| الريـاضيـة
انتهى المهم .... وبقي الأهم.!
الطريق للمونديال صعب .. ومعادلة بسيطة تفك رموزه.!
94، 98 كان أصعب، وكانت إيران جسور العبور لكأس العالم
الأمانة الصحفية .. ترسم خطوطاً حمراء .. لا يمكن تجاوزها
أيهما أكثر أهمية: السبق الصحفي..؟! أم المصلحة العامة؟!
(في منتصف أسبوع) سابق وتحديداً قبل عدة أسابيع كتبت موضوعاً تحت عنوان (بدأ المهم .. وبقي الأهم) تحدثت فيه عن منتخبنا الوطني وكيفية التعامل معه خلال فترة المعسكر الاعدادي للتصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 2002 عن قارة آسيا، وذلك قبل ايام من انطلاق تلك المرحلة، وركزت على اهمية التعامل مع المنتخب في تلك الفترة، على اعتبار انها مرحلة نقد، وتقويم بحيث يرتكز هذا النقد على اسس صحيحة تساهم في دعم المنتخب واعداده، بعيدا عن الهالة الاعلامية وتضخيم الامور، او تناول قضايا فردية بحتة قد تعود بأثر سلبي على اعداد المنتخب، او خلق فجوة بين اجهزته المختلفة.، تعود هي الأخرى بأثر اكثر سلبية، مشيرا في نهاية ذلك المقال إلى أن المرحلة الاهم تتعلق ببدء التصفيات ودخول المنتخب مرحلة الحسم وان مناقشتها او التطرق اليها سيكون في حينه عند انطلاقها، وهو ما نحن بصدد تناوله في هذا المقال.
لكن.. وقبل الدخول إلى صلب الموضوع، اشير هنا ومع الاسف الشديد، الى ان خروجاً عن النص ان جاز التعبير قد حدث من البعض في الفترة الماضية، حيث تم تناول بعض القضايا الفردية والشخصية، إلى جانب ممارسة بعض النقد غير الواقعي.. لآراء الجهاز الفني.. او بعض افراده، بغض النظر عن مدى القناعة بتلك الآراء من عدمها..، مع ان هذه الاطراف مسئولة، وتتحمل ما يصدر عنها من آراء، وربما كانت لها وجهة نظرها حيال الموضوع.
وبلغ هذا الخروج ذروته عندما اثير موضوع مدرب المنتخب سلوبودان وعدم كفاءته. وترشيح مدرب الهلال آرثر جورج كبديل، بل ان البعض من وسائل الاعلام وتحديدا المقروءة تجاوز ذلك الى اخذ رأي آرثر في الموضوع، ومدى استعداده لذلك.
مثل هذا الموضوع بالذات. لم يكن له ما يبرره، ولم يكن هناك داع لاثارته.. لسببين:
الأول:
انه غير منطقي..، والاسباب التي استند اليها هؤلاء هي الاخرى غير منطقية.. وقرار كهذا يعتبر غير مدروس .. فالفريق في مرحلة حرجة، ويعيش فترة تحضير لمرحلة هامة، والمدرب لم يمض بعد سوى ايام او بعض اسابيع ليست كافية ليتعرف فيها على امكانات الفريق.. وتقديم خبراته، وهو مدرب مشهود له بالكفاءة.. والقدره، ولو كانت هناك اخطاء حدثت اثناء فترة الاعداد.. او ملحوظات عليه.. فانها تتم معالجتها بحكمة.. وفي هذه الفترة تعديل الاخطاء.. وتقويمها لا يتم من خلال التغيير لان هذا يعني الدوران في نفس الحلقة، وإنما بدراستها ومعالجتها أولاً بأول.
الثاني:
لو افترضنا.. واؤكد على لو مستعيذاً بالله منها..، اقول لو افترضنا على أسوأ الأحوال ان هناك ملحوظات على المدرب.. أو توجها ما لتغييره.. وهو افتراض لا يعني وجود الفكرة او صحتها.. (على طريقة الرياضيات بافتراض الخطأ لاثبات الصح)!!
لو افترضا ذلك .. فإن الخطأ الأكبر هو في اثارته في مثل هذا الوقت..، وقبل ان يكون هناك قرار رسمي يوضح الملابسات والاسباب.
ولست هنا في مجال توضيح الاثر السلبي الذي تتركه اثارة مثل هذا الموضوع في توقيت كهذا..
لكنني أتساءل:
لمصلحة من .. اثارة مثل هذه المواضيع.؟!
وفي هذا التوقيت.؟!
ولماذا ارثر جورج بالذات.؟! وكل المعطيات والدلائل .. تشير إلى عدم واقعية ذلك، خاصة إذا ما ادركنا أيضاً ان توجهات الاتحاد السعودي لكرة القدم في السنوات الأخيرة، هي الابتعاد عن مدربي الاندية.. فهي مرحلة وانتهت.. والعالم مليء بالمدربين الناجحين.
وإذا كانت اثارة الموضوع في هذا الوقت مشكلة.. فالمشكلة الكبرى في تناول وسائل الاعلام المقروءة .. بل والتوسع فيه.
والأمانة الصحفية.. تفرض حذراً في التعامل مع الاحداث ذات التوجهات المختلفة في ردود الافعال.
فالمصلحة الشخصية المتمثلة في السبق الصحفي.. او الاثارة الصحفية يجب ان تتلاشى.. امام المصلحة العامة.. او المصلحة العليا..
والامانة الصحفية ترسم لنفسها خطوطاً حمراء.. لا يمكن تجاوزها.
والصحفي الناجح.. والكفء .. هو من يكتشف هذه الخطوط.. ويعرف ابعادها.. ويتحرك بحرية كاملة.. دون ان يتأثر بتلك الخطوط.. او تؤثر على عطائه واداء رسالته.
والصحافة الرياضية لدينا.. محسودة على سعة ملعبها.. والأفق الذي تمتد فيه تلك الخطوط.. بل وعلى (هلامية) هذه الخطوط في بعض الاحيان ونرجو ألا يأتي يوم او مناسبة يضطر فيها القائمون على شأن هذه الصحافة إلى رسم خطوط واضحة ومحددة المعالم.. تستوجب الوقوف عندها، وعدم تجاوزها.
المرحلة .. الأهم
على العموم.. تلك المرحلة انتهت.. وبقيت المرحلة الأهم..، وهي مرحلة تتطلب الكثير من الحذر في التعامل معها.. على مختلف الاصعدة.. لا اعني الفنية فقط، ولكن ايضا على مستوى الاعلام.
والفرق التي تصل لمثل هذه المرحلة من التصفيات في اي منطقة من العالم.. عادة ما تنقسم الى فئتين:
احداها تطمح في التأهل وبلوغ النهائيات وتملك امكانية ذلك.
واخرى تسعى لاثبات وجودها وتسجيل حضور جيد في هذه المرحلة.
وهنا تكمن الصعوبة في التعامل مع هذه المرحلة خصوصاً مع الفئة الاخرى التي ليس لديها ما تخسره.
وإذا ما نظرنا إلى مجموعتنا التي تضم إلى جانب منتخبنا السعودي كلا من ايران، العراق، البحرين، وتايلند.. نجد ان منتخبنا هو اكثر فرق المجموعة مواجهة للتحدي، ومن ثم فهو اكثرها صعوبة في التعامل مع المرحلة.، فهو لا يواجه نوعين من الفرق فقط، ولكنه يواجه مع كل منتخب تحدياً من نوع خاص..، سواء كان هذا التحدي من نواحٍ فنية، او مواقف ونتائج سابقة تلقي بظلالها على هذه المرحلة، او لكونه الافضل والاشهر على مستوى آسيا، مما يعني ان تحقيق اي نتيجة ايجابية معه يعتبر انتصارا في حد ذاته، وربما لاسباب اخرى تجعل الفوز عليه او اعاقته في كفة، والتأهل للأولمبياد في كفة اخرى!
وكل هذه الامور تتطلب نوعاً من الحذر في التعامل مع كل فريق.. بل وخصوصية ايضا لكل مباراة، والنظر لأية مباراة بمعزل عن الاخرى.
ان المتابع للطرح الاعلامي منذ اعلان تقسيم المجموعات يلمس ان كثيرا من وكالات الانباء.. ومسئولي الفرق المنافسة وغيرها يرشحون المنتخب السعودي وانه الافضل والاكفأ.
كما يلحظ المتابع من جانب آخر طرحاً يتمثل في صعوبة الموقف، وان المنتخب حظه سيئ بوقوعه في المجموعة الاصعب.
وهنا تأتي اهمية النظرة لهذه المرحلة بتوازن.. فلا افراط.. ولا تفريط.
لا إفراط في التفاؤل وتصديق تلك الاشارات والتلميحات.
ولا تخوف من صعوبة الموقف.
ولنا تجربة ناجحة في مثل هذه المواقف ليست عنا ببعيدة .. بل تجربتان في نفس التصفيات.
* * الأولى 94م:
كانت تلك التجربة أثناء التأهل لمونديال 94 بأمريكا، وضمَّت النهائيات منتخبات اليابان، كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية، العراق، وايران، واقيمت بطريقة التجمع من دور واحد في الدوحة.
تعادلنا مع اليابان (0/0) وكوريا الجنوبية والعراق (1/1) وفزنا على كوريا الشمالية (2/1) وايران 4/3 وكانت مباراة الحسم والتأهل بصدارتنا المجموعة.
* * الثانية 98:
التجربة الثانية كانت في التأهل لمونديال 98 في فرنسا ولعبنا في المجموعة الاصعب بطريقة الذهاب والاياب مع ايران (1/1، 1/0)، والكويت (2/1،1/2) الصين (0/1، 1/1/) ومع قطر (1/0، 1/0). وتصدرنا ايضا المجموعة وتأهلنا.
بل انه كان بامكاننا اللعب في المجموعة الاخرى والاضعف من خلال مباريات المرحلة السابقة وهي التي ضمت فيما بعد منتخبات اوزبكستان، وكازاخستان، الامارات، وكوريا الجنوبية، و اليابان والتي تأهلت عن هذه المجموعة.
لكننا وضعنا انفسنا في المجموعة الاصعب وقبلنا التحدي، وكنا على مستوى التحدي.
ما اود ان اصل اليه من هذا السرد او هذه المعلومات هو ان الكرة السعودية تملك كافة الامكانات للتفوق من حيث الدعم والسمعة والعناصر التي تدرك حجم مسئولياتها.. ودائما ما تكون على مستوى التحدي.
واذا كانت النظرة العامة لهذه المرحلة تشير إلى صعوبتها من الناحية الفنية والنظرية، فان التعامل معها على ارض الواقع وبارقام حسابية، يشير إلى انها ليست على هذه الدرجة من الصعوبة، وبالامكان تجاوزها.
فلو عدنا الى تصفيات 94 نجد اننا تصدرنا المجموعة ب 9 نقاط من اصل 14 .. اي بما نسبته 60% من المجموع الكلي للنقاط.
وفي تصفيات 98 تصدرنا ايضا ب 14 نقطة من اصل 24 وهي نفس النسبة تقريبا.
واذا ما نظرنا الى هذه التصفيات ونوعية فرق المجموعة، وتفاوت مستوياتها نجد ان الحصول علي نسبة 70 80% كاف جدا للتأهل.. أي اننا بحاجة الى جمع ما لايقل عن 16 نقطة من اصل 24.
وال 16 نقطة هذه يمكن جمعها من خلال الفوز في 4 مباريات والتعادل في مثلها (كمتوسط)..، واعتقد انها ليست صعبة، وهذه يمكن ان تتحقق من خلال معادلة بسيطة وهي:
الحرص على كسب البحرين وتايلند وعدم الخسارة امام ايران والعراق خصوصاً في الذهاب..
فالاولى تضمن لنا 75% من المرحلة بجمع 12 نقطة والثانية قد تمنحنا اكثر مما هو مطلوب لان الحرص على عدم الخسارة لا يعني اللعب من اجل التعادل.
ولا ننسى ايضا ان المنتخبات سوف تلعب لمصلحة بعضها البعض.. وقد تلعب منتخبات معينة دوراً في تحديد مسار المجموعة دون ان يكون لها حظ في التأهل.
واذا كان الوضع كذلك فإن علينا ان لا ننظر لهذه الناحية، بل ان نلعب بمعزل عن هذه النظرة، وباعتماد على الله أولاً ثم على جهودنا.. ونترك مثل هذه الفرص كعوامل مساندة قد نحتاجها.. وليست اساسية.
والله من وراء القصد.
البريد الإلكتروني: raseel@la.com
|
|
|
|
|