فنون تشكيلية

مصطفى فروخ قاد أجيالاً وأسس نهجاً في التشكيل اللبناني * * كتب المحرر التشكيلي: من بين الكنوز التي ظهرت في وقت لم يكن للفن التشكيلي ما له الآن من الانتشار الأفقي محلياً وعالمياً برز إنسان عربي يحمل بين ثنايا ملكات عقله الصغير في مرحلة طفولته حلماً أكبر من حدود طموحات محيطه مستبقا زمنه ومستشرفا آفاق المستقبل فكانت التضحيات والبحث والنهل من منابع المعرفة في مجال موهبته غذاء يقوي خطواته نحو النجاح وتحقيق الرغبة فأصبح بعدها عملاقا تشكيليا عربيا يعانق بهامته هامات المبدعين في البلاد الأوروبية الذين سبقوه بعشرات السنين فحقق مكانته عبر مسيرة من البحث والدراسة. هو الفنان اللبناني: مصطفى فروخ الذي لم يلحق بركب الانتشار الإعلامي الحديث ليصل اسمه وإبداعه لعقول وأعين أبناء وطنه الكبير وينعم بالإعجاب والتقدير وبشكل أكثر اتساعا من حدود وطنه وتألقا حضاريا بما فيه الثقافة والفكر والإبداع شأنه شأن الكثير من الرواد في بقية أقطارنا العزيزة، ونحن وعبر سلسلة قادمة سنعطي قدر استطاعتنا شيئا من التكريم لكل رمز تشكيلي من الرعيل الأول وضع له بصمة وأثراً في قاعدة هذا الفن على المستوى العالمي. ضيفنا اليوم الفنان الراحل مصطفى فروخ فنان لبناني ولد في بيروت عام 1901م وتخرج من الجامعة الملكية للفنون الجميلة بروما عام 1919م واشترك في العديد من المعارض في روما كما أكمل دراسته في باريس على يد عدد من الفنانين البارزين وعرض أعماله في أهم وأكبر صالونات الفنون التي لا تقبل إلا المتميز. عاد بعد ذلك عام 1932م إلي بيروت مرورا بإسبانيا التي تعلم فيها فن البناء العربي المزخرف في الأندلس، علم الفن في الجامعة الأمريكية في بيروت وفي دار المعلمات الرسمية القى المحاضرات في الندوة اللبنانية ويمتاز الفنان مصطفى فروخ كما جاء في مقدمة أحد الكتب عن حياته بقوة الخط ونقاء اللون والبراعة في تأليف الموضوعات التاريخية القومية وكانت له عناية خاصة بدراسة روح الطبيعة ونفسية الناس والتأكيد على إبراز الطابع الشخصي واللون المحلي واعتبر من الفنانين الكبار الذين قبضوا على زمام الفن لما له من المعرفة العميقة بأصوله العلمية ومن قوة وغنى في الرسم. حاز الفنان مصطفى فروخ على الجائزة الأولى لرئيس الجمهورية اللبنانية عام 1955م وهو يحمل وسام الاستحقاق اللبناني ووسام الأرز الوطني برتبة فارس ومرتبة ضابط. مات الفنان فروخ مخلفا ارثا إبداعيا بلغ خمسة آلاف لوحة بيعت في لبنان وخارجه وله خمسة كتب مطبوعة هي (رحلة إلى بلاد المجد المفقود) وهو دراسة لفن البناء والزخرفة في الأندلس وكتاب (قصة إنسان من لبنان) يتحدث عن حياته بأسلوب قصصي ثم كتاب (الفن والحياة) يمثل مجموعة من المحاضرات والدراسات الفنية وكتاب (وجوه من العصر) وهو عبارة عن مجموعة من أعماله بالحبر الأسود وأخيراً كتاب (الطريق للفن) وهو سرد لمذكراته. أعلـىالصفحة رجوع