|
| مقـالات
هناك بعض الأقوال الشائعة التي لم يثبت صحتها في كافة الأحوال، من ذلك الادعاء مثلاً أن الأذكياء محبطون أو سيئو حظ أو أن الحظ يقف حائلا دون بعض الأفراد فيتاح لغيرهم ما لا يتاح لهم.. أما أكثر المقولات انتشاراً، فتلك التي تربط الحرمان بالابداع ولا أدري ما هو منشأ هذا الاعتقاد وهل الحرمان يتركز على الفقر أم أنه ينسحب الى المناحي الأخرى مثل افتقاد الرعاية أو الحنان في فترة الطفولة . والحقيقة أن الإنسان حساس بطبيعته هكذا خلقه الله وهو يواجه في حياته الكثير من الصدمات، لأنها تضاعف في مخزونه من التجارب وفي اعتقادي أنه ليس الحظ الذي يقف حائلاً وإنما عدم استثمار الفرص التي تتاح للإنسان في فترة من حياته وأعترف بأنني من أولئك الصنف ولا أضيف أي تعليق سوى أنني لست بنادم على ما فات، لأن قدرنا لا مهرب من مواجهته.. إنما لم أفتقد الحنان في الطفولة، بل كنت غارقاً فيه الى درجة أن اخوتي الآخرين كانوا يحسدونني عليه ومع ذلك فقد عالجت في معظم أعمالي الأدبية قضايا الحرمان والمحبطين، وهذا همنغواي كتب رائعته (الشيخ والبحر) بينما كان يعيش الرفاهية والرخاءوالأغرب أنه انتحر ولم تكن ميتته طبيعية، فالشعور النفسي يطغى على الانسان ويسلمه الى نوع من القنوط والسأم ولا سيما عندما يرى حياته تسير على وتيرة واحدة لا تجديد فيها حتى يصاب بالملل وعلى ذكر الابداع والمبدعين ها هو ولي عهد بريطانيا أي الملك القادم يمارس إبداعه التشكيلي. كما أن بين ظهرانينا مبدعين في أسر عالية المقام. ولماذا ننسى عبقرياً خالداً هو نوبل الذي ابتكر سلاحاً خطيراً لقتل الملايين فكفر عن ذلك الاختراع بأن رصد ثروته للمبدعين في الفنون الانسانية المختلفة علمياً وأدبياً وهكذا فإن ربط الابداع بعوامل الحرمان ليست واقعية وإن حدث شذوذ في أي قاعدة إنما يرتكز على الأكثرية وليس الأقلية وهي نصيحة لكافة المبدعين حتى من الذين يعيشون وفي أفواههم ملعقة من ذهب كما يقال بعدم الالتفات الى مثل تلك الشائعات التي لم تثبت صحتها في كافة الأحوال فالابداع وكافة المواهب ما هو إلا عطاء رباني حتى قيل إن بعض عتاة المجرمين ليسوا بعيدين عن العبقرية والذكاءالخارق وإنما استخدموها في أعمال الشر ولم يوظفوها في مجالات الخير ولله في خلقه شؤون.
تواصل
تكرم نادي حائل الأدبي فبعث لي بإصداره الثامن والتاسع من مطبوعة (رؤى) تحت عنوان «نداء الأقصى» التي جاءت حافلة بالمواضيع الثقافية وهي جهد ساهم فيه مجموعة من المفكرين المحليين والمقيمين مما يعني ضرورة تناولها باهتمام تستحقه متمنياً للزملاء في النادي العريق الاستمرار في هذا العطاء الثري الذي يحتاجه الوطن، فشكراً لكم راجياً للجميع التوفيق والسداد.
للمراسلة ص.ب 6324 الرياض: 11442
|
|
|
|
|
