| عزيزتـي الجزيرة
يبدو من العنوان للقارئ أن المقصود مناورة بين التاجر والغرفة التجارية والمستهلك والذي اقصده من العنوان هو التاجر وتجارته وطريقة تعامله مع المستهلكين وتسويقه لبضاعته أو لبضاعاته المتوفرة لديه، وبما أن السوق الآن مفتوح للجميع للمنافسة والبيع والشراء والأخذ والرد وبغياب نسبي كبير من الغرف التجارية أو البلديات أو الرقابة المعنية بكل سلعة سواء غذائية .. أو دوائية.. أو استهلاكية.. من أي نوع كانت.. عموماً فإن لكل تاجر طريقته في التعامل مع المستهلكين والذي نراه ويراه الجميع في السوق التعارض الكبير في الاسعار عموماً وبنسبة كبيرة احيانا بل وكثيراً.. ومن ذلك ما حصل في معركة الالبان التي نعيش واقعها الآن ولقد اطلق عليها بعد التجار حرب الالبان.. أو حرب الاسعار.. وأنا أقول الأولى أن يكون اسمها..حقيقة الأسعار.. وليست حرب.. فلم لا يكون السعر الذي عليه السوق الآن هو السعر الحقيقي الذي يجب ان يكون عليه الحليب ومشتقاته ..سواء لبن أو غيره.؟ ثم لماذا التدخل للاصلاح بين الشركات المنتجه مادام الأمر في صالح المستهلك؟؟ ارجو من الله أن يبقى هذا السعر على ماهو عليه أو يقل قليلاً بل وكما ارجو أن يحصل لاغلب السلع الاستهلاكية في السوق ما يحصل للبن الآن. فالتاجر لا يبحث عموما عن مصلحة المستهلك .. فالذي يصدق هذا الكلام ان صدر عن التجار ما هو الا إنسان غريب.. بل ومعتوه..فالتاجر لا يعمل ليل نهار إلا لمصلحته فقط.. ومن يصدق غير ذلك فقد وقع في الفخ .. فهل هناك انسان يتعب بنفسه ويتعب غيره من اجل عيون الناس.. والتجار الآن يحصدون جيوب الناس بكل الطرق المتاحة لهم.. وبجهد جبار ويتسابقون على ذلك..ويخترعون اقصر الطرق واسهلها من حيث التكلفة للوصول إلى ذلك ويستخدمون الطرق التي تحول بينهم وبين الأنظمة ان وجد هناك انظمة تطبق حيالهم.. ولو استعرضنا بعض المنتجات الموجودة في السوق لوجدنا كثيراً من التفاوت في كل شيء حتي في الجودة .. وانظر مثلاً إلى الخبز الآلي قد تجد عدد الخبز من مخبز إلى مخبز آخر يختلف كما ان الجودة تختلف والوزن يختلف. على هذا المثل .. الكثير.. وكذلك لو نظرنا إلى أسعار الملابس النسائية والرجالية على حد سواء لوجدنا ان هناك اختلافات في الاسعار كبيرة مع ان المنتج نفسه ويحاول التجار اقناعك بان السلعة تختلف وهي نفسها ونفس الصناعة.. كما في قطع غيار السيارات احيانا يوجد تفاوتات كثيرة في الأسعار ومفتوحة للتلاعب بالاسعار حسب رغبة التاجر.. واحياناً البائع نفسه له من الفرص ما للتاجر .. ولو نظرنا كذلك إلى مصانع الاغذية الخفيفة مثلاً التي تصنع الاغذية الخاصة بالاطفال لوجدناها تحتوي على كثير بل وعلى كل ما هو محرم دولياً استعماله للاطفال من المواد الملونة والمنكهة ..فبعد أن انكشف امر بعضها مثلاً «اصفر غروب الشمس والذي يحمل الرمز E110 وخطورته بدأوا بتغيير الاسم ويكتبون على العبوات الوان مسموح بها وبعضهم يكتب طرطرازين وهو هو نفس المادة ولكن للتضليل.. وطرق التضليل كثيرة.. ناهيك عن اساليب الغش التي توجد في بعض الاسواق والمحلات التجارية التي لا يهمها الا مستوى الدخل وارتفاعه وكذلك العصائر التي تعج بها الأسواق والمشروبات الغازية وغيرها.. ومع ذلك فإنه يوجد بالسوق من يخاف من عقاب الله ومراقبته .. المهم ان الجميع يفكر ان كثيرا من التجار يفكرون انهم في حرب مع المادة وكيفية الحصول عليها .. والذي يحتاجه التاجر في هذا الوقت وغير التاجر حقيقة هو احياء الرقابة الإلهية لديه أولاً وهذا يحتاج إلى المبادرة بحضور الدروس الشرعية المفيدة .. وزيارة المرضى والمستشفيات.. وكذلك زيارة المقابر ..وكثرة سؤال الله جل وعلا الإخلاص في القول والعمل ثم احياء الرقابة الذاتية ثانياً وهذه تكون بإحياء الضمير الميت أو النائم والغافل.. اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل..
ظاهر الظاهر - بريدة
|
|
|
|
|