ديننا ودنيانا ولكن لا نتجه إلى الطريق الصحيح لمعالجة أوجه القصور فينا.
ونعلم مثلاً أن السرعة الزائدة هي السبب الرئيسي للكثير من الحوادث المرورية التي تدمِّر أغلى ما نملك وهي الثروة البشرية، وتدمَّر اقتصاد البلد، ونرى أشلاء الموتى تتناثر بين أكوام الحديد ورغم ذلك لا نخفض مؤشر السرعة على أقل تقدير من 120كلم في الساعة إلى 100 كلم أو 90 كيلومتراً.
وندرك جيداً أن الوجبات السريعة والأكلات الدسمة والمشروبات الغازية مضرة جداً بالصحة وتؤدي إلى أمراض العصر الخطيرة مثل الضغط والسكر وتصلّب الشرايين والسمنة ورغم ذلك نتمادى في تناولها ولا نبالي بذلك وندرك جيداً أن السهر والابتعاد عن البيت لساعات طويلة وتعاطي الدخان والشيشة أشياء تدمِّر الحياة الاجتماعية وتبدد القدرة المالية ورغم ذلك نجد أنفسنا مستمرين في تلك السلوكيات الخاطئة.
نحن في زمن أصبحت فيه المعرفة والتوعية متيسرة وفي متناول أيدينا في أي لحظة عبر الوسائل المتعددة ومنها الإذاعة والتلفزيون والصحف والإنترنت والنشرات والكتب، ولذلك أؤكد أن أي شخص لا يخفى عليه أبداً خطورة الطريق الذي يسير عليه..
فهل هناك خلل داخلنا.. أم أن هناك خللاً في وسائل التوصيل المعرفي لنا.. أم أن هناك خطأً في تقبّل الناس والمجتمع لكل ما يجد من تلك الفوضى التي نعيشها في تصرفاتنا اليومية؟ لا أعرف أين يكمن الخلل ولا أين نجد العلاج؟ ولكنني أطرحها تساؤلات قد تجد من يجيب عليها، ويبقى السؤال الأهم وهو: متى نتعظ ونعتبر؟!
|
|
|
|
|